ـ المركز الأورومتوسطى يحذر السكان من العودة للمناطق المتضررة: هزات ارتدادية في الأيام المقبلة
ـ القوات المسلحة تتدخل للبحث عن الضحايا تحت الأنقاض
فاجعة وصفت بالأكبر خلال قرن، تلك التى استفاق عليها سكان مناطق (الحوز وتارودانت، شيشاوة، ورزازات، مراكش، أزيلال، أغادير، الدار البيضاء) بالمغرب، فجر السبت، مع اللحظات الأولى لوقوع الزلزال الأكثر عنفًا في تاريخ المغرب الحديث، فقد بلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر، مخلفًا 820 حالة وفاة و672 إصابة، بينها 205 إصابات خطيرة حتى اللحظة.
تحذيرات
وفى سياق التوقعات في الأيام القليلة المقبلة، حذر مركز رصد الزلازل الأورومتوسطي، من احتمال حدوث هزات ارتدادية في الساعات أو الأيام المقبلة في المغرب، عقب الزلزال الذى كان مركزه إقليم الحوز، (80 كيلومترًا جنوب غربى مدينة مراكش).
لحظة وقوع الهزة الأرضية في المغرب منتصف الليل زلزال بقوة 6.8 يضرب #المغرب 🇲🇦بين #مراكش و #اغادير pic.twitter.com/qfbIWZJUhb
— المغرب الآن Maghreb Alan (@maghrebalaan) September 9, 2023
وقال المركز على منصة "إكس"، "تويتر" سابقا: "قد تحدث هزات ارتدادية في الساعات والأيام المقبلة".
وأضاف: "ما لم يكن ذلك ضروريًا ابتعد عن المناطق المتضررة حفاظًا على سلامتك، كن حذرًا واتبع تعليمات السلطات الوطنية".
وعلى صعيد متصل، ناشدت وزارة الصحة المغربية المواطنين للتبرع بالدم لإنقاذ المصابين بدءًا من الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، وأكدت أن الحالات وضعها حرج وتحتاج التضامن لإنقاذها.
برنامج إغاثى عاجل
ثمن السفير أحمد التازي، سفير المغرب لدى القاهرة والمندوب الدائم للمملكة لدى جامعة الدول العربية، تضامن مصر، قيادة وحكومة وشعبًا، مع المغرب وشعبه الشقيق فى مصابه الأليم الذى وقع فجر اليوم، إثر الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز، جنوب مدينة مراكش.
كما أعرب، السفير المغربى فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، عن شكره لأحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، على مواساته وتضامنه مع مملكة المغرب.
وقال السفير التازى، فى تصريحاته الخاصة: "أدعو الله أن يتقبل الضحايا بقبول حسن ويجعلهم من أهل الجنة، ويلهم ذويهم الصبر الجميل، كما أتضرع إلى الخالق، عز وجل، أن يعجل بشفاء المصابين ويخفف من معاناتهم، ويعوض كل من فقد بيتا أو دكانا أو أي شيء آخر جراء ذلك الزلزال".
وأضاف أنه تم تسخير جميع المصالح الطبية والإدارية والأمنية لتقديم المساعدات العاجلة للمصابين وسكان المنطقة، وتواصل القوات المسلحة الملكية والسلطات المحلية والمصالح الأمنية والوقاية المدنية بكل العمالات والأقاليم المعنية، تجندها حشدها لجميع الإمكانيات لتقديم المساعدات اللازمة، وجارى تقييم الأضرار كما أن السلطات المعنية بصدد وضع برنامج إغاثي عاجل لمواجهة وتجاوز الأضرار التي لحقت بممتلكات الأشخاص وبالبنية التحتية من طرق ومسالك ومرافق عمومية أخرى.
وقد انطلقت عملية إيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة من الزلزال الذي ضرب، وتم تعبئة سبع شاحنات محملة بالأغطية وأسرة المخيمات ومعدات الإضاءة، من أجل تقديم المساعدات الإنسانية في أسرع وقت ممكن إلى سكان المناطق المنكوبة، وعمل فريق من عناصر الوقاية المدنية، وبسرعة فائقة، على تحميل الشاحنات من أجل إيصال المساعدات في أسرع وقت ممكن إلى السكان المتضررين.
وفى سياق متصل، تدخلت القوات المسلحة الملكية في أقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت المتضررة للمساهمة في جهود الإنقاذ، وانتشال الضحايا والبحث عن الضحايا وإنقاذ المواطنين الذين ما زالوا تحت الأنقاض، فضلا عن سيارات إسعاف تابعة لها وأخرى تابعة لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية.
الزلزال الأعنف خلال 100 عام
وعلى صعيد متصل، أكد ناصر جابور، مسئول بالمعهد الوطني للجيوفيزياء المغربي، أن هذه هي المرة الأولى منذ قرن التي يسجل فيها المركز هزة أرضية عنيفة بهذا الشكل بالمغرب، في إشارة للزلزال القوي الذي ضرب البلاد في وقت متأخر أمس الجمعة.
وأضاف جابور، أن الهزات الارتدادية عقب الزلزال، الذي ضرب إقليم الحوز مساء أمس الجمعة: "أقل قوة وقد لا تشعر بها الساكنة"، موضحًا أن "الهزات الارتدادية تفقد قوتها كلما ابتعدنا عن مركز الزلزال".
وأوضح أن الهزة، التي حدد مركزها بجماعة إيجيل (80 كلم جنوب غرب مدينة مراكش)، تم استشعارها بالعديد من المدن المغربية في محيط بلغ 400 كلم.
وأضاف أن "الهزة الرئيسية تلتها مئات من الهزات الارتدادية بلغت أقواها حول ست درجات"، مشيرًا إلى أن الهزات الارتدادية تكون عموما أقل قوة من الهزة الرئيسية.
أضاف جابور، وفق صحيفة هيسبيرس المغربية، أن الهزات الارتدادية، عقب الهزة التي ضربت المغرب، يمكن أن تتواصل، مضيفًا أنه ينتظر أن تتواصل الهزات الارتدادية بضعة أيام أو بضعة أسابيع قبل أن تختفي.
وكشف ناصر جبور رئيس قسم المعهد الوطني للجيوفيزياء عن أن الارتدادات بعد حدوث زلزال كبير أمر طبيعي، لكنها ستكون أقل حدة من الهزة الأولى وتكون ارتدادات ضعيفة، مضيفا أنه لا يمكن توقع ساعة حدوثها بالضبط.
وتابع المتحدث ذاته حديثه مطمئنًا المواطنين أن "لا شيء يدعو للهلع والخوف في الوقت الحالي"، مضيفًا أن منطقة الحوز ونواحي مراكش هي من سجلت هزة قوية عن باقي المدن الأخرى.
أبرز الزلازل في تاريخ المغرب
وقد شهد المغرب عبر تاريخه العديد من الزلازل، أبرزها الزلزال الذي ضرب أكادير جنوبي البلاد عام 1960، وأودى بحياة نحو ثلث سكان المدينة، بالإضافة إلى تشريد عشرات الآلاف وإحداث خسائر مادية فادحة.
كما شهد 11 مايو من عام 1624، وقوع زلزال مدمر أتى على أجزاء واسعة من مدن تازة وفاس ومكناس (شمال). وفي الخامس من أغسطس سنة 1660، كانت مليلية على موعد جديد مع زلزال عنيف، خلف ضحايا وخسائر مادية كبيرة.
