بعد أن بلغت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ100، مازالت حرب الإبادة التى يشنها الكيان الصهيونى على غزة تتواصل، فى ظل انتقادات لم تقتصر على الانتقادات الدولية وإنما تجاوزتها إلى الانتقادات الحادة التى وجهها شعب دولة الاحتلال بسبب التراجعات الاقتصادية التى يشهدها الكيان.
آثار مباشرة خلفتها الحرب، فلم تتوقف، على الاقتصاد الإسرائيلى، بصورة دفعت “مؤيدى الكيان” التى التحذير من الآثار السلبية، خاصة فى ظل تراجع إمكانيات الولايات المتحدة عن تقديم الدعم غير المحدود كما كان يحدث فى السابق فى ظل توترات الحرب الأوكرانية ومخاوف اتساع رقعة الحرب خاصة فى ظل تدخلات الحوثيين فى البحر الأحمر إضافة إلى شبح الصين الاقتصادى الذى يتحين الفرصة لالتهام الاقتصاد الأمريكي، كل ذلك إضافة إلى ما تمثله الحرب من ضغوط على الاقتصاد العالمى المتردى بالأساس وما تشكله من هموم اقتصادية متراكمة على الكاهل الأمريكي.
وفى هذا الإطار، قال صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية فى تقرير أصدرته مؤخرًا إن الحرب فى غزة أحدثت تحديات وصعوبات لم يسبق لها مثيل إذ أن الاقتصاد الاسرائيلى يتعرض للضربة تلو الأخرى.. وتبلغ التكلفة، بعد جدولة كل جانب من جوانب الحرب حتى الآن، نحو 60 مليار دولار، وكل يوم يكلف الجيش نحو 272 مليون دولار، إذ يحصل كل جندى احتياطى على 82 دولارا يوميا، وقد بلغ إجمالى هذه المدفوعات وحدها 2.5 مليار دولار.
ودفعت استمرار الحرب البنك المركزى الإسرائيلى للبحث عن حلول لإنقاذ البلاد التى باتت على وشك الإنهيار الاقتصادى، فقد باع البنك المركزي، 8.2 مليار دولار من النقد الأجنبي فى أكتوبر، مما أدى إلى تراجع الاحتياطي إلى 191.235 مليار دولار، وهذه هي المرة الأولى على الإطلاق التي يبيع فيها بنك إسرائيل النقد الأجنبي.
وأطلق المركزى برنامجاً بقيمة 30 مليار دولار لبيع النقد الأجنبي مع بداية الحرب في غزة قبل شهر؛ لمنع حدوث تدهور حاد في سعر صرف الشيكل، إضافة إلى توفير ما يصل إلى 15 مليار دولار من خلال المقايضات.
وكانت الاحتياطيات في سبتمبر عند 198.553 مليار دولار، ويعد مستوى النقد الأجنبي الحالي لدى البنك أدنى مستوى يتم تسجيله منذ عام، على الرغم من أنه لا يزال مرتفعاً عن المتوسط الذي كان قد تم تسجيله خلال العقد الماضي.
وراجع بنك إسرائيل، الشهر الماضي، توقعاته للنمو للعام الحالي والعام التالي، مشيراً إلى أنه من المتوقع الآن أن ينمو الاقتصاد الإسرائيلي بنسبة 2.3% في عام 2023، و2.8 % في عام 2024 نتيجة تداعيات الحرب. وتمثل هذه الأرقام تعديلاً نزولياً عن التقديرات السابقة التي أشارت إلى نمو بنسبة 3 في المائة لكلا العامين.
وكان البنك المركزي قد أبقى في أحدث اجتماعاته على معدلات الفائدة دون تغيير عند مستوى 4.75% ، وذلك في الوقت الذي تستمر فيه عمليات التصعيد في غزة، وسط تراجع لأسعار الشيقل قرب أدنى مستوياته على الإطلاق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة