أصبحت مارجريت الثانية أول ملك أو ملكة فى الدنمارك تتخلى عن العرش منذ نحو 900 عام عندما قامت بالتنازل لنجلها فريديك ولى العهد، الذى أصبح الآن ملكا خلفا لها.
كانت مارجريت قد أصرت طوال فترة تولية العرش على مدار 52 عاما أنها لن تتخلى عنه، لكن بعد عملية جراحية أجرتها وأمراض أخرى جعلتها غير قادرة على القيام بأغلب ما كانت تقوم به فى الماضى، أعلنت فى خطاب العام الجديد القرار الذى فاجأ بلادها.
وتقول وكالة أسوشيتدبرس إنه على مدار قرون كان الملوك يموتون فى الأغلب نتيجة مرض أو عنف بدلا من أن يتخلوا عن الألقاب التي منحتهم القوة الحقيقية قبل أن العهد الديمقراطية للأنظمة الملكية المؤسسية، لكن بعد أن أصبحت الأعمار أطول فإنه حتى بعض المهام الرمزية يمكن أن يكون مرهقا لملك فى سنواته الأخيرة.
والتزمت ملكة بريطانيا الراحلة بعهد قطعته عندما كانت شابة بأن تكرس حياتها للخدمة، وظلت على العرش 70 عاما قبل أن تموت وهى تحمل التاج عن عمر 96 عاما فى عام 2022.
ويقول المؤرخ والمحاضر الدنمراكى لارس هوفباكى سورينسين، إن التخلي عن العرش أصبح أكثر شيوعا لأن الناس أصبحت تعيش لأعمار أطول، وبذلك فإن هناك ملوكا مسنين فى أوروبا وأيضا ورثة ووريثات عرش مسنين.
وضرب مثلا بالملك تشارلز الثالث ملك بريطانيا، الذى خلف والدته على العرش، وكان فى عمر 74 عاما.
واستعرضت الوكالة الأمريكية بعض الأمثلة الحديثة التي تخلى فيها الملوك عن العرش لورثتهم الأصغر سنا والأكثر طاقة فى السنوات الأخيرة.
إمبراطور اليابان أكيهيتو
تخلى أكيهيتو عن العرش فى عام 2019 فى عمر 85 عاما، وذكر السن وتراجع صحته أسبابا لقراره بتسليم العرش لابنه الإمبراطور الحالي ناروهيتو. وكان هذا أول تنازل عن العرش فى اليابان منذ قرنين.
وكان أكيهيتو قد كرس فترة ملكه التي استمرت ثلاثة عقود لتعويض الحرب التي تم خوضها فى عهد والده، بينما عمل على تقريب النظام الملكى المنعزل من الشعب. وكان عهده الأول فى تاريخ اليابان الحديث بدون حرب.
ومهد أكيهيتو لشعبه الخطوة بأن أعرب عن رغبته قبل سنوات فى التنازل عن العرش، فى الوقت الذى كان لا يزال فيها قادرا على القيام بمهامه. وحظى الإمبراطور السابق بدعم شعبى قوى لتنحيه عن الدور الذى يعتبر رمزيا دون سلطة سياسية حقيقية، واحتفلت البلاد بهذا التنازل.
خوان كارلوس ملك إسبانيا
تنازل خوان كارلوس الأول ملك إسبانيا السابق عن العرش فى عام 2014 فى حالة من الخزى، وكان من قبل يحظى بشعبية كبيرة حتى أن بعض الإسبانيين كانوا يقولون إنهم ليس ملكيين، ولكن كارولسيين. وهؤلاء الذين يتذكرون سنواته الأولى يتحدثون عن الدور الذى لعبه فى تحول إسبانيا الآمن من عقود من ديكتاتورية فرانكو إلى الملكية المؤسسية الحديثة.
وبدأت علاقته مع الإسبان تتصدع فى عام 2012 عندما أصاب الملك، الراعى السابق للصندوق العالمى للطبيعة نفسه بجرح خلال رحلة صيد الأفيال فى بوتسوانا، بينما كانا رعاياه فى الوطن يعيشون أزمة اقتصادية شاملة.
وبدا بعض الإسبان يتساءلون إذا كان الوقت قد حان لقيام الجمهورية الثالثة فى إسبانيا خلال الـ150 عاما الماضية.
وترك كارلوس إسبانيا فى أغسطس 2020 فى ظل تحقيقات عن تورطه فى مخالفات مالية مزعومة. واضطر المدعون الإسبان لتعليق القضية بعدما خلصوا أن سوء السلوك المزعوم، الذى شمل ملايين اليورو فى حسابات غير معلنة، حدثت بينما كان كارلوس يتمتع بحصانة قانونية كملك.
واعتبر سلوكه إحراجا عاما أضر بسمعة التاج، وحاول الملك الحالي فيليب إعادة بناء تلك السمعة، فتخلى عن ميراثه من خوان كارلوس، وجرده من الدعم الذى تقدمه الدولة له فى عام 2020 فى خطوة رائدة لإبعاد نفسه عن والده.
بياتريكس ملكة هولندا
ربما بدأت الملكة بياتريكس اتجاها لتقاعد الملوك عندما أعلنت تخليها عن العرش عام 2013 قبل أن تتم 75 عاما، وبعد 33 عاما من حمل التاج. وفسرت قرارها بتسليم العرش لنجلها الملك ويليام ألكسندر بأنها اعتقدت أن الوقت قد حان لتسليم المسئولية إلى جيل جديد.
وسرعان ما سار على خطاها نظيرها البلجيكى الملك ألبرت الثانى، وبعدهم خوان كارلوس ملك إسبانيا.
ألبرت الثانى ملك بلجيكا
وفى تخليه عن العرش عن عمر 79 عاما، قال ألبرت إن عمره وصحته لا يسمحان له بالقيام بواجباته ليصبح أول ملك فى بلجيكا يتخلى عن العرش منذ حصول البلاد على استقلالها عام 1830.
وبعد تخليه عن العرش واجه ألبرت شائعات أن أبا غير شرعى لفتاة. وبعد سنوات من تقاعده اعترف بأن الفنانة التي كانت تعرف باسم ديلفين بول، هى ابنته، وأصبحت تحمل لقب صاحبة السمو الملكى الأمير ديلفين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة