نيران الغضب الشعبى الداخلى ضد الحكومة الإسرائيلية، بعد الفشل الأمنى والاستخبارتى الذريع فى الحرب على غزة، بعد 106 يوما من العدوان الوحشى على القطاع، جعلت نتنياهو يبذل كل جهوده للبقاء فى السلطة، مهما كان الثمن، سواء بالإشاعات والأكاذيب أو غيرها من الأساليب القذرة التي تطل علينا من الإعلام الإسرائيلي والتي كان أخرها أكاذيب ومزاعم يديعوت احرونوت حول موافقة الرئيس المصري ونتنياهو علي احتلال إسرائيل محور صلاح الدين (فيلادلفيا).
محور فيلادلفيا الذى يشكل شريطا عازلا بين مصر والقطاع، ويبلغ طوله نحو 14 كيلومترا، وعرضه بضع مئات من الأمتار، وقد أنشئ عليه معبر رفح البري، الذي يمثل المنفذ الرئيسي للغزيين على العالم الخارجي، ويفصل بين الأراضي الفلسطينية بقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء، ويمثل منطقة إستراتيجية أمنية خاضعة لاتفاقية ثنائية مصرية إسرائيلية.
أصبح هذا المحور نقطة رئيسية لانطلاق الأكاذيب والشائعات وأحاديث كثيرة من المسؤولين الإسرائيليين، وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي تحدث في أكثر من مناسبة عن الحاجة إلى السيطرة الأمنية الإسرائيلية على هذه المنطقة.
في الوقت الذى تبذل فيها مصر كل الجهود والمساعى لوقف فورى لإطلاق النار في قطاع غزة، ورفض أى تحركات إسرائيلية من شأنها تصفية القضية الفلسطينية، ورفضها إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة أو حتى تقليص مساحته، مع القناعة التامة لدى القاهرة بأن الشعب الفلسطيني هو الوحيد المعني بتحديد شكل المستقبل للقضية الفلسطينية والوضع في غزة، والتأكيد على إقامة دولة فلسطينية مستقله ذات سيادة على حدود 67 يمثل الحل الوحيد للقضية الفلسطينية والاستقرار في المنطقة وعلي كل الحكومات الإسرائيلية القبول بقرارات الشرعية الدولية في هذا الشأن .
كما أن القاهرة لها اتصالات قوية مع كافة المكون الوطني الفلسطيني بما فيها حركة حماس، وأنها سعت على مدى سنوات ولا تزال لتوحيد القوى الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني.
مع كل هذه الجهود والمساعى التي تبذلها الدولة المصرية يحاول الإعلام الإسرائيلى ترويج الأكاذيب لتشوية المواقف المشرفة لمصر، والتي أشاد بها العالم أجمع، وبالدور الكبير الذى تقوم به مصر لضمان تحقيق الاستقرار والأمن فى منطقة الشرق الأوسط، والتأكيد على أهمية الجهود الحثيثة التي تقوم بها مصر من أجل التهدئة ووقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الصراع الدائر بالقطاع، وعدم توسع رقعته.
كما أعرب المجتمع الدولى عن أمله فى أن تفضى الجهود المصرية إلى المساهمة فى عودة الاستقرار وعدم توسع الصراع وأن تؤدى في نهاية المطاف إلى تنفيذ حل الدولتين وإلى تحقيق السلام الدائم فى منطقتنا، وأن المجتمع الدولى يقدر عالياً الدور الكبير الذي تقوم به مصر بالنسبة للاستقرار في المنطقة.. مضيفا أن مصر تبذل جهوداً كبيرة في حماية الحدود والحفاظ على الأمن القومى.
ومن هنا وبعد أكثر من 100 يوم علي الحرب، ادعت صحيفة يديعوت أحرونوت وجود تفاهمات مع القاهرة تسمح باحتلال إسرائيل محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، تحت ذريعة حصار حركة حماس، مقابل السماح للسلطة الفلسطينية بالاشتراك في إدارة القطاع بعد الحرب، وهي المزاعم التي نفتها مصادر مصرية مسئولة في تصريحات نقلتها قناة القاهرة الإخبارية، مؤكدة علي أن السلطات المصرية شددت على ضرورة التزام واحترام الجانب الإسرائيلي لكل الاتفاقيات الأمنية الموقعة بما فيهم البروتوكول الخاص بمحور فيلادلفيا.
المصادر المصرية أكدت بشكل واضح رفض القاهرة إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة أو حتى تقليص مساحته، مع التأكيد على أن الشعب الفلسطيني هو الوحيد المعني بتحديد شكل المستقبل للقضية الفلسطينية والوضع في غزة.
وشددت المصادر أن مصر تري أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود 67 يمثل الحل الوحيد للقضية الفلسطينية والاستقرار في المنطقة وعلي كل الحكومات الإسرائيلية القبول بقرارات الشرعية الدولية في هذا الشأن.
وتبنت القاهرة ولا تزال موقف حاسم وضغط مستمر لوقف إطلاق النار، مع رفض واضح لأي تحركات إسرائيلية من شأنها تصفية القضية الفلسطينية وبمقدمة ذلك المخطط المشبوه لتهجير أهالي القطاع قسريا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة