رغم المعاناة والألم داخل مخيمات النزوح فى قطاع غزة إلا أن الشعب الفلسطينى متمسك بأرضه وصامد عليها ويرفض أى محاولات لتهجيره قسريا، حكايات وقصص عن «الحب والحرب» من قطاع غزة، غالبيتها تحمل طابع الحزن والأسى والانكسار، إلا أنه ورغم الظلمة التى يعيشها القطاع يبقى فى نهاية النفق «ضوء أبيض» ينبئ بفرحة ورغبة من الفلسطينى فى الانتصار على الاحتلال الإسرائيلى، وذلك بالصمود والثبات على الأرض وزرع بذرة جديدة من «جيل جديد مقاوم» قادر على تحرير الأرض والعرض من المحتلين.
حالات زواج عدة فى مخيمات الإيواء والنزوح توثقها «اليوم السابع»، تحدثنا إلى عدد من الشبان حول أسباب تمسكهم بالزواج فى ظل الحرب المستعرة على غزة وأحلامهم وطموحاتهم المستقبلية.
قصة زواج الشاب الفلسطينى محمد عبدالعال من ابنة عمه ياسمين فى مدرسة تأوى النازحين فى مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، أشعلت وسائل التواصل الاجتماعى بعد تداول صور «الإشهار» بشكل واسع، ما يؤكد تمسك أبناء الشعب الفلسطينى بالأمل والحياة رغم القتل والإبادة الجماعية التى يتعرضون لها ليل نهار منذ السابع من أكتوبر الماضى.
يقول العريس محمد مدحت عبدالعال، لـ«اليوم السابع» أنه نزح من وسط غزة إلى مدينة رفح جنوب القطاع مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية والقصف العنيف، موضحا أن منزل الأسرة تم قصفه فى بداية الحرب ما دفعهم للنزوح إلى مستشفى الشفاء الطبى، ظنا منهم أنها ستكون آمنة ولن تتعرض لأى قصف ومع استهداف الطائرات الإسرائيلية للمستشفى وكل المبانى المحيطة بها، اتجهوا إلى وادى غزة وتحديدا لمدرسة إيواء دير ياسين جنوب غزة.
وأشار «عبدالعال» إلى أنه كان هناك اتفاق بينه وبين زوجته - قبل الحرب - بالسفر لأداء فريضة العمرة بدلا من إقامة حفل زفاف، إلا أن حلمه هو وزوجته لم يتحقق، فقد تم تدمير منزل الزوجية واندلاع الحرب التى منعتهم من السفر لأداء العمرة، مضيفا: «لم يتحقق حلمى بالزواج مثل أى شاب، قررت الزواج فى هذه المدرسة لأنه لم يبقى لنا منزل ولا نعلم موعد عودتنا إلى مناطقنا التى نزحنا منها».
تحدث الشاب الفلسطينى عن الألم الكبير الذى أصابهم نتيجة نزوحهم من منزلهم بعد تدميره فى وسط غزة، بالإضافة لارتقاء عدد كبير من الشهداء فى أسرته وأسرة العروس إلا أنهم تمسكوا بالزواج فى غزة، وتابع قائلا فى نبرة تحد: «مهما حدث معنا لن نترك أرضنا وصامدون ولن نرحل منها أبدا».
العروس «ياسمين» وهى ابنة عم محمد عبدالعال، تحدثت عن تفاصيل الزواج فى مدرسة إيواء للنازحين فى رفح الفلسطينية، مؤكدة أنها كانت تحلم بالزواج مثل أى فتاة ولم تتخيل أبدا أن تتزوج فى مدرسة للإيواء، مضيفة فى نبرة حزن وانكسار: «كسروا فرحتى ولم أحقق حلمى بالزواج مثل أى فتاة أخرى».
وأوضحت «ياسمين» أن لديها العديد من الأحلام والخطط التى وضعتها لحفل الزفاف ومنها السفر لأداء العمرة إلا أنها لم تتحقق بسبب الحرب، وتابعت الحديث بكلمات مقتضبة: «أنا أول فرحة لأهلى لأنى الأكبر وللأسف دمروا كل شىء ولم يتبقّ لنا أى شىء.. من فضلكم أوقفوا هذه الحرب المستمرة على غزة».
زواج-محمد-وياسمين-في-مدرسة-للنازحين-في-غزة
زفاف-محمد-وياسمين
زفاف-محمد-وياسمين-في-مدرسة-للايواء-في-غزة
العريس-محمد-عبد-المتعال
العروسان-يحتفلان-في-غزة
العروس-ياسمين
العروس-ياسمين-في-غزة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة