جولة جديدة في منطقة الشرق الأوسط، بدأها الممثل الأعلي للمفوضية الأوروبية جوزيب بوريل، في الأيام الأولى من عام 2024، سافر فيها إلى لبنان والمملكة العربية السعودية للتباحث مع الشركاء الإقليميين حول سبل وضع حد للقتال في غزة ومنع انتشار الصراع في المنطقة.
وكتب بوريل مدونة علي صفحته الرسمية، قال فيها إن الوقت قد حان لكي يتحد الاتحاد الأوروبي ويصبح أكثر استباقية في المساعدة على حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وإحلال السلام في المنطقة.
وقال بوريل، إن المأساة المستمرة في غزة ومخاطر انتشار هذا الصراع هي في الواقع القضية الجيوسياسية الأكثر إلحاحا التي يتعين علينا التعامل معها، ويتعين على الاتحاد الأوروبي أن يصبح أكثر اتحاداً واستباقية في المساعدة على حل الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين بالتنسيق الوثيق مع شركائنا الإقليميين.
ومع مقتل 23 ألف فلسطيني وفقاً للسلطات الصحية الفلسطينية، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال، ومع الوضع الإنساني الكارثي المتزايد لأكثر من مليوني نسمة في القطاع، أكد بوريل أنه من الملح أن نضع حداً للوضع الراهن من خلال إنهاء القتال وإطلاق سراح جميع الرهائن.
وأشار بوريل إلى عقد اجتماعا عبر الفيديو مع المفوض العام لازاريني، الذي يرأس الأونرواوهي وكالة الأمم المتحدة المسؤولة منذ عام 1949 عن تقديم المساعدات للاجئين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية والأردن ولبنان وسوريا، وركزت المحادثات على الوضع في غزة، وقد أصبح الآن 1.9 مليون شخص، يشكلون 85% من السكان، نازحين قسرياًنتيجة القتال المستمر والدمار الهائل الذي شهدته المنطقة على يد الجيش الإسرائيلي، ومن بين هؤلاء، يتلقى 1.4 مليون شخص الرعاية من قبل الأونروا.
وأكد بوريل أن سكان غزة في حاجة ماسة إلى الغذاء والماء والدواء والرعاية الصحية، وإلى جانب القنابل والرصاص، بدأت المجاعة والأوبئة تهدد حياة مئات الآلاف من الفلسطينيين.
وأوضح بوريل أن ثلاثة من موظفي الأونروا العاملين في غزة، قدموا رواية مباشرة عن الوضع المأساوي الذي يشهدونه مع ترك الآلاف من اللاجئين دون أي مأوى في منتصف الشتاء، وحمايتهم الوحيدة هي بضعة أغطية بلاستيكية.
وأكد بوريل، ان الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي يعارض بشدة أي تهجير قسري لسكان غزة خارج القطاع، ومع ذلك، فإن الغالبية العظمى من الناس قد نزحوا قسراً من منازلهم المدمرة ويعيشون الآن وسط الأنقاض، وإذا كنا لا نريد لهم أن يتضوروا جوعاً أو يموتوا تحت القنابل، فمن الضروري وقف القتال حتى نتمكن من توزيع المساعدات الإنسانية الضخمة المطلوبة بشكل عاجل وتنظيم إطلاق سراح الرهائن، وإلا فلن يكون أمام سكان القطاع أي حل آخر سوى محاولة الهروب من الفخ الذي أصبحت عليه غزة، وربما هذا هو ما يهدف إليه بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية عندما يتحدثون عن التخلص من فلسطينيي غزة
واستكمل بوريل تفاصيل جولته الي الشرق الاوسط قائلا : ناقشت في زيارتي إلى السعودية الوضع الحالي في غزة، والحاجة إلى إنهاء سريع للقتال وإطلاق سراح الرهائن، وتجنب التهجير القسري للفلسطينيين خارج القطاع، وانسحاب سريع للقوات الإسرائيلية في نهاية العام.
كما تم مناقشة مخاطر انتشار الصراع إلى المنطقة الأوسع، وشمل ذلك الوضع غير المستقر في البحر الأحمر نتيجة لهجمات الحوثيين على السفن التجارية، حيث يعد البحر الأحمر بالفعل طريق إمداد عالمي رئيسي، ويمثل حوالي 10٪ من حركة المرور البحرية العالمية و20٪ من حركة السلع الاستهلاكية العالمية وحركة شحن الحاويات، وهذه الأرقام أعلى عندما ننظر إلى التجارة الموجهة تحديداً إلى أوروبا، ومن شأن الحصار المطول أن يؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار المنتجات المستوردة نتيجة للتكاليف الإضافية الناجمة عن الحاجة إلى إعادة توجيه السفن حول أفريقيا بأكملها.
ودعا بوريل، وزراء خارجية المملكة العربية السعودية ومصر والأردن، فضلا عن الأمين العام لجامعة الدول العربية، للمشاركة في مجلس الشؤون الخارجية المقبل في 22 يناير، للتأكيد علي أن مبادرة إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط التي تم إطلاقها. مع الشركاء الإقليميين قبل أسابيع فقط من 7 أكتوبر تحتاج إلى إعادة صياغة شاملة في ضوء الوضع الحالي، وللمساعدة في تحديد طريقنا المشترك للمضي قدما، كما تم توجيه دعوة إلى وزيري خارجية إسرائيل وفلسطين، بهدف تبادل مثمر بين الأوروبيين والأطراف الإقليمية الفاعلة الرئيسية، بما يساهم في تعزيز جهود السلام.