أكد السفير الدكتور منير زهران، الرئيس الأسبق لوفد مصر الدائم فى الأمم المتحدة بچنيف، أنه قد آن الأوان أن تُدين محكمة العدل الدولية إسرائيل على جرائمها بحق الإنسانية وانتهاكها لكل المواثيق والقوانين والأعراف الدولية، وإبادتها لشعب فلسطين على مدار نحو 76 عامًا.
وأضاف رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية الأسبق، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الجمعة، أن المذكرة القانونية التي قدمتها دولة جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية "جامعة" و"شاملة"، وتستند إلى صحيح القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.
وتابع أن جنوب أفريقيا ارتكزت كذلك على اتفاقيات چنيف الرابعة لعام 1949 ومعاهدة تحريم جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948، والتي تدين جرائم الإبادة الجماعية المرتكبة من قبل الحكومة الإسرائيلية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، بما في ذلك تدمير 70% من مساكن الفلسطينيين بالقطاع وإجبارهم على النزوح جميعًا إلى الجنوب.
وأوضح أن دولة الاحتلال مُدانة باغتيال ما يزيد على 23 ألف فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 50 ألف مواطن، ودفع أهل غزة إلى الهجرة خارج وطنهم، وهو الأمر الذي استنكرته ورفضته الغالبية العظمى من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى تدمير معظم المستشفيات والمؤسسات العلاجية بشهادة منظمة الصحة العالمية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، مع قصف المدارس ودور العبادة، وترك المواطنين في العراء محاصرين بلا مأوى أو طعام أو شراب أو دواء، وهي جميعها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
ونوه مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن الدول العربية والعديد من البلدان الأفريقية والآسيوية واللاتينية تؤيد الاتهامات التي وجهتها جنوب أفريقيا إلى الحكومة الإسرائيلية، وتطالب بوقف فوري لإطلاق النار مع إدانة المذابح التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، فضلًا عن التنديد باغتيال نحو 150 من موظفي "الأونروا"، وما يزيد على 109 من الصحفيين الذين يساهمون من خلال عملهم داخل قطاع غزة في نقل الصورة وتقديم صحيح المعلومات عما يقوم به جيش الاحتلال من جرائم حرب ضد سكان غزة الأبرياء.
وشدد السفير منير زهران على أن شعوب العالم تتجه بأنظارها نحو "لاهاي" وتنتظر من محكمة العدل الدولية أن تدين إسرائيل، وتوقف هذه الحرب الوحشية، وتضع القيم الإنسانية فوق أية اعتبار لاسيما أن كافة أدلة جرائم الحرب والإبادة الجماعية موثقة، بجانب التصريحات والعبارات التحريضية للمسؤولين وقادة الاحتلال، والتي لا لبس فيها حول نية القتل والإبادة، والتهديد باستخدام القنبلة النووي، وكذا التهجير القسري.
وحث الرئيس الأسبق لوفد مصر الدائم في الأمم المتحدة بچنيف، المحكمة الدولية على نصرة وإنصاف شعب فلسطين المظلوم المحتل، والإسراع في إصدار قرارها العادل؛ نظرا لأن تلك القضية تحديدًا تحمل طابعًا إنسانيًا ملحًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة