تعيش دولة فلسطين وشعبها حاليا أحلك وأصعب الأوقات التي مرت عليهم، خاصة مع مرور أكثر من 100 يوم على الحرب التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الأهالي في فلسطين، وراح ضحيتها مئات المنشآت والمباني وآلاف الشهداء من الأطفال والنساء وكبار السن، ولم يكن أهل الفن في فلسطين بعيدا عن تلك الانتهاكات الجسيمة التي سببها جيش الاحتلال، فكان الفنانون خلال الحرب ما بين القتل والاعتقال.
في أكتوبر الماضي قامت قوات الاحتلال باعتقال الفنانة والمطربة الفلسطينية دلال أبو ليلتين، بعد نشرها عدد من المنشورات الداعمة لفلسطين وأهلها والدعاء إلى أهل غزة نتيجة القصف المتواصل عليهم من قبل الاحتلال، وكتبت خلال آخر منشوراتها قبل الاعتقال: "ولا غالب إلا الله"، مرفقة إياه بعلم فلسطين، لتقوم بعدها عدد من الناشطات الإسرائيليات بتهديد دلال ومشاركة منشورها، وترويج أنها تدعو على إسرائيل.
وبعد مرور يومين على اعتقالها وبعد تهديدها بشكل كبير خرجت دلال أبو آمنة، وعلقت على اعتقالها من خلال منشور لها على حسابها بموقع "انستجرام"، قائلة: "بعد قضاء ليلتين في السجن الانفرادي ظلمًا وبهتانا.. أنا حرّة.. حرّة كما كنت وحرّة كما سأبقى دوما وأبداً.. وجسدي الذي هَزُل بسبب إضرابي عن الطعام طيلة الثلاثة أيام أصبح الآن أقوى.. وإيماني بالله أعمق.. وقناعتي برسالتي وتكليفي زاد أضعافا".
وأضافت دلال أبو آمنة: "حاولوا تجريدي من إنسانيتي، وإسكات صوتي وإذلالي بكل الطرق، شتموني وكبلّوا يديّ وساقيّ بالقيود، لكنهم بهذا جعلوني أكثر شموخًا وعزة.. سيبقى صوتي رسولاً للحب مدافعًا عن الحق في هذه الدنيا شكرًا لكل من دعمني من كل أنحاء العالم، إن كان بكلمة أو بدعوة أو بموقف، ومحبتي وامتناني لعائلتي الحبيبة لزوجي وأولادي وأمي واخواتي واصدقائي الذين تحملوا وعانوا الكثير من أجلي.. أحبكم جميعا في الله والحمد لله".
وأودى الاحتلال بحياة الفنانة الفلسطينية إيناس السقا وأبنائها الثلاثة لين وسارة وإبراهيم، نتيجة القصف المستمر على المنازل في قطاع غزة، وذلك بعد احتمائها هي وأسرتها في البداية في المركز الثقافي الأرثوذكسي، إلا أنهم اضطروا لمغادرته إلى منزل أحد معارفهم بعد تعرضه للتهديد، فاستهدفهم القصف الإسرائيلي وهدم البيت على رؤوس من فيه.
كما استشهد الفنان الفلسطيني على نسمان هو الآخر، خلال إحدى الغارات المستهدفة على قطاع غزة، وقبل وفاته بدقائق نشر فيديو له من القصف عبر حسابه على "فيسبوك"، وقال خلاله: "وانا بحكي معكم ممكن ينزل حجر بلوك عليا وتنتهي الرواية أو الرسالة وهو شرف عظيم، وفي النهاية شرف عظيم إن ربنا يصطفي منا الشهداء، شوفنا أطفال غزة بيلعبوا بيهم لعب، حياك الله يا شعب فلسطين، والله لو عملتوا إيه لا نخاف أو نهاب أحدًا غير الله".
وخلال الحرب الإسرائيلية على فلسطين، قامت قوات الاحتلال باعتقال المممثلة ميساء عبد الهادي، إثر تأييدها لطوفان الأقصى ودعمها المستمر لشعب فلسطين من خلال حسابها على "فيسبوك"، حتى قاموا باعتقالها بتهمة "نشر تحريض وتأييد للإرهاب"، وفقا لادعاءات الشرطة وقبل تمديد حبسها يومين مرة أخرى، لمنعها من نشر حقيقة ما يحدث في فلسطين والاعتداءات التي يقوم بها جيش الاحتلال ضد المدنيين والأطفال ثم قامت قوات الاحتلال بعد ذلك بالإفراج عنها.
وأثناء تغطيتها المستمرة للحرب والجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين، قامت قوات الاحتلال بمهاجمة دانا أبو شمسية مراسلة قناة القاهرة الإخبارية هي وفريق المصورين، واعتقالها في القدس لمنعها من نقبل الصورة الحقيقية للعالم، ونشر جرائم الاحتلال، وأشارت وقتها لليوم السابع إلى أنها خضعت للتحقيق من خلال قوات الاحتلال للتعرف على سبب تواجدها وقيامها بالتصوير فى القدس، وعندما أخبرتهم بأنها صحافية وتنقل الأحداث فى القدس، قاموا باستدعاء سيدة لتقوم بتفتيشها بالكامل وتفتيش سيارتها أيضا، مضيفة أنه تم استجوابها والتأكد من هويتها ومراجعة أوراقها التى تثبت شخصيتها وجهة عملها حتى قاموا بإطلاق سراحها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة