ارتفعت أسعار الذهب اليوم الخميس حيث واصل الدولار تراجعه قبل صدور تقرير التضخم الأمريكي في وقت لاحق اليوم والذي قد يقدم مزيدا من الوضوح بشأن توقعات السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام.
سجل الذهب الفوري ارتفاع بنسبة 0.4% خلال جلسة اليوم ليسجل أعلى مستوى عند 2035 دولار للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2024 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2031 دولار للأونصة، يأتي هذا بعد أن انخفض سعر الذهب يوم أمس بنسبة 0.3% وسجل أدنى مستوى عند 2020 دولار للأونصة، بحسب تقرير جولد بيليون.
سيطر التذبذب على أسعار الذهب العالمي خلال هذا الأسبوع في ظل رغبة الأسواق في انتظار بيانات التضخم التي تصدر اليوم عن الاقتصاد الأمريكي قبل اتخاذ أية قرارات استثمارية.
ومن المتوقع أن يظهر مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي عن شهر ديسمبر ارتفاع على المستوى السنوي بنسبة 3.2% بأعلى من القراءة السابقة بنسبة 3.1%، بينما على المستوى الشهري متوقع تسجيل ارتفاع بنسبة 0.2% مقارنة مع القراءة السابقة بنسبة 0.1%.
بيانات التضخم الأمريكية هي الأهم خلال هذا الأسبوع والتي ستؤثر بشكل مباشر على مستويات الدولار الأمريكي بالإضافة على توقعات الأسواق بشأن مستقبل الفائدة الأمريكية هذا العام.
التوقعات في الأسواق تشير أن البنك الفيدرالي قد يخفض الفائدة بمقدار 140 نقطة أساس خلال عام 2024 وضعت احتمال بنسبة 66% اليوم أن يبدأ في تخفيض الفائدة في مارس القادم بمقدار 25 نقطة أساس، وذلك بخلاف توقعات أعضاء البنك الفيدرالي التي أشارت إلى خفض الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس فقط خلال العام الجاري ولم تتطرق إلى موعد البدء في خفض الفائدة.
من شأن هذه التغيرات في الأسواق أن تؤثر بشكل كبير على أسعار الذهب، والذي أظهر حيادية كبيرة خلال الفترة الماضية واستقرت الأسعار بين مستويات 2025 – 2050 دولار للأونصة، في انتظار الحافز المناسب لخروج السعر من هذه المنطقة.
انخفاض الفائدة الأمريكية يؤدي إلى تقليل تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه. ولكن توقعات الأسواق بخفض الفائدة 140 نقطة أساس تبدوا مبالغ فيها خاصة أن أعضاء الفيدرالي الأمريكي قد أشاروا من قبل أن الأسواق بالغت في رد فعلها تجاه اعلان الفيدرالي انهاء دورة رفع الفائدة وتوقعات الأعضاء بخفض الفائدة في 2024.
صرح رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز يوم أمس إنه لا يزال من السابق لأوانه الدعوة إلى خفض أسعار الفائدة، حيث لا يزال أمام البنك الفيدرالي مسافة طويلة لمواصلة إعادة التضخم إلى هدفه البالغ 2٪.
وأشار ويليامز لقد شهدنا تقدمًا ملموسًا في استعادة التوازن للاقتصاد وخفض التضخم، ويتوقع أن البنك سيحتاج إلى الحفاظ على موقف تقييدي للسياسة لبعض الوقت لتحقيق أهدافه بالكامل، وسيكون من المناسب فقط التراجع عن تشديد السياسة عندما يكون البنك واثق من أن التضخم يتحرك نحو 2٪ على أساس سنوي بشكل مستدام.
من جهة أخرى أظهرت رابطة سوق سبائك الذهب في لندن (LBMA) وهي رابطة تجارية دولية تمثل السوق العالمي لسبائك الذهب والفضة التي لديها قاعدة عملاء عالمية. أنه مع نهاية شهر ديسمبر الماضي ارتفعت كمية الذهب المحتفظ بها في خزائن لندن إلى 8686 طن مرتفعة بنسبة 1.2% عن الشهر السابق، لتصل قيمته إلى 576 مليار دولار.
تدل هذه البيانات على قدرة لندن لدعم سوق التداول اللحظي للذهب ومع هذا الارتفاع في مخزونات الذهب خلال شهر ديسمبر وهو الارتفاع الأول بعد انخفاض لـ 11 شهر متتالي، فإن هذا يعني عودة الأسواق إلى زيادة الطلب الاستثماري على الذهب، الأمر الذي يعكس تقلص التدفقات النقدية الخارجة من صناديق الاستثمار في الذهب خلال أواخر العام الماضي كما أشار تقرير مجلس الذهب العالمي.
ولكن بشكل عام الطلب الاستثماري على الذهب عانى بشكل كبير خلال عام 2023، فقد أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي الأخيرة أن عام 2023 شهد خروج استثمارات من صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب بمقدار 11 مليار دولار وهو أسوأ أداء سنوي منذ 2023
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة