تعرضت محافظة أسيوط فى مواسم شتاء سابقة لأكثر من حالة سيول طالت مركز البدارى ومركز أبنوب، حيث تعرضت قرى مركز البدارى وقرية المعابدة فى مركز أبنوب لسيول اجتاحت المنازل والممتلكات العامة والخاصة وتعرض المواطنون لخسائر كبيرة جراء هذه السيول، الأمر الذى جعل الدولة تتخذ عدد من الإجراءات والاستعدادات لمجابهة احتمالية تعرض المحافظة لسيول مشابهة من خلال بناء الجسور وسدود الإعاقة وتطهير ممرات السيول والتنسيق بين كافة قطاعات المحافظة للاستعداد لموسم الشتاء وعقد التدريبات المشتركة والتأكد من جاهزية المعدات، وإقامة نماذج لمعسكرات الإيواء.
وقال حاتم فؤاد وكيل وزارة الرى والموارد المائية، إنه تم مراجعة الحالة العامة للمصارف والترع والمجارى المائية ومناسيب المياه بها لاستيعاب أى تصرفات مائية زائدة ومتابعة محطات رفع مياه كسح المياه بالتنسيق بين رؤساء المراكز والأحياء ومسئولى شركة مياه الشرب والصرف الصحى والرى على مختلف الترع مع مراجعة المولدات الموجودة بها وقياس كفاءتها التشغيلية للتأكد من جاهزيتها والعمل على صيانتها بشكل دورى، فضلا عن الاستمرار فى متابعة مخرات السيول وسدود الإعاقة بجميع أنحاء المحافظة، والتأكد من جاهزيتها وعدم وجود أية عوائق بها لضمان سريان المياه من بدايتها وبمسارها حتى مكان الصرف النهائى، منوهًا إلى إنه يوجد بالمحافظة 40 سد إعاقة و9 جسور حماية و1 بحيرة تخزين و2 مخرات سيول صناعية بقرية درنكة، وتم مراجعتها وجاهزيتها لاستقبال موسم الشتاء والأمطار، كما أكد على استمرارية المتابعة الميدانية لجاهزية شبكات الصرف والمعدات الخاصة بشفط المياه والأطقم العاملة عليها.
وقال مجدى نجيب وكيل وزارة التضامن الإجتماعى بمحافظة أسيوط أنه تم فحص ومراجعة معسكرات الايواء ومهمات الاغاثة، والتنسيق الكامل مع مؤسسات المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية لتحقيق أقصى تعاون فى وقت الأزمات، كما تم تنفيذ موذج مصغر لمعسكر الإيواء العاجل بالتعاون مع مديرية الشباب والرياضة وبعض الجمعيات الأهلية والهلال الأحمر المصرى بالحديقة الدولية بقرية بنى غالب التابعة لمركز ومدينة أسيوط كمحاكاة عملية فى حالة وقوع كوارث أو أزمات، ويأتى هذا ضمن الخطة التى تنفذها المحافظة للتدريب العملى على مجابهة الأزمات والكوارث للتعامل مع الأزمات المحتملة والمواقف الطارئة.
وأوضح وكيل وزارة التضامن، أن معسكر الإيواء يتكون من 36 خيمة ويستوعب 25 أسرة بواقع 100 فردًا ويضم 3 قطاعات منها القطاع الإدارى والقطاع السكنى والقطاع الخدمى والذى تم تجهيزه بكافة مهام الإغاثة والمساعدات والأسرة والبطاطين والمراتب والوسائد ويضم سيارتى اسعاف وخيام للخدمات الصحية وصيدلية وخيام تعليمية، بالإضافة إلى وجود مطبخ متكامل لإعداد الطعام للمقيمين بالمعسكر ومطعم ومسجد وكنيسة وحمامات متنقلة مجهزة على أعلى مستوى وغيرها من كافة الاحتياجات اللازمة للأسر المتضررة من إحدى الكوارث الطبيعية (الافتراضية) التى من المحتمل حدوثها بنطاق المحافظ.
وأضاف الدكتور محمد زين وكيل وزارة الصحة بمحافظة أسيوط، أن مديرية الصحة بأسيوط عقدت عدة اجتماعات مكثفة لمراجعة كميات، وأنواع الأمصال والأدوية بالمستشفيات والوحدات الصحية ومدى كفايتها فى حالة الأزمات والطوارئ وخاصة فى المستشفيات المركزية والوحدات الصحية الموجودة بنطاق المراكز التى تعرضت للسيول من قبل ورفع حالة الطوارئ بالمستشفيات العامة، والمركزية مع التنسيق الكامل مع هيئة الإسعاف المصرية للتدخل الفورى حال حدوث أى تطورات للطقس السئ مع وضع خطط بديلة بالمستشفيات المجاورة وعقد لقاءات مستمرة مع أطباء ومديرى المستشفيات والوحدات الصحية، ومراجعة احتياجات المستشفيات، من أدوية وأمصال.
من جهته، قال اللواء عصام سعد، محافظ أسيوط، إن المحافظة عقدت اجتماعا موسعًا بديوان عام المحافظة، لمناقشة خطة مواجهة مخاطر الأمطار والسيول المحتملة ومراجعة جاهزية القطاعات الخدمية والتنفيذية بالمحافظة، تفعيلًا للكتاب الدورى لوزارة التنمية المحلية رقم (985) لسنة 2023 ورقم (10) لسنة 2023 وفى إطار تكليفات الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، بمراجعة خطط الاستعدادات للتعامل مع موسم الشتاء الحالى لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للحفاظ على أرواح المواطنين والممتلكات العامة والخاصة.
وناقش محافظ أسيوط، خطة المحافظة الشاملة لمواجهة الأزمات والكوارث واستعدادات كل جهة ومهامها والأدوار المنوطة بها وسبل تعزيز التنسيق بين كافة الجهات لتنفيذ الخطط التى تم الاتفاق على تطبيقها والتدريب عليها فى مجابهة الأزمات المحتملة والإمكانيات المتاحة ومدى جاهزية تلك الجهات ومعداتها ومدى سرعة التحرك إلى الهدف والتعامل معه من خلال التنسيق والترتيب الكامل بين كافة الجهات المشاركة فى إدارة الأزمات والكوارث، مؤكدًا على جاهزية مختلف الجهات والقطاعات الخدمية والمعدات الخاصة بها واستعدادات كل قطاع بوضع الخطة الملائمة للمواجهة، مشيرًا إلى التجارب الناجحة للمحافظة فى التعامل مع العديد من الأزمات التى تعرضت لها من قبل بفضل جاهزية القطاعات والتدريب الجيد لمسئولى الأجهزة التنفيذية حيث تم مراجعة كل قطاع من القطاعات التنفيذية فى مواجهة أية أمطار أو سيول محتملة خلال الأشهر القادمة وخاصة فى فصل الشتاء.
كما شدد اللواء عصام سعد على مسئولى الكهرباء ورؤساء المراكز والأحياء بمراجعة أعمدة الإنارة والكابلات الكهربائية وإزالة الوصلات العشوائية وإصلاح كافة الأعطال ووضع خطة زمنية لإحلال وتجديد الأعمدة المتهالكة والتنسيق مع الوحدات المحلية ومراجعة كافة الكابلات الكهربائية المارة على المجارى المائية ومخرات السيول وكذا الكابلات المغذية لمحطات رفع مياه الرى، موجهًا مسئولى الصحة والإسعاف بمراجعة كميات وأنواع الأمصال والأدوية بالمستشفيات والوحدات الصحية ومدى كفايتها فى حالة الأزمات والطوارئ.
كما طالب القيادات المحلية بمراجعة وحصر المعدات بكافة الحملات الميكانيكية وتكثيف العمل الميدانى واتخاذ الإجراءات المسبقة فى إدارة الأزمات واجراء تجارب شفط المياه أسفل الأنفاق مؤكدًا على وضع الخطط البديلة للتدخل الفورى فى حالة حدوث أى مشكلة وسرعة التعامل معها، مشيرًا إلى إنه تم عقد عدة اجتماعات مع كافة الجهات التنفيذية ورؤساء المراكز والأحياء ومديرى المديريات وممثلى الهيئات والجهات المعنية لمناقشة ومراجعة التدابير والاستعدادات التى جرى اتخاذها استعدادًا لفصل الشتاء وتحسبًا لحدوث أى سيول أو أمطار والتأكد من جاهزية مخرات السيول وتطهير المصارف وكيفية التعامل مع الأزمة فى حالة حدوثها ، والإمكانات المتاحة لكل جهة للتعامل معها فى أسرع وقت، كما تم عما اصطفاف لمعدات شركة مياه الشرب والصرف الصحى واصطفاف لمعدات وحدة الإنقاذ السريع التابعة للمحافظة للتأكد من جاهزية المعدات لاستقبال فصل الشتاء ومواجهة الأزمات.
ولفت إلى أنه سبق تنفيذ تدريب عملى مشترك مع قوات الدفاع الشعبى والعسكرى لمجابهة الأزمات والكوارث «صقر 86» لرفع معدلات الأداء للتدريب العملى لمجابهة الأزمات والكوارث، وتم خلاله عرض الموقف التعبوى للمحافظة ومهام كافة الأجهزة التنفيذية فى حال حدوث أزمات بما يتناسب مع التحديات المحتملة فى ظل الظروف الراهنة ومنها التدريب تتكى حدوث سيول مفاجئة وما ترتب عليها من حوادث وتداعيات وتضمن التدريب المرور على اصطفاف المعدات والمركبات الخاصة بالمحافظة والذى يضم أكثر من 500 معدة من أوناش ولوادر وحفارات ووحدات تدخل سريع ووحدات إطفاء وحماية مدنية وسيارات إسعاف للتأكد من صلاحيتها الفنية ومدى جاهزيتها لمجابهة الأزمات بالإضافة إلى إنشاء معسكر إيواء عاجل يضم أكثر من 128 خيمة ومستشفى عزل ميدانى ونقاط طبية ومخبز متنقل وكافة وسائل المعيشة مما عكس مستوى التدريب والتأهيل لديهم واستعداداهم لمواجهة أية كوارث محتملة أو أزمات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة