حالة من الفشل تلاحق إسرائيل في اللحظة الراهنة، ليس فقط على المستوى الميداني على أرض المعركة، وإنما أيضًا من حيث الموقف الدولى الذي بات ممتعضًا إلى حد كبير جراء التعنت الاسرائيلي سواء فيما يتعلق برفضها الاستجابة لمطالب وقف إطلاق النار أو تفاقم الانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال، والتي أسفرت عن سقوط آلاف الضحايا من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، وهو ما يضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته في العديد من المآزق سواء المرتبطة بلحظة العدوان الراهنة أو فيما يتعلق بمستقبل القضية الفلسطينية.
وقدم "تليفزيون اليوم السابع" تغطية خاصة، من إعداد إسلام شيبة، وتقديم محمد أبو ليلة، حول أبرز إرهاصات المشهد الدولي الرافض للممارسات الإسرائيلية، يتجسد في خروج دائرة الامتعاض الدولي عن منطقة الشرق الأوسط، والتي تمثل عمقا إستراتيجيا داعما للحق الفلسطيني، وهو ما يبدو أولا في إدانات كبار المسؤولين الدوليين، لسياسة المماطلة التي تتبناها حكومة الاحتلال، والتي لا تقتصر في جوهرها على العدوان وإنما تعود إلى عقود طويلة من الزمن.
إلا أن سياسات الإدانة تحولت بعد ذلك إلى خطوات عملية، تجسدت في الدعوى القضائية التي رفعتها جنوب إفريقيا بحق الاحتلال الإسرائيلي، أمام محكمة العدل الدولية، وهي الخطوة التي تحمل أهمية كبيرة على مسارين، أولهما أنها جاءت لوضع المزيد من الضغوط على دولة الاحتلال فيما يتعلق بالعدوان على غزة والانتهاكات المرتكبة بها لتصبح الخطوة التي اتخذتها جنوب أفريقيا بالأهمية لإضفاء مزيد من الزخم على القضية، عبر تعزيز المعسكر الداعم لفلسطين وقضيتها.