ندوة بمهرجان المسرح العربى

الدكتور سامح مهران: المؤلف المسرحى أرض عبور للخطاب السائد

الثلاثاء، 16 يناير 2024 05:00 م
الدكتور سامح مهران: المؤلف المسرحى أرض عبور للخطاب السائد فعاليات مهرجان المسرح العربى
بغداد : جمال عبد الناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قدم الدكتور سامح مهرجان رئيس مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي خلال المحور الفكري بمهرجان المسرح العربي دراسة نقدية بعنوان ( موت المؤلف ) وقال في دراسته : في البداية لابد أن نسأل أنفسنا: من هو ذلك المؤلف الذي مات؟ وعن أي نوع من المجتمعات كان ينتمي؟ بالطبع تبنى ميشيل فوكوه فكرة موت المؤلف، أي ذلك المؤلف الذي يضطلع بأحد وظائف السلطة في إنتاج المعنى المراد تكريسه، فالمؤلف بهذا المعنى ليس شخصاً مزوداً بحرية الإرادة، يبحث عن غاياته، لكنه ذلك الشخص الذي يسمح للخطاب السائد بأن يحقق أغراضه من خلاله (خلال المؤلف)، فالمؤلف هو بمثابة أرض عبور للخطاب السائد، كي يحقق أغراض ذلك الخطاب، ولذلك يبدو المؤلف كإنسان جمعي للبشر أو المجتمع المحددين، فالمجتمعات تحاول دائماً فرض تجسيد هوية بعينها، وتعمد إلى التنكيل بأشكال الانحراف عنها .
 
سامح مهران
سامح مهران
 
وأضاف : هنا نشير إلى استخدام الحوار في كل من التراجيديا اليونانية، والكوميديا الرومانية، ومسرح العصور الوسطى وصولاً إلى الدراما الحديثة كشكل للخطاب، فقد كان للأفكار والفلسفات والأيدولوجيا تأثيرها في الأشكال اللغوية، وطرق التعبير، ووسائل البرهنة، وكذلك في العمليات التوصيلية والتفسيرية، وهو ما أسماه أرسطو " حكم الدراما " فالدراما سواء في صورة المسرح، أو في غيره من الفنون الإستعراضية، توجد مغروسة في الثقافة الاجتماعية ولكنها توجد بوصفها جزءً مما يسمى بالثقافة التعبيرية(Expressive Culture)
التي تعزز افتراضات الثقافة السائدة .
 
وأوضح مهران في بحثه: إن المؤلف الذي مات، كان لسان حال واضح للمجتمعات الكلية المستندة إلى نظم رمزية تعمل على تنظيم الشئون الاجتماعية، وكذلك رؤى العالم الجماعية، وتعد النظم الرمزية بني إنسانية تعمل كالغرائز التي من خلالها يوضع السلوك الإنساني في قوالب روتينية ثابتة، يمكن التكهن بوجودها على المستوى الاجتماعي، وتقوم هذه النظم أيضاً بقولبة الخبرات الإنسانية بوضوح واستمرار، وهي تزود الأفراد براحة نفسية، بدلاً من الإضطرار الدائم لإتخاذ قرارات فيما يجب إزاء المواقف المحددة، أو إعادة تعريف تلك المواقف بإستمرار.
 
 وأشار مهران في جانب من بحثه : هناك فرق واضح بين اللغة والشفرة، فكلاهما لا يتماثلان، فالشفرة لا تنقل إلا رسالة واحدة، بينما قد تعبر اللغة عن علاقة المتكلم الذاتية بالواقع، فيتم خلقها من جديد، وفقاً لطبيعة المتكلم الذي يستخدمها، وطبقاً لأفكاره وثقافته، ومرحلته الزمنية والسنية، لتصبح اللغة في تلك الحالة مجرد تفسير معتمد للواقع في المعرفة الإنسانية، والفرد يتعلم الشفرات التي تلعب دورها كمنظم للحياة الاجتماعية غير أنه لا دور لها في تعيين الدلالة، كما تمثل الشفرات بالنسبة إلى الأدب والمسرح "النسق" الذي يتخلق كلاهما من خلاله، فهي مجموعة القواعد الثقافية والحضارية التي تحكم إنتاجهما، فكيف مات المؤلف بصيغته المعهودة التقليدية؟، هناك ثلاثة إنقلابات أدت إلى هذا الموت، أولها " الإنقلاب الفلسفي " على يد "كانط" في القرن الثامن عشر، وثانيها " الانقلاب التكنولوجي"  وتسيد الآلة للمجتمعات الغربية، وسيطرت التقنية على مختلف أوجه الحياة، وثالثها "الإنقلاب الأدائي" .
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة