هيثم الحاج على

عيون موسى.. تنظر إلينا من عمق التاريخ

الجمعة، 12 يناير 2024 05:22 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لسيناء مكانتها الكبرى في قلوب الجميع ولها وجودها التاريخي الكبير في تاريخ مصر فهي ليست مجرد أرض صحراء، ففيها نقش التاريخ المصري خطوطه التي يمكن لنا قراءة ما بقي منها، ومن تلك الأماكن عيون موسى، تلك العيون التي يربط كثير من المؤرخين بينها وبين الحادثة التي ذكرت في القرآن الكريم حين استسقى موسى ربه، كما يربط بعض المؤرخين بين مكان هذه العيون ومكان عبور النبي موسى للبحر مع قومه، في وقت الجزر حين تنسحب المياه لمسافة كبيرة داخل خليج السويس.

تقع منطقة عيون موسى على الساحل الشرقي لخليج السويس على بعد حوالي خمسة وعشرين كيلومترا جنوب نفق الشهيد أحمد حمدي على طريق شرم الشيخ، وهي تتبع إداريا محافظة السويس.

ويعتقد أن عددها كان اثنتي عشر عينا، لم يتبق اليوم منها سوى خمس عيون فقط، حيث طمرت العيون السبعة الباقية على مر الزمان، وقد وضع بجانب كل عين لافتة باسم العين وعمقها، مثل: بئر الزهر والبئر البحري والبئر الغربي وبئر الشايب وبئر الشيخ وبئر الساقية وبئر البقباقة، وجميعها آبار جافة لا يخرج الماء منها، سوى عين واحدة فقط هي بئر الشيخ، ويبلغ متوسط عمق العيون حوالي أربعين قدما، ويعتقد أن تاريخ هذه العيون في شكلها الحالي يعود إلى العصر البيزنطي حيث شيدت الآبار من الحجر الجيري المحلي وهو حجر ردئ جدًا ويحتاج إلى عمليات صيانة وترميم مستمرة.

وتعتبر عيون موسى من المناطق السياحية ذات الطابع المميز وهي أول ما يراه المسافر إلى شرم الشيخ من الأماكن في سيناء، تتسم بجمال مناخها ومناظرها الخلابة المطلة مباشرة على ساحل خليج السويس وتضم أشجار النخيل والحشائش الكثيفة بالإضافة الي عيون المياه العذبة وجميعها صالحة للشرب إذا ما تم تطهيرها ومعظم سكانها من أبناء جنوب سيناء.

وهي قريبة جدا من النقطة الحصينة الوحيدة الباقية من نقاط خط بارليف والتي تم الإبقاء على مكوناتها لتصبح مزارا تاريخيا دالا على بطولة المصريين في حرب أكتوبر، لتصنع هذه النقطة مع عيون موسى وجبة تاريخية متكاملة إذا تمت زيارتهما معا خاصة أن المسافة الفاصلة بينهما لا تزيد عن ثلاثة كيلومترات.

ليس الأمر له علاقة فقط بالسياحة لكنها تتماس مع طبقات الهوية المصرية والأحداث الفارقة في تاريخها، تلك التي يجب علينا أن نضعها على سطح وعينا الجمعي لنعرف مدى إسهام وطننا في تاريخ البشرية، وكيف تمثل سيناء مجموعة من طبقات تاريخ هذا الوطن.

 







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة