قال الدكتور يسري عبد الله، أستاذ الأدب والنقد بجامعة حلوان، إن واحدا من أهم مميزات الحضارة والثقافة المصرية الأساسية أنها حضارة متعددة الجذور والهويات، والذي يخلق ما يسمى بالجين الحضاري، والذي نجح في 2012 و2013 في مواجهة "الجحافل" من البراري والكهوف أو عصابات التطرف والرجعية ممثلة في جماعة الإخوان والجماعات الإرهابية.
وأضاف "عبد الله" في حواره لبرنامج "الشاهد" مع الإعلامي الدكتور محمد الباز على قناة "إكسترا نيوز"، أن جين الحضارة المصري هو بالأساس جين يعتمد على هذا التراكم الهويات ، وجذور الحضارة المصرية متعددة مثل الفرعوني والقبطي والعربي والإسلامي والحديث وصولا إلى جماع الشخصية المصرية، التي في النهاية تصبح ابنة الآن وهنا، والتي تقدر على رصد كل هذه المؤثرات والكيانات في سبيكة واحدة متجاسمة ومتناغمة.
وأشار إلى أن الإنسان ليس لديه هوية واحدة، بل أنه ينهض بأدوار متعددة، مردفا: "نحن في الجامعة أستاذة جامعات وكتاب ومثقفين وأزواج وآباء... نمارس مختلفة، وفكرة الهويات المتعددة أصيلة في جوهر العالم الحر واللحظة الحاضرة".
وقال أستاذ الأدب والنقد بجامعة حلوان، إنه ينزعج باختزال الهوية الحضارية المصرية المتناغمة متعددة الجذور في هوية أحادية ومحاولة تنميط الشخصية المصرية ودفعها في اتجاه واحد ضيق الأفق، متعصب تمييزي معاد للتنوير والحداثة والتقدم وفكرة الوطن.
وأضاف "عبد الله" أن كل هذه الأفكار التي حملتها التصورات الرجعية والجماعات المتطرفة التي تشكل وباء ليس فقط على مصر ولكن على العالم العربي والعالم أجمع، هذا أكثر شيء يزعجه.
وأشار إلى أن العقل الأحادي معناه يرى الأمور من وجهة نظره دائما، ويرى أنه يمتلك هذا البرهان الساطع والحقيقة المطلقة، كما أنه يكون عقلا إنشائيا دائما، وينطلق من تصورات يقينية عن العالم وليست تصورات نسبية، ويرى العالم كأنه ليس بهذا التركيب، العالم معقدا للغاية.
ولفت إلى أن العقل الأحادي عقل مسطح لأنه ابن لتصور واحد وفكرة ثابتة، هذه الفكرة غير قابلة للتغير، والعقل الأحادي يكره فكرة التغيير والتحديث، وينعكس على الواقع السياسي والاجتماعي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة