على الرغم من أن الثقوب السوداء تبتلع أي شيء يقترب منها -حتى الضوء- إلا أنه لا يزال من الممكن تحديد موقعها من خلال البحث عن علامات آثارها، الثقوب السوداء كثيفة للغاية لذا فهي تتمتع بكتلة كبيرة وتأثير جاذبي قوي يمكن ملاحظته من على بعد سنوات ضوئية، ويأمل الباحثون أن يتمكن الجمهور من مساعدتهم في التعرف على المزيد من الثقوب السوداء باسم الاستكشاف العلمي.
ويدعو مشروع يسمى Black Hole Hunter أفراد الجمهور للبحث في البيانات التي تم جمعها بواسطة القمر الصناعي لمسح الكواكب الخارجية العابرة (TESS) التابع لناسا للبحث عن علامات وجود ثقب أسود، وباستخدام تقنية تسمى عدسة الجاذبية الدقيقة، سينظر العلماء المواطنون في كيفية تغير سطوع الضوء الصادر من النجوم المختلفة مع مرور الوقت، بحثًا عن دلائل تشير إلى أنه من الممكن أن يكون هناك ثقب أسود قد مر أمام النجم وأدى إلى ثني الضوء الصادر منه، وهذا من شأنه أن يمكّن المشروع من تحديد الثقوب السوداء التي قد تكون غير مرئية.
وأوضح أحد الباحثين في المشروع، مات ميدلتون من جامعة ساوثامبتون، في بيان: "الثقوب السوداء غير مرئية، إن جاذبيتها قوية جدًا لدرجة أنه لا يمكن حتى للضوء الهروب منها، مما يجعل رؤيتها صعبة للغاية، حتى باستخدام المعدات المتخصصة.
لكن قوة الجاذبية هذه هي أيضًا الطريقة التي يمكننا من خلالها اكتشافها لأنها قوية جدًا بحيث يمكنها ثني الضوء وتركيزه، وتعمل مثل العدسة التي تضخم الضوء الصادر من النجوم، يمكننا اكتشاف هذا التكبير وبهذه الطريقة نعرف وجود ثقب أسود.
ويمكن للأفراد المهتمين من الجمهور البدء في البحث عن الثقوب السوداء على موقع Zooniverse، الذي يستضيف أيضًا مشاريع علمية أخرى للمواطنين ويتضمن تدريبًا على كيفية اكتشاف مؤشرات الثقب الأسود.
وقال آدم ماكماستر، أحد الباحثين الآخرين: "يمكن لأي شخص في أي عمر القيام بذلك، ولا تحتاج إلى أن تكون خبيراً للمشاركة". "كل ما تحتاجه حقًا هو الاهتمام بالفضاء وتخصيص القليل أو الكثير من الوقت للنظر في الرسوم البيانية ومساعدتنا في اكتشاف الأنماط التي يمكن أن تكشف عن ثقب أسود، سيساهم عملك بشكل مباشر في البحث العلمي الحقيقي، وستساعد في جعل غير المرئي مرئيًا."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة