مع استمرار الحرب الإسرائيلية الضارية ضد قطاع غزة منذ أكثر من 3 أشهر، اتسعت رقعة الانقسامات ودائرة الخلافات داخل القيادة العسكرية الإسرائيلية، وظهرت إلى العلن، فبعد تقارير تفيد بتوتر علاقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت، دعا رئيس الأركان السابق جادى آيزنكوت لإجراء انتخابات وقال أن حكومة نتنياهو لم تكن صادقة مع الإسرائيليين بشأن أحداث غزة.
وقالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أن آيزنكوت رفض، خلال مقابلة تلفزيونية أجراها مؤخرًا، القول إنه يثق برئيس الوزراء نتنياهو، الأمر الذى يعكس انقساما آخذا فى الاتساع داخل إسرائيل حول مسائل حاسمة مثل كيفية تأمين عودة الأسرى من غزة والتخطيط لما بعد الحرب.
وأضاف آيزنكوت، وهو وزير وسطى ومراقب فى حكومة الحرب التى أنشأتها إسرائيل، فى المقابلة:" من الضرورى، فى غضون أشهر قليلة، إعادة الناخب الإسرائيلى إلى صناديق الاقتراع وإجراء انتخابات من أجل تجديد الثقة لأنه فى الوقت الحالى لا توجد ثقة".
وفضلا عن ترديد دعوة المعارضة لإجراء انتخابات مبكرة، أضاف آيزنكوت، فى المقابلة التى تم بُثت عبر التلفزيون الإسرائيلى، أنه "يجب أن نقول بشجاعة إنه من المستحيل إعادة الرهائن أحياء فى المستقبل القريب دون اتفاق مع حماس". وقال أن إسرائيل يجب أن تفكر فى وقف القتال لفترة كبيرة من الوقت كجزء من اتفاق أوسع من هذا القبيل".
وتابع القائد العسكرى السابق أن إطلاق سراح الرهائن يجب أن يكون على رأس الأولويات، لكن ذلك لن يتحقق من خلال القوة العسكرية وحدها، وأى شخص يقول خلاف ذلك فهو مخطئ ويبيع الأوهام للجمهور.
وبحسب "فاينانشيال تايمز"، فإن كلمات آيزنكوت تتناقض بشكل حاد مع كلمات نتنياهو، الذى تعهد فى مؤتمر صحفى عقده فى وقت متأخر من يوم الخميس بأنه "سيواصل القتال بكل قوة حتى النصر الكامل على حماس".
وانضم آيزنكوت وحزبه "الوحدة الوطنية"، بقيادة بينى جانتس، إلى ائتلاف نتنياهو الحاكم كجزء من حكومة الطوارئ فى زمن الحرب بعد هجمات 7 أكتوبر الماضى، فيما أشارت الصحيفة إلى أن جانتس ونتنياهو عضوين كاملا العضوية فى حكومة الحرب إلى جانب يوآف جالانت، وزير الدفاع من حزب الليكود الحاكم الذى يتزعمه نتنياهو. كما أن أقرب حليف سياسى لنتنياهو هو وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، الذى يعد مراقبًا آخر لحكومة الحرب.
مع ذلك، خرجت انقسامات هذه المجموعة إلى العلن فى الأيام الأخيرة حيث أن نتنياهو وجالانت بالكاد يتحدثان مع بعضهما البعض، وفقا لثلاثة أشخاص مطلعين على علاقتهما، كذلك توقفت المؤتمرات الصحفية المشتركة بين الرجلين وجانتس والتى كانت تُعقد فى الأشهر الأولى من الحرب على غزة.
وردا على سؤال حول العلاقات مع نتنياهو، قال مكتب جالانت إنه "يركز على ضمان أمن إسرائيل. أن الوحدة فى المجتمع والحكومة فى إسرائيل أمر ضرورى للانتصار فى هذه الحرب". وأكدت الصحيفة البريطانية فى تقريرها أن التدهور فى العلاقات بين المسئولين الإسرائيليين يتفاقم فى ضوء دعوة العديد من الإسرائيليين إلى التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن، حتى لو على حساب وقف الحرب، وهى الدعوات التى رفضها نتنياهو وجالانت بشكل قاطع.
وقال نتنياهو يوم الخميس: "فقط الضغط العسكرى المستمر سيؤدى إلى إطلاق سراح الرهائن. أن وقف الحرب قبل تحقيق أهدافنا سيضر بأمن إسرائيل لأجيال عديدة".. فى حين سُئل آيزنكوت عما إذا كان يثق بنتنياهو لكنه توقف ثم قال: "اليوم، أثق بالجماعة فى الحكومة المشتركة التى ستتخذ القرارات. أنا بالفعل فى مرحلة وفى عمر لا أثق فيه بهذا الزعيم أو ذاك وأنا مغمض العينين، وأحكم على الرجل من خلال قراراته والطريقة التى يقود بها البلاد".
فضلا عن ذلك، أبرزت "فاينانشيال تايمز" أن هناك مجالا آخر مهم للخلاف بين المسئولين الإسرائيليين وهو عدم وجود خطة لإدارة قطاع غزة المنكوب بعد انتهاء الحرب، على الرغم من مطالبة الإدارة الأمريكية والحكومات العربية والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية بالتخطيط.. ويقول مسئولون ومحللون إسرائيليون وأمريكيون أن المخاوف السياسية الداخلية منعت نتنياهو من مناقشة هذه القضية فى حين انضم جالانت إلى الانتقادات يوم الاثنين، وانتقد نتنياهو بشكل غير مباشر بسبب "تردده السياسي".
ويرفض حلفاء رئيس الوزراء اليمينيون المتطرفون فى الائتلاف الحكومى أى دور للسلطة الفلسطينية فى الضفة الغربية فى قطاع غزة ما بعد الحرب بينما تعمل الدول العربية على مبادرة لضمان وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن فى غزة كجزء من خطة أوسع يمكن أن تعرض على إسرائيل تطبيع العلاقات إذا وافقت على خطوات "لا رجعة فيها" نحو إنشاء دولة فلسطينية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة