أستاذ تاريخ حديث: الحفاظ على فكرة الدولة المركزية ميراث تاريخي في التجربة المصرية

الإثنين، 22 يناير 2024 01:12 ص
أستاذ تاريخ حديث: الحفاظ على فكرة الدولة المركزية ميراث تاريخي في التجربة المصرية الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة
كتب الأمير نصرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة، إن علاقة المصري بحاكمه علاقة مختلفة عن مثيلتها لأماكن مجاورة، وهذا ينقلنا إلى مفهوم الدولة المركزية، والذي يعتبر مفهوما حاكما في الذهنية المصرية سواء للحاكم والنظام والدولة أو للشعب.
 
وأضاف "عفيفي"، خلال استضافته ببرنامج "الشاهد"، المذاع على قناة "إكسترا نيوز"، ويقدمه الإعلامي الدكتور محمد الباز، أن هذا يعد ميراثا تاريخيا مهما في التجربة المصرية، وميراث تاريخي قدمته مصر للعالم أجمع، وهو فكرة الدولة المركزية، نتيجة وجود نهر النيل.
 
وأشار إلى أن المصريين في البداية كانوا يعيشون في قرى متناثرة فوجدوا ضرورة تنظيم توزيع مياه النيل والصرف والفيضان ثم المنتج من الأرض والزراعة، وبالتالي لا بد من وجود دولة تنظم ذلك، وحاكم على رأس هذه الدولة لكي يستطيع حكمها وعمل استقرار، مؤكدا أن المصري حريص طوال تاريخه على الاستقرار واستمرارية الحياة.
 
وقال أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، إن محمد علي باشا ليس مصريا في الأصل، ولكنه جاء مصر، ودخوله للحكم في مصر جاء نتيجة ثورة المصريين على الحاكم العثماني والمماليك نتيجة فرض الضرائب الجائرة، وبالتالي هم رغبوا في وجود حاكم قوي وعادل يستطيع أن يحكم مصر ويحدث حالة استقرار.
 
وأضاف "عفيفي"، أن المصريين أتوا بمحمد علي وأخبروه بأنه حاكم عليهم، بشرط عدم فرض ضرائم جائرة إلا بمشورة علماء الأزهر، الذين هم قادة شعبيون في هذا الوقت.
 
وأوضح أن محمد علي جاء في إطار مفهوم الدولة المركزية، نظرا لأن كانت هناك قبله صراعات ما بين العثمانيين والمماليك والبدو والإنجليز والفرنساويين، وبالتالي رغب المصري في وجود دولة مستقرة وعدل.
 
ولفت إلى أن محمد علي استطاع أن تنشأ الدولة الحديثة، خاصة أنه حاكم مستدعى من المصريين، لدرجة أن السلطان العثماني اعترض على توليه الحكم في مصر، لكنه في النهاية وافق على مضد.
 
 
وقال إنه عندما يكون الحاكم محميا، وضع تحت هذه الكلمة 100 خط، بشعبه يكون قويا للغاية، مضيفا أن السلطان العثماني في بداية تولي محمد علي باشا الحكم في مصر اضطر على مضد للموافقة على ذلك، نظرا لأن الشعب المصري بجانب محمد علي.
 
وأوضح أن السلطان العثماني رغب في نقل محمد علي لولاية أخرى بعيدا عن مصر، لكن الشعب المصري رفض بشدة، وبالتالي تراجع السلطان العثماني.
 
وأشار إلى أنه يتضح من ذلك نقطة مهمة في طبيعة علاقة الحاكم بالشعب المصري، أنه كلما كانت علاقة الحاكم محميا شعبه كانت بمثابة قوة لمواجهة الأزمات الداخلية والتدخلات الخارجية.
 
وقال إن كتابه "المستبد العادل" تجسدت في محمد علي باشا وإلى حد كبير في الزعيم جمال عبد الناصر، لافتا أن فكرة المستبد العادل أو مفهوم المستبد العادل كانت قد طرحها الشيخ محمد عبده في المقالة الشهيرة "لن يصلح الشرق إلا بمستبد عادل" بتاريخ 1899.
 
وأضاف، أن هذه المقالة كانت في أعقاب فشل الثورة العرابية، ونفي محمد عبده، والإحساس بالتفكك والضياع، فكان مفهوم المستبد العادل بأن يكون هناك حاكم يبدو قويا لدرجة الاستبداد لكنه عادل مع شعبه.
 
ولفت أن محمد عبده طرح برنامج لهذه الفكرة، حيث وضعها في مدة زمنية محددة بواقع 15 سنة، وذلك لإحداث استقرار، وأن يتعود الشعب على قدرته بحكم نفسه بنفسه.
 
وأشار إلى أن محمد عبده اقترح بأنه يمكن البدء في تطبيق هذه الفكرة بمجالس شبه نيابية محلية وبلدية ثم تتطور إلى مجالس شبه نيابية ثم في نهاية المدة يكون هناك مجالس نيابية وأحزاب نظرا لأن الدولة حينها ستكون مستقرة، وبالتالي قادرة على البقاء والاستمرارية.
 
 
 
 
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة