مصر صانعة السلام والاستقرار فى العالم.. لعبت دورا تاريخيا إنسانيا خلال 3 شهور فى غزة.. أنشأت مخيما إغاثيا فى خان يونس.. رفضت التهجير وواجهت التعنت الإسرائيلي وتمسكه بالمخطط.. وقادت وساطة وحذرت من تداعيات الحرب

الأربعاء، 10 يناير 2024 01:00 م
مصر صانعة السلام والاستقرار فى العالم.. لعبت دورا تاريخيا إنسانيا خلال 3 شهور فى غزة.. أنشأت مخيما إغاثيا فى خان يونس.. رفضت التهجير وواجهت التعنت الإسرائيلي وتمسكه بالمخطط.. وقادت وساطة وحذرت من تداعيات الحرب الرئيس السيسى
كتبت: إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قادت الدولة المصرية جهودا كبيرة على مدار3 شهور خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، ولعبت خلال هذه الفترة دورا سياسيا إنسانيا، ولاتزال حتى كتابة هذه السطور تجري مباحثات سياسية من أجل وقف الحرب وتخفيف معاناة الفلسطينيين، ويترقب العالم العربي نتائج القمة الثلاثية التي تنعقد في مدينة العقبة الأردنية، وتجمع قادة مصر والأردن وفلسطين.

على الصعيد السياسى، كانت ولا تزال الدولة المصرية تقود جهودا سياسية، فالقمة لم ولن تكون التحرك الأخير، فقد خاضت الدولة المصرية معارك دبلوماسية، وأكدت على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي ومن بعده وزير الخارجية سامح شكري على أنها لن تسمح بانتهاك أمنها القومي وسيادتها على كامل ترابها، وستظل متمسكة بموقفها الرافض لتهجير الفلسطينيين، وستعمل على مواجهة أي خطوات وإجراءات من شأنها تصفية القضية.

استضافت القاهرة قمم دولية ونجحت في فرض رؤيتها علي المجتمع الدولي، وأطلقت القاهرة خارطة طريق خلال "قمة القاهرة للسلام 2023" التى استضافتها اكتوبر العام الماضى، تستهدف إنهاء المأساة الإنسانية الحالية، وإحياء مسار السلام، من خلال عدة محاور، تبدأ بالتدفق الكامل والآمن، والسريع والمستدام، للمساعدات الإنسانية لأهل غزة، ثم التفاوض حول التهدئة ووقف إطلاق النار، ثم البدء العاجل، فى مفاوضاتٍ لإحياء عملية السلام، وصولًا لأعمال حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، التى تعيش جنبًا إلى جنب، مع إسرائيل، على أساس مقررات الشرعية الدولى، مع العمل بجدية على تدعيم السلطة الوطنية الفلسطينية الشرعية، للاضطلاع بمهامها، بشكل كامل، فى الأراضى الفلسطينية".

وجاءت القمة العربية الإسلامية نوفمبر 2023، لتؤيد موقف وجهود مصر السياسية والإنسانية وتعزز مفهوم الوحدة العربية والإسلامية للوقوف فى وجه الاحتلال، وتؤكد خارطة الطريق نحو الاستقرار. وفى ضوء خطابات القادة العرب فى القمة بالرياض"وفى مقدمتها خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي بشعار "لا للتهجير القسري"، على نحو ما قال الرئيس السيسي : "جميع الأعمال المنافية للقانون الدولى.. التهجير القسرى غير مقبولة ولا يمكن تبريرها بالدفاع عن النفس ولا بأية دعاوى أخرى وينبغى وقفها على الفور". كما جاء فى كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن"عوات التهجير القسرى والتي تمثل جريمة دولية ومخالفة صريحة للقانون الدولي والإنساني".

وتأتى الوساطة المصرية في أكتوبر الماضى، حيث نجحت الجهود المصرية وبالتعاون مع قطر، في التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار مؤقت لمدة 4 أيام، كما بذلت مصر جهودا سياسية ودبلوماسية وأمنية مكثفة لمنع تفاقم الصراع والقيام بدور الوساطة للتوصل لاتفاق هدنة وصفقة تبادل أسرى. وتكللت جهودها بنجاح الوساطة ودخول الهدنة حيز التنفيذ صباح الجمعة 24 نوفمبر 2023، ومع عودة الهدوء للقطاع، تواصل الصفقة طي مراحلها الأولى فى تبادل الأسري بين الطرفين بمشاركة جهات مصر السيادية، لضمان انجاحها.

وقرأت مصر المستقبل، وأطلقت تحذيرات بما سيحل بالمنطقة من ويلات الحرب واتساع رقعة الصراع فى حال استمر تصعيد العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، وفى أكثر من مناسبة أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسى تحذيرات مبكرة، ففى أكتوبر الماضى، حذر الرئيس قائلاً: "أنا حذرت من توسعة دائرة الصراع، أيًا ما كان المكان اللي جاية منها، المنطقة ستصبح قنبلة موقوتة تؤذينا جميعا".

ليس التحذير الأول ولن يكون الأخير، فقد حذر فى السابق من انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية يكون تأثيرها مدمرا خلال لقائه برئيس الوزراء البريطاني سوناك، مؤكدا "أنه يجب منع انزلاق المنطقة في حرب على مستوى الإقليم بالكامل يكون تأثيرها على السلام في المنطقة، لذلك نحتاج إلى إحياء السلام مرة أخرى وإعطاء أمل للفلسطينيين في إقامة دولتهم على حدود يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية".وعلى هامش القمة العربية الإسلامية المشتركة بالرياض السبت الماضى، جدد الرئيس تحذيره خلال لقاءه بالرئيس الإيراني على أهمية عدم اتساع دائرة الصراع في المنطقة والحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي.

وبالتوازي، كان ولا يزال للقاهرة دورا إنسانى مشرف فى غزة، كان آخره إنشاء أول مخيم داخل قطاع غزة يتسع لـ 7 آلاف شخص كمرحلة أولى، وتم تقديم كل التجهيزات من قبل الهلال الأحمر المصرى ومن الدولة المصرية، المخيم على مساحة 100 فدان فى خان يونس جنوبي قطاع غزة، ويشمل إقامة 1050 خيمة بإعاشة كاملة.

كما نجحت القاهرة- رغم العراقيل الإسرائيلية- فى فتح معبر رفح من الجانب الفلسطينى، عبر اتفاق مع انتزاعه بعد مشاورات مكثفة ولقاءات، ونجحت التحركات الدبلوماسية المصرية، فى إعادة فتح المعبر من الجانب الفلسطينى بعد انجاز اتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والجانب الفلسطينى، وإدخال عددا من شاحنات المساعدات إلى غزة، ونقل مصابين من الحالات الحرجة بينهم أطفال ثم السماح للرعايا الأجانب ومزدوجى الجنسية من العبور، ولا تزال حتى اليوم تعبر شاحنات المساعدات وتستقبل الحالات الحرجة وبينهم أطفال.

كما أطلقت مصر، قافلة صندوق تحيا مصر تحت شعار "نتشارك من أجل الإنسانية"، محملة بمختلف المساعدات الإغاثية والإنسانية لدعم الأشقاء الفلسطينيين بقطاع غزة، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالوقوف جنبًا إلى جنب مع الشعب الفلسطيني الشقيق.

فضلا عن استقبال عدد من الأطفال الخدج حديثي الولادة وانقاذهم من موت محقق، بعد حصار المستشفيات وقطع كل سبل الحياة عنها من مياه وكهرباء، ووصل أمس نحو 29 رضيع مع مرافقيهم لتلقي العلاج.. وتواصل الجهود المصرية نقل المزيد من الحالات الحرجة.

ولا تزال مصر عازمة على الاستمرار في جهودها بالتنسيق والتعاون مع أشقائها العرب الرامية لخفض التصعيد ومنع تفاقم الأزمة  والوصول في النهاية لوقف كامل لإطلاق النار، وتأتى القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية المنعقدة اليوم فى هذا الاطار.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة