قالت نائبة وزير السياحة والآثار لشئون السياحة غادة شلبى، إن الزيادة التى شهدتها مصر فى الربع الأخير من عام 2023، فى معدلات السياحة بواقع 8 % رغم الأحداث التى شهدتها المنطقة فى 7 أكتوبر الماضى، لم يأتِ كصدفة أو دون تخطيط، إنما بناء على خطة وسياسة واضحة ركزت على مستهدفات دقيقة وأسواق محددة، مشيرة إلى أن القطاع الخاص هو شريك النجاح.
جاء ذلك خلال الجلسة العامة لمجلس الشيوخ برئاسة المستشار عبدالوهاب عبدالرازق المنعقدة اليوم والتى شهدت مناقشة طلبى مناقشة لاستيضاح سياسة الحكومة بشأن آليـات تحقيق التنمية السياحية المستدامة التى تهدف إلى تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة والموروث الثقـافى، وبين تحقيق فوائد اقتصادية واجتماعية للدولة وسبل تعزيـز الجـذب السياحى إلى جمهورية مصر العربيـة وتنميـة السـياحة الداخليـة عـبر استراتيجيات ترويجية فعالة.
وأضافت "شلبي" إنه هذه المعدلات أيضا تأتى لاسيما وأنه تم التعامل باحترافية مع انعكاسات الأزمة فى غزة على السياحة فى مصر، من خلال توجيه رسائل عفوية لكنها مقصودة، حول مدى الأمان الذى تنعم به مصر، على لسان السائحين الذين تواجدوا خلال هذه الفترة، والتأكيد على أهمية عدم إلغاء الرحلات السياحية، مشيرة إلى أن القطاع الخاص تعامل بشكل احترافى أيضا فى هذا الصدد.
وتابعت "شلبي" أن السائح تأكد من عدم وجود خطورة فى وجودة داخل مصر، وكذلك الشركات السياحية المنظمة، والتى تعد القاهرة دولة مربحة لهم، لاسيما وأنها على قائمة الدول المستهدفة سياحيا، مشيرة إلى أنه من الطبيعى أن يكون هناك تأثر إلى حد ما بسبب الأحداث، ويحضرنى بعض العبارات من أصحاب شركات السياحة بأن هذا السيزون - (أكتوبر – ديسمبر) – : " كان سيشهد غرف فندقية كاملة العدد".
واستطردت "شلبي" بقولها، " الخبراء اللى إيدهم فى الشغلانة أكدوا أنه لو تم التعامل مع الأزمة سياسياً على شهر مارس 2024، فنعد بزيادة أعداد السائحين والوصول إلى المستهدفات".
ونوهت نائبة وزير السياحة والآثار، إلى أن الخطة ركزت خلال العام الماضى 2023 على 18 سوق مستهدف، ومثلوا نحو 62% من السائحين الوافدين إلى مصر، بالتالى كانت سياستنا فى محلها، بقولها : " مش بندخل نقول صباح الخير، انما لدينا خطة وسياسة ودعم لهذه الخطة، وتحفيزات للقطاع الخاص".
وفى سياق متصل، نوهت غادة شلبى، فى حديثها إلى أن الفترة الماضية شهدت التعاون مع وزارة البيئة بشأن ضوابط "النُزل البيئية" التى لم تكن مرخصة من جانب السياحة، ولم لضوابط أو فرص ترويجية، ويتم حرصها فى كافة المحافظات السياحية.
وأشارت "شلبي" إلى أهمية قانون المنشآت الفندقية والسياحية، التى وحدت جهات الاختصاص، منوهة إلى أن إجراءات الميكنة فى التجديد والترخيص للفنادق والشركات أحد النقاط الهامة التى يتم العمل عليها للتيسير على المستثمر.
وكشفت "شلبي" أن 10% من الشركات السياحية البالغ عددها 2459 شركة، جاذبين للسياحة والباقى يعمل فى مجال السياحة الطاردة ومنها "الحج والعمرة"، لذا كان الاتجاه إلى عدم الحاجة إلى الترخيص لشركات أخرى مع إعادة النظر فى تأهيل الشركات القائمة للعمل لصالح الاقتصاد الوطنى والتحول من كونها طاردة إلى جاذبة.
وفيما يتعلق بملف السياحة الصحية بشقيها العلاجى والاستشفائى، أوضحت نائبة وزير السياحة، أن السياحة الصحية معنيه بها وزارة الصحة ويكمن دور وزارة السياحة فى الجانب اللوجيستى أما السياحة الاستشفائية فهى التى يندرج تحتها العيون الكبريتية والدفن فى الرمال، مشيرة إلى أنهم بصدد إعداد استراتيجية متكاملة للسياحة الاستشفائية، بقولها "جار جلب خبراء فى هذا الصدد، ونستعد لإعداد استراتيجية متكاملة، ويهمنى أجيب المستثمر اللى فاهم كويس فيها".
وكان النائب حازم الجندى قد أكد فى طلب المناقشة المقدم منه فى طلب المناقشة أن السياحة تحتل موقعا هاما فى اقتصاديات العديد من الدول المتقدمة والنامية، لما تقدمـه مـن إسهامات فعالة فى الدخل القومى، وتأثيرهـا المباشـر علـى مسـتوى التشغيل والبطالة فى جميـع المناطق السياحية، مشيرا إلى أن مصر واحـدة مـن أبـرز مناطق الجذب السياحى عالميـا نظـرا لما تتمتـع بـه مـن تنـوع حضـارى، مضيفا تعد السياحة قطاعـا اقتصاديا رائـدا عـلـى المستوى القـومى، نظـرا لمـا يـوفـره مـن حصيلة من النقد الأجنبى، فضـلا عـن كـونـه قطاعـا كثيـف العمالة، سواء العمالة المباشرة أو غير المباشرة.
وأشار إلى أن التنمية السياحية حتى تتحقـق يجـب أن تتسـم بـالاتزان والاستدامة، وذلـك مـن خـلال تبـنى البرامج الهادفة إلى التوسع المستمر المتـوازن فى الموارد السياحية، وزيادة الجـودة وترشيد الإنتاجية فى مختلـف الخـدمات السياحية، وربطهـا بعناصـر البيئـة، واستخدامات الطاقة الجديدة، وتنميـة مصـادر الثروة البشـرية للقيـام بـدورها الفعـال فى بـرامج التنمية السياحية، وكـل ذلـك يكـون بمـا يضـمن تلبية احتياجات الحاضـر دون التضحية بقدرة الأجيال المستقبلية على تلبية احتياجاتهم؛ وهـو مـا يعـرف بـ " التنمية السياحية المستدامة التى تقـوم على إدارة الموارد بأسلوب يحقـق الفوائد الاقتصادية والاجتماعيـة مـع الحفـاظ علـى المـوروث الثقـافى واستمرارية التنوع البيولوجى ومقومات الحياة الأساسية.
وأوضح أن مستقبل السياحة- بصفة عامـة- يعتمـد علـى حمايـة الحيـاة البريـة والتنـوع البيولوجى، وإحداث التكامـل والترابط بين المفاهيم البيئية والاقتصادية.
من جانبه قال النائب جيفارا الجـافى فى طلب المناقشة المقدم منه أن "الترويج السياحى يعتبـر جسـراً حيوياً يربط بين الوجهات السياحية والـزوار المحتملين، ويسـهم فـى بناء صورة إيجابية عن الوجهة مـن خـلال حمـلات التسويق المبتكرة، وتسليط الضوء علـى جمـال وجاذبيـة الوجهـة وتحفيـز الزوار المحتملين لاستكشافها وهو ما ينعكس إيجابا على الاقتصاد القومى وتعزيز التنميـة الشـاملة كمـا يسـاهم فـى بنـاء جسـور مـن الفهم والتبادل بين الثقافات، وفـى تحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية مضيفا لذلك أصبح التركيز على تطوير استراتيجيات فعالة للترويج السياحى أحـد مرتكزات التنمية السياحية لضمان تحقيق أقصى استفادة الدولة على الصعيدين الاقتصادى والاجتماعى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة