حكايات زينب.. ضرب مبرح وفن يفرح.. موسيقار الأجيال اتسحل فى الشارع.. يوسف وهبى أكل علقة من سكان حى المناصرة.. صفعات صنعت أمجاد أنور وجدى وعبد الفتاح القصري ومحمد توفيق.. وتكسير عظام المليجى بسبب فيلم ابن النيل

السبت، 09 سبتمبر 2023 12:00 م
حكايات زينب.. ضرب مبرح وفن يفرح.. موسيقار الأجيال اتسحل فى الشارع.. يوسف وهبى أكل علقة من سكان حى المناصرة.. صفعات صنعت أمجاد أنور وجدى وعبد الفتاح القصري ومحمد توفيق.. وتكسير عظام المليجى بسبب فيلم ابن النيل نجوم الزمن الجميل
زينب عبداللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحمل نجوم الزمن الجميل الكثير من المصاعب والمعاناة فى سبيل حبهم للفن وتجاوزوا العديد من العقبات خلال مشوارهم حتى صنعوا نجوميتهم وخلدوا أسماءهم فى سجلات المبدعين، فلم يكن طريقهم مفروشا بالورود، بل إن معظمهم سار على الأشواك، فمنهم من تعرضت حياته للخطر أو تحمل الجوع والألم و الضرب ليشق طريقه أو ليبدع فى مشهد ويقدم الفن الذى يريده، وهو ما جعل هؤلاء المبدعين يعيشون للأبد رغم وفاتهم ويرسخون فى وجدان وقلوب الملايين بفنهم الجميل وأعمالهم التى لا تنسى.

وفى السطور التالية نستعرض تفاصيل مواقف صعبة ومؤلمة فى حياة عدد من عمالقة الزمن الجميل تعرضت خلالها حياتهم للخطر وتحملوا خلالها آلاما نفسية وبدنية فى سبيل حبهم وإتقانهم لفنهم.  
 

سحل موسيقار الأجيال

 
قد لا يتخيل الكثيرون أن موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب الذى وصل لقمة الشهرة والنجومية والإبداع عمل فى بداياته بسيرك ونام مع البغال فى حظيرة هذا السيرك، بل وتم سحله فى الشارع حتى سالت منه الدماء، وهذا ما كتبه موسيقار الأجيال بنفسه فى مذكراته، التى نشرها عام 1954  تحت عنوان «أنا والبغلة فى إسطبل واحد». وقال محمد عبدالوهاب إن أسرته ومعظمها من المشايخ كانت تعارض عمله بالفن، وأن شقيقه الأكبر الشيخ حسن عاقبه كثيرا على ذلك، حتى أنه حين عمل فى صباه مع فرقة فوزى الجزايرلى حيث كان يغنى بين فصول المسرحيات ربطه شقيقه وجرجره فى الشوارع حتى سالت الدماء من جسده.
 
ولم تكن هذه هى العلقة الوحيدة التى عوقب بها موسيقار الأجيال ولكنه حكى عن واقعة أخرى حدثت له  فى بداياته، حيث كان يتبنى موهبته الفنان عبدالرحمن رشدى الذى أسس فرقة من أقدم وأعرق الفرق المسرحية.
 
وكان عبدالرحمن رشدى شديد الاهتمام بمحمد عبد الوهاب وبموهبته لأنه كان يثق فى أنه سيكون له مستقبل باهر، لذلك حذره من التدخين والسهر حتى يحافظ على موهبته وصوته، خاصة أن عبدالوهاب كان فى صباه ضعيف البنية.
 
وذات ليلة ذهب عبد الوهاب إلى حى الحسين، وجلس على أحد المقاهى ليسهر فيها، وبعدها تكرر ذهابه إليها، وشاءت الأقدار أن يضبطه عبدالرحمن رشدى على هذا المقهى فى إحدى السهرات وفى يده سيجارة، وهنا صرخ رشدى فى وجه عبدالوهاب بعد أن تفاجأ به، قائلا: «وبتدخن كمان».
 
وسحب عبد الرحمن رشدى موسيقار الاجيال من يده وذهب به إلى شقيقه الأكبر وأخبره بأنه ضبطه  يسهر على مقهى بالحسين وفى يده سيجارة، وهنا انهال شقيق عبدالوهاب عليه ضربا، ومن يومها حرم موسيقار الأجيال على نفسه التدخين.
 

علقة سكان حى المناصرة ليوسف بك

 
وامتلأت حياة الكبير يوسف وهبى بالكثير من المواقف الصعبة التى تحملها فى سبيل حبه للفن الذى ضحى من أجله وخرج عن طاعة عائلته الأرستقراطية التى كانت ترى أن اشتغال أحد أبنائها بالفن عار لحق بها فى وقت كان ينظر للفنان نظرة دونية ولا تقبل شهادته فى المحاكم ويطلق عليه ألقاب مهينة، وتحدث عميد المسرح العربى فى حوار نادر أجرته معه مجلة الكواكب عام 1952 عن مغامراته ومعاناته فى أول مشواره الفنى والتى كاد يفقد معها حياته.
 
وقال يوسف وهبى إنه كان يجمع بين هواية التمثيل والمونولوج وأقام خلال فترة من بداياته فى حى المناصرة حيث اتخذ من سلاملك منزل صديقه عبدالله شداد مسرحا يقيم فيه هو وعدد من زملائه هواة التمثيل ومنهم محمد تيمور ومحمود مراد، وكان يقيم فيه حفلات تمثيلية ويقدم فيه بعض العروض.
 
وتذكر يوسف وهبى موقفا لا ينساه حين أراد أن يقدم مشهداً يعبر عن الجحيم، وأحضر عددا من «وابورات الغاز» لإخراج هذا المشهد، ولكن لم يستطع السيطرة على الموقف وانطلقت النيران وكادت تتسبب فى احتراق المنزل والمنطقة بأكملها، ولكن تجمع أهل الحى وأطفأوا الحريق.
 
وقال يوسف وهبى إنه ما كاد أهل المنطقة والمنزل يطمأنون بعد إطفاء الحريق حتى أحضر والد صديقه هراوات ضخمة وانطلق يضرب يوسف وهبى وزملاءه، الذين اطلقوا ساقهم للريح، ومن يومها لم يعودوا لحى المناصرة، ولم ير الحى والجيران وجوههم بعد أن كادوا يتسببون فى حرق الحى بأكمله بسبب حبهم للفن.  
 

دموع وصفعات أنور وجدى

 
ومن بين أكثر النجوم الذين عانوا فى حياتهم من الفقر والجوع والظروف الصعبة حتى أصبح من عمالقة الفن وكبار المنتجين ومكتشفى النجوم الفنان الكبير أنور وجدى الذى كثيرا ما حكى فى حواراته عما مر بها من ظروف قاسية فى بداياته، حيث ولد فى حى الظاهر بالقاهرة، لأب سورى وأم مصرية وانتقل الأب الذى كان يعمل فى تجارة القماش مع أسرته إلى مصر بعد أن بارت تجارته وتعرض للإفلاس، ودخل أنور المدرسة الفرنسية الفرير وأتقن اللغة الفرنسية، لكنه ترك الدراسة بعد فترة خاصة مع ظروف أسرته الصعبة، وعمل فى العديد من الفرق الفنية الصغيرة.
 
وبدأ الفنان الكبير مشواره الفنى فى فرقة رمسيس بعد عدة محاولات منه للالتحاق بالفرقة، ليكون تلميذا للفنان الكبير يوسف وهبى، وكان شديد الطاعة والخوف من يوسف بك، حتى أنه إذا تعرض للانتقاد منه أثناء البروفات الفنية كان لا يتمالك دموعه ويبكى خوفا من أن يطرده ويستغنى عنه.
 
وظل أنور وجدى طوال حياته يتذكر تلك الصفعة التى تلقاها من يوسف بك وتبعها خصم ثلاثة أيام من راتبه، خاصة بعد أن أصبح أكبر منتج فى مصر وكان يستعين بيوسف بك فى أعماله، وكان يقول له دائما: «فاكر يا يوسف بيه لما كنا فى دمنهور وضربتنى بالقلم على صرصور ودنى».
 
وحكى وجدى قائلا: «كنا فى دمنهور وكانت الستارة مفروض تترفع وأنا فى أول مشهد، ورفعت الستار وكنت تأخرت فى أحد الأيام، ولكن حضرت قبل دقات المسرح التى تعلن بداية المسرحية، ولكن بعد أن فقد يوسف بك أعصابه، وبعد أن انتهى المشهد وخرجت للكواليس وجدت يوسف بك فى انتظارى وصفعنى على وجهى صفعة قوية سقطت بسببها على الأرض مغشيا على، ولم يكتف الفنان الكبير بهذه الصفعة القوية ولكن أمر بخصم ثلاثة أيام من راتبى».
 
وقتها بكى أنور وجدى ليس من قسوة الصفعة ولكن بسبب الخصم الذى حرمه من أجر ثلاثة أيام وأربك ميزانيته، وظل يتذكر هذا الموقف طوال حياته ويذكر يوسف وهبى به كلما رآه.
 
كما كان أنور وجدى من شدة خوفه من يوسف وهبى لا يجرؤ على التدخين أمامه، وذات ليلة كان يسهر مع بعض أصدقائه على أحد المقاهى فى حى الحسين، وراح يدخن سيجارة تلو أخرى من علبة سجائر صديقه ، وأراد أحد هؤلاء الأصدقاء مداعبته، فصاح قائلا: «الحق يا أنور يوسف بك جاى»، فارتبك أنور وجدى ، وبسرعة دون أن يشعر أخفى السيجارة فى جيبه وهى مشتعلة حتى لا يراه أستاذه وهو يدخن، وشاءت الأقدار أن تكون فى جيبه علبه كبريت، مما أدى إلى اشتعال النيران فى ثيابه، ولولا أنه أدرك الموقف بسرعة وخلع الجاكت وألقاه بعيدا لكان احترق، وخسر أنور وجدى يومها جاكته الوحيد وكان يمكن أن يخسر حياته بسبب خوفه واحترامه لأستاذه.
 
وحكى  أنور وجدى فى حوار نادر أجراه عام 1954، عن حادثة أخرى وقعت له فى بداية مشواره الفنى، وكاد خلالها أن يفقد حياته على المسرح.
 
وقال الفنان الكبير إنه عندما كان ممثلا مبتدئا فى الفرقة المصرية، أسند إليه دور فى مسرحية «الجريمة والعقاب»، وفى أحد مشاهد المسرحية كان عليه أن يشرب السم، وتظهر عليه حالة هستيريا نتيجة التسمم، فيثور ويحطم كل ما حوله.
 
وتابع الفنان الكبير: «كنت أمسك بيدى عصا، فارتطمتُ أثناء أدائى للمشهد بآنية زهور فى رف مرتفع، فسقطت فوق رأسى وتحطمت، وسقطتُ على الأرض من شدة الألم، وأصيب الممثلون بحالة ذهول، وتحاملت على نفسى وقمت مرة أخرى لأستأنف العمل والتمثيل وأنا أقاوم الألم».
 
وأضاف:  «فيما أنا أحاول النهوض إذا بالرف الخشبى الذى كانت آنية الزهور موضوعة فوقه يسقط فوق رأسى، فهويت على الأرض مرة أخرى، وظن زملائى أننى أحتضر، وأسدل الستار، وصفق الجمهور تصفيقا حارا، ظنا بأننى اندمجت فى التمثيل وأتقنت الدور، فيما أسرع زملائى ومدير المسرح باستدعاء الإسعاف لإنقاذى من الموت بعد أن فقدت الوعى».
 

الشرطة والشعب إيد واحدة ضربت المليجى

 
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1953 كتب محمود المليجى مقالا تحدث فيه عن أحد المواقف التى تحمل فيها الضرب وتعرضت فيها حياته للخطر بسبب تصوير مشهد من فيلم ابن النيل الذى عرض عام 1951، وقال المليجى: فى فيلم ابن النيل كنت أقوم بدور لص وهو دور أهلتنى له عبقرية الشر التمثيلية التى أودعها الله قسمات وجهى ونبرات صوتى، وأخيرا هو الإيحاء الذى غرسته سلفا فى نفوس المتفرجين عن طبعى الشرير».
 
وتابع الفنان الكبير قائلا: «كنا نريد تصوير لقطة فى شارع سليمان باشا، واللقطة تصورنى وأنا أخرج من محل عام فيجرى خلفى اثنان من الكومبارس وهما يصيحان: امسك حرامى ..حرامى».
 
وأكد المليجى أنه لا يحب المشاهد الخارجية التى يتم تصويرها وسط جماهير لا يمكن ضبط مشاعرها، ولذلك اتفق مع المخرج أن تكون اللقطة فجائية حتى لا يفطن الناس إلا بعد أن يتم التقاطها.
 
وأوضح: «ركب المخرج والمصور ومساعده سيارة ووضعوا فيها آلة التصوير وغطوها بستارة سوداء حتى لا يراها لناس، وجلست أنا فى محل سعاتى، وكانت الإشارة أن يطلقوا لى صفارة فانطلق جريا، وينطلق فى أثرى الكومبارس وهم يصيحون: «امسك حرامى».
 
وأضاف الفنان الكبير: «أطلق المخرج الإشارة من صفارة البوليس، فانطلقت أجرى والمطاردون فى أثرى، ويشاء الحظ العاثر أن ينتبه المارة لصفارة البوليس، وينتبه أيضاً رجال البوليس فيجرى خلفى عشرات من هؤلاء وهؤلاء، وما إن ابتعدت عن المحل الذى بدأت منه الجرى خمسين مترا حتى وجدت سيلا من المارة يتدفق فى آثرى وقد علا صياحهم جميعا: «امسك حرامى».
 
وأشار المليجى إلى أن السيارات فى الشارع توقفت واستدارت رؤوس الفضوليين لتتبع اللص الذى يسرق فى وضح النهار، ووجد نفسه يجرى خوفا من أن يتوقف فينهال عليه كل هؤلاء ضربا، وذلك فى الوقت الذى لم يتدخل فيه المخرج حتى يصبح المشهد طبيعيا، فى حين أصيب الفنان الكبير بحالة من الهلع والخوف الذى منحه قوة كبيرة للجرى حتى يفلت من الجميع لأنه أدرك مقدار الخطر الذى سيتعرض له إذا أمسكوا به، ولكنه عند تقاطع مزدحم لم يستطع الإفلات من جندى مرور استطاع أن يطرحه أرضا «بمشط اسكندرانى»- على حد قول المليجى – وانهال عليه ضربا وركلا بقدمه وقبضته دون أن يستمع لدفاعه، حتى وصل إليه المخرج والمصور بعد أن شبع ضرباً ليخبرا الجندى بحقيقته وأن ما حدث مجرد مشهد تمثيلى.
 
واستكمل الفنان الكبير القصة قائلا: «خرجت من المشهد ووجهى يقطر دما، وحملنى جمهور المطاردين إلى أقرب صيدلية لأضمد جراحى ، وفى ليلة العرض تابعت اللقطة التى توقفت قبل علقة السكرى ووجدتنى بحركة لا إرادية أتحسس مواضع الرضوض فى جسدى وأنا أقول لنفسى: «معلشى يامحمود تعيش وتاكل غيرها». 
 

صفعات على وجه القصرى ومحمد توفيق

 
فيما حكى الفنان الكبير محمد توفيق فى مقال كتبه عام 1954 تحت عنوان « قلم علمنى التمثيل» عن موقف صعب فى بداية حياته الفنية أثر فيه طوال حياته .
 
وقال توفيق: «فى بدء حياتى الفنية كنت أتردد على جمعيات التمثيل، وخاصة دار التمثيل العربى، وكان بها فى ذلك الوقت الأستاذ عزيز عيد، وذات يوم حدثت مشادة بين الأستاذ عبدالمجيد شكرى والأستاذ عزيز، واعتذر عبدالمجيد عن القيام بدور المهدى فى رواية مجنون ليلى، فطلبنى الأستاذ عزيز فى مكتبه، وفوجئت به يقول إننى سأقوم بالدور، وكان سنى وقتها لا يتعد السادسة عشر ودور المهدى والد ليلى يتطلب رجلا كبيرا».
وتابع الفنان الكبير: «لاحظ الأستاذ عزيز ترددى، فقال: متخافش، أنا هعلمك إزاى تمثل الدور»، وذهبنا سويا إلى قهوة مصر، وكانت تقع أمام مسرح رمسيس، وانتحى بى جانباً ومضى يقوم بتمثيل الدور أمامى، وطلب منى أن أقلده، وفشلت فى تقليده المرة بعد الأخرى، وهو صابر ويكرر ما فعل، وأخيرا نجحت فى تقليده، ولكنه قال: تنقصك الروح ، الاندماج، انس نفسك».
 
وأشار محمد توفيق إلى أنه كرر تقليد أستاذه ولكنه لم ينجح فى إقناعه بالأداء حتى فرغ صبر عزيز عيد فضربه قلما أفقده صوابه، وهنا تأثر توفيق وثار قائلا: «بتضرب ليه، أنا أمثله أحسن منك ألف مرة» ، وفوجئ بابتسامة أستاذه الذى قال له : «طيب يلا ورينى»، فجفف دموعه، وبدأ يمثل بطريقته دون تقليد، وحين انتهى أخذه أستاذه بالحضن مهنئا، وفى نهاية مقاله علق الفنان الكبير قائلا: كان قلما رائعا خالدا لأنه كتب اسمى فى قائمة الممثلين التى كنت أحلم بها».
 
بينما فتحت صفعة من جورج أبيض أبواب النجاح والنجومية لعبدالفتاح القصرى فى أولى خطواته الفنية وبسببها أصبح علامة فارقة فى الكوميديا عبر العصور، حيث عشق القصرى الفن منذ طفولته وتعرف فى صباه على عدد من فنانى المسرح، وبدأت محاولاته لاحتراف الفن، فالتحق بعدد من الفرق المسرحية ومنها فرقة فوزى الجزايرلى، وعبدالرحمن رشدى، ولكن هذه الفرق تعثرت وواجهت بعض المشاكل، واستمر الفنان الكبير فى طريق الفن رغم غضب والده والتحق بفرقة جورج أبيض - كما ذكر المؤرخ الفنى ماهر زهدى- حيث تحمس له جورج أبيض بعدما عرف إتقانه للغات وقدرته على ترجمة المسرحيات، وأعطاه دورا فى مسرحية «أوديب ملكا».
 
وللقارئ أن يتخيل نجمه الكوميدى وهو يقف أمام جورج أبيض فى مسرحية تراجيدية جادة، ليقوم أبيض بدور أوديب، بينما يقوم القصرى بدور العراف الأعمى، فيقول أدويب للعراف الذى وصفه بالقاتل «صه يا ابن الجحيم»، ويأتى الدور على العراف عبدالفتاح القصرى الذى أراد التجويد فرد بصوته وطريقته المميزة «واحسرتااااه أنا تقوللى صه»، فانفجر الجمهور ضحكًا، وارتبك جورج أبيض وغضب بعدما أخرجه القصرى من حالة الاندماج مع الشخصية، فأمر بإغلاق الستار، وانفعل على القصرى فى الكواليس ووصفه بالفاشل وأنه لن يكون ممثلا أبدا.
 
تعجب القصرى لأنه ظن أن ضحك الجمهور معناه نجاحه، فازداد انفعال جورج أبيض وصفع القصرى على وجهه وطرده من المسرح، وصدرت الصحف فى اليوم التالى لتتحدث عن واقعة ضرب جورج أبيض لممثل مبتدئ أفسد العرض المسرحى، واعتقد القصرى أن هذه الصفعة كتبت نهاية مشواره الفنى القصير ولن تقبله أى فرقة مسرحية بعدما انتشرت تفاصيل الواقعة وحكم عليه جورج أبيض بالفشل.
 
ولم يكن القصرى يعلم أن هذه الواقعة ستكون سببًا فى انطلاقه الفنى وسوف ترسم خارطة طريقه ليكون أحد عمالقة الكوميديا الذين لا يتكررون، فبمجرد أن سمع نجيب الريحانى بأن فنانا مغمورا طرده جورج أبيض لأنه أضحك الجمهور بدلًا من أن يبكيه، بحث الريحانى عن هذا المغمور ليضمه إلى فرقته، وبعدما عثر عليه وقع معه عقدا للعمل فى فرقت، ليتألق القصرى فى فرقة الريحانى ويبدأ مشواره مع النجومية والكوميديا.
 
 
 
p
p

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة