أكاديمية الفنون محراب الإبداع ومركز صناعة المواهب.. العمداء الجدد للمعاهد يكشفون لـ"اليوم السابع" خطة الاستعدادات لاستقبال الطلاب.. عميد فنون مسرحية: نعمل بنظام مؤسسي.. ورئيس الأكاديمية: اعتمدنا مشروعات عديدة

الجمعة، 08 سبتمبر 2023 03:34 م
أكاديمية الفنون محراب الإبداع ومركز صناعة المواهب.. العمداء الجدد للمعاهد يكشفون لـ"اليوم السابع" خطة الاستعدادات لاستقبال الطلاب.. عميد فنون مسرحية: نعمل بنظام مؤسسي.. ورئيس الأكاديمية: اعتمدنا مشروعات عديدة العمداء الجدد لمعهد فنون مسرحية
أحمد جمال الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«صانعة الإبداع وحافظة التراث الثقافى»، هذه هى الألقاب والتعريفات التى يمكن إطلاقها على أكاديمية الفنون، فهذا هو طبيعة عملها وهو الحفاظ على هوية مصر الحضارية، من خلال ضخ عشرات الموهوبين فى مجالات الفنون المختلفة بعد تأهيلهم لهذه المهمة من خلال المعاهد التابعة للأكاديمية، وهى المعهد العالى للفنون المسرحية، المعهد العالى للكونسرفتوار، المعهد العالى للباليه، المعهد العالى للسينما، معهد الموسيقى العربية، المعهد العالى للموسيقى.
 
هنا فى شارع خاتم المرسلين تقع أكاديمية الفنون، بعد أن تمر من بوابتها الحديدية، عليك السير ببطء بجانب الجدران التى احتضنت القمم الثقافية والفنية، والتى كانت شاهدة على ميلادها خلف هذه الجدران، فمن الممكن أن تجمع عشرات القصص التى تحوى جانبا كبيرا من التاريخ التنويرى لمصر من خلال هذه الأكاديمية، التى تم إنشاؤها عام 1969، وتشهد هذه الأيام نشاطا ملحوظا، سواء على مستوى العمل الميدانى أو من خلال صفحات الأكاديمية على مواقع التواصل الاجتماعى مع بدء العد التنازلى للعام الدراسى الجديد وبالتزامن مع تجديد الدماء، حيث تولى العمداء الجدد المسؤولية خلفا لنظرائهم السابقين، الذين عبروا فى هذا الملف عن رؤيتهم وخطتهم العملية، التى بدأوا فى تنفيذها فور توليهم مسؤولية المعاهد التابعة لأكاديمية الفنون، والتى وصفوها «بالمهمة» نظرا لأنها تتعلق بالإرث الثقافى والحضارى المصرى.

معهد الفنون المسرحية

هو أحد الأسماء المهمة فى التراث الثقافى المصرى، الذى يحوز شهرة واسعة فى مجال الإبداع، ليس فى مصر بل وفى محيطها العربى والأفريقى، فبضغطة واحدة على مؤشر البحث يمكن قراءة العشرات من قصص النجاح والتعرف على الخطوات الأولى للأسماء الفنية الكبرى. وعبر طرقاته وممراته يمكن أن تطلق لخيالك العنان، لتسرح مع هذه الأسماء السابقة لتتخيل وتسمع أصواتهم وهم يتجمعون، وهنا كانوا يتلقون دروسهم وهنا كانوا يتسامرون، فكل حجر من أحجاره شاهد عيان على تاريخ عريق وبدايات العديد من الرموز التاريخية، التى كتبت اسمها بحروف من ذهب فى سجل التراث الحضارى لمصر بداية من هيئة التدريس الأولى، التى جمعت كوكبة الفن والفكر فى مصر والتى تمثل القوى الناعمة المصرية مرورا بمؤسسه زكى طليمات، والدكتور طه حسين، وجورج أبيض، وخريجى الأكاديمية المتميزين عبر الأجيال المختلفة ومنهم حمدى غيث، وشكرى سرحان، وعدلى كاسب، وعزت العلايلى، وكرم مطاوع، ونور الشريف، محمد صبحى، وأحمد السقا، وأحمد حلمى.
 
أنشئ المعهد العالى لفن التمثيل عام 1930، واستمر عاما واحدا ثم أغلق وأعيد افتتاحه بقرار من وزير الشؤون الاجتماعية فى مايو 1944، وكانت مدة الدراسة به ثلاث سنوات، وفى عام 1948 أصدرت وزارة المعارف العمومية، التى أصبح المعهد تابعا لها، القرار الوزارى رقم 7846 الذى يقضى بأن الدراسة فى المعهد بقسميه الإلقاء والتمثيل، النقد والبحوث الفنية أربع سنوات، وتتابعت بشأنه العديد من القوانين المنظمة للعمل بداخله حتى صدور القانون رقم 78 لسنة 1969 بإنشاء أكاديمية الفنون، وأصبح معهد الفنون المسرحية تابعا للأكاديمية.
 
 أكد الدكتور أيمن الشيوى، العميد الحالى لمعهد الفنون المسرحية، الذى لم يمض على توليه المسئولية إلا أسابيع قليلة، على سعادته بتولى هذه المسؤولية، وقال: «نعمل فى أكاديمية الفنون وفق نظام مؤسسى يسير بدقة شديدة قائم على استكمال جهود السابقين وتطوير ما هو موجود، وفقا للقواعد والأسس التى تحكم الجميع داخل الأكاديمية، لذلك فإن فكرة القرارات السريعة غير موجودة داخل أكاديمية الفنون، ومن هذا المنطلق فهناك خطة للتطوير للحفاظ على المكانة المتيمزة لمعهد الفنون المسرحية، سواء من خلال الحرص على انتقاء أفضل العناصر المتقدمة من بين آلاف الشباب الطامحين للحصول على فرصة الدراسة بالمعهد، ويتم المفاضلة فيما بينهم بناء على معايير دقيقة واختبارات حقيقية، بداية من الاختبارات الطبية والنفسية للتأكد من خلو المتقدم من أى عيوب جسدية تعيق عمله كفنان، مثل انتظام التنفس، الحركة، النطق السليم، مخارج الألفاظ، بجانب التأكد من مدى استجابته للتطور، وبعدها يتم إشراك المجموعة المختارة فى ورشة فنية تتم تصفية المتقدمين من خلالها، بمعنى أن الاختيارات تتم عبر عدة مراحل بإشراف لجنة مشكلة على أعلى مستوى من التميز العملى والحياد».
 
ايمن الشيوى
ايمن الشيوى

المناهج والمقررات

وأضاف «الشيوى»: «نسعى لتكون المناهج والمقررات مواكبة لكل التيارات العالمية والتقنيات الحديثة على المستوى العالمى، والأخذ بالتكنولوجيا فى المناهج الجديدة فى التمثيل، والإخراج، والنقد، والديكور، بالتزامن مع العمل على تنفيذ خطة فاعلة لدعم أعضاء التدريس، سواء لمساعدتهم فى نشر إنتاجهم الثقافى والاحتكاك بالمدراس الفنية الجديدة فى الخارج بأوروبا وأمريكا، وهو ما ينطبق على الطلاب أيضا. 

تأهيل الطلاب 

أكد «الشيوى»: «داخل المعهد يتم العمل جديا على تأهيل الطلاب لسوق العمل، سواء من خلال العمل على تطوير المناهج أو الاحتكاك بالمدراس الخارجية أو عبر الاشتراك فى العديد من الورش الفنية والعروض التى يحضرها عشرات الفنانين، وهو ما يساعدهم فى الحصول على فرص عمل والانطلاق بعدها».
 
وتابع: «ومن الفعاليات المهمة التى ينظمها المعهد العالى للفنون المسرحية، وتعتبر احتكاكا وتدريبا عمليا للطلاب، مهرجان المسرح العربى، ومهرجان زكى طليمات، وسيتم من خلالهما تكريم الدفعة الأولى من الخريجين، وهم سميحة أيوب ورشوان توفيق وحسن يوسف وعثمان محمد على، بالإضافة إلى تكريم أوائل الدفعات، عن طريق لجنة تلقت أكثر من 80 عملا مسرحيا تم تصفيتها واختيار 20 عملا، وتم الاستقرار على اختيار 10 منها وذلك عبر لجنة تحكيم مشكلة من الأكاديمية وأخرى من الفنانين والمخرجين من أصحاب الأسماء اللامعة فى سوق العمل»، وأوضح: «فى الفصل الدراسى الثانى يوجد مهرجان المسرح العالمى للنصوص العالمية، ومهرجان مسرح القاعة». 

معهد الفراشات 

على بعد عدة خطوات من المعهد العالى للفنون المسرحية، وخلف مجسم لاعبة الباليه الشهيرة الروسية «آنا بافلوفا» يقف شامخا معهد الباليه، المصنف ضمن أفضل معاهد الباليه عالميا، وذلك بفضل خريجينه الذين استطاعوا عبر تاريخه الحصول على العديد من الجوائز الدولية، وتقديم عشرات العروض المبهرة على المسارح العالمية، سواء منذ بداية إنشائه عام 1958 وكان فى البداية تابعا لوزارة الثقافة، وانتقلت تابعيته بعد ذلك لأكاديمية الفنون بعد إنشائها. 

 

النظام الدراسى 

بإمكان الطلاب الناجحين بالصف الثالث الابتدائى التقدم لسحب الأوراق للالتحاق بمدرسة الباليه، التابعة للمعهد العالى للباليه بأكاديمية الفنون بشرط اجتياز الطالب اختبارات اللياقة البدنية والفنية والموسيقية والكشف الطبى.
 
تكون مدة الدراسة فى هذه المرحلة تسع سنوات، وتشمل المواد الفنية الآتية:
 
باليه كلاسيكى، رقص شعبى عالمى، رقص تاريخى، رقص حديث، رقص مزدوج، تذوق موسيقى، مداخل لتاريخ الباليه، بيانو، وفى نهاية الدراسة للسنة التاسعة باليه يمنح الطلبة والطالبات شهادة إتمام دراسة فن الباليه الكلاسيكى وفروعه، وبجانب الدراسة الفنية، يتلقى الطلبة والطالبات الدراسة الثقافية وفقا لمناهج وزارة التربية والتعليم فى المراحل الدراسية الثلاثة «ابتدائى- إعدادى- ثانوى» يحصل بعدها الطالب على شهادة الثانوية العامة، التى تؤهله للالتحاق بالمعهد العالى للباليه، أو أى كلية أخرى تابعة للتعليم العالى.
 
قالت الدكتورة لمياء محمد، عميدة معهد الباليه: «أدرك تماما حجم المسؤولية الملقاة على عاتقى منذ أن شرفت بتولى مسؤولية المعهد العالى للباليه، نظرا للمكانة الدولية التى يتمتع بها والشهرة الإيجابية التى يحوزها الراقصون المصريون، والتى تمكنهم من منافسة أشهر الفرق العالمية، سواء على المستوى الفردى أو الجماعى، وما يدلل على ذلك حجم المشاركات والجوائز الدولية التى يحوزها طلابنا، لذلك فهناك مجموعة من الأسس أسعى للحفاظ عليها منذ مراحل اختيار الطلاب إلى مراحل الدراسة النهائية». 
 
وأوضحت الدكتورة لمياء محمد: هناك العديد من الأمور التى نعمل على إنهائها بشكل عاجل، وذلك فى إطار الاستعدادات لاستقبال العام الدراسى والطلاب الجدد، ومنها «الملابس، وتطوير الأحذية الخاصة بفرق الباليه التى يتم تسليمها للطلاب، وإعادة توزيع القاعات بما يتناسب مع أعداد الطلاب، وتفعيل معمل اللغات واستخدامه كقاعة للمؤتمرات والبحث العلمى للطلاب والباحثين، بجانب المشاركة بقوة فى الأنشطة الطلابية والمسابقات العالمية».

المعهد العالى للسينما 

هو أحد المعاهد التابعة لأكاديمة الفنون، ويستقبل الطلاب من الحاصلين على الثانوية العامة وما يعادلها من الشهادات الأجنبية بمجموع 55% للدراسة فى أقسام المعهد «الإنتاج، السيناريو، هندسة المناظر، الرسوم المتحركة، التصوير، هندسة الصوت، المونتاج والإخراج». وذلك بحسب الدكتورة إيمان يونس عميدة المعهد.
 
ايمان يونس
إيمان يونس
 
وأضافت «يونس» أن الاختبارات تتم على عدة مراحل وذلك بهدف اختيار أفضل العناصر، وتبدأ باختبارات القدرات وامتحان التخصص بجانب امتحان آخر فى المعلومات العامة واللغة الإنجليزية، يعقبه فى اليوم التالى اختبار فى التذوق السينمائى، وهو فيلم سينمائى يتم العمل على تحليله وصولا لمرحلة الاختيار بعد اجتياز المقابلة الشخصية والكشف الطبى، وهى نفس القواعد المعمول بها سواء للدراسة النظامية أو التعليم الموازى. 
 
واستطردت: نعمل حاليا بكل جهد للحصول على الاعتماد ومنظومة الجودة بالاستعانة بكوادر المعهد والإمكانات المتوفرة لنا، سواء من استوديوهات مزودة بأحدث الأجهزة العالمية أو الاطلاع على المناهج الحديثة والاحتكاك بالمدراس العالمية المختلفة. 
 
 ومن جانبها، قالت الدكتورة غادة جبارة، رئيسة الأكاديمية: تم تنفيذ واعتماد العديد من المشروعات، سواء على مستوى المحتوى الدراسى أو على مستوى الاستعانة بالتكنولوجيا فى مرحلة القبول بالنسبة للطلاب المتقدمين من خلال استبدال التقديم الورقى بالأون لاين، بجانب استخدام التكنولوجيا فى المناهج الدراسية، كما تم هذا العام الاحتفال بتخريج أول دفعة من المدرسة التكنولوجية، وهى مدرسة فنية يتم تأهيل الطلاب من خلالها كفنيين للمهن الرئيسية للفنون المختلفة كفنى ديكور، فنى إضاءة، فنى صوت، فنى مكياج، كما تتم إتاحة الفرصة لخريجها لاستكمال دراستهم بالمعهد العالى للفنون الشعبية، والمعهد العالى للموسيقى العربية، والمعهد العالى للفنون المسرحية، لمن تتوافر لديهم الموهبة، كما تم الاستقرار على عدم تحصيل مقابل الملف من ذوى الهمم إلا بعد التأكد من قدرتهم الكاملة على الدراسة فى المعهد المتقدمين له. 
 
غادة جبارة
غادة جبارة
 
وتابعت «جبارة»: «كما تم إجراء حركة تغييرات والدفع بدماء جديدة لتولى مسؤولية العمادة فى المعاهد التابعة للأكاديمية، وأغلبهم من السيدات، والحقيقة أنه لا توجد لدى فكرة التصنيف، ولكن هناك معيار الصلاحية فى المرحلة الحالية والقدرات القيادية وأنا أراهن دائما على تمكين المرأة».
 
وأكدت «جبارة» على أن الأكاديمية لم تتغافل عن دورها المجتمعى، حيث تم تنظيم العديد من الورش المتعددة فى كل المجالات، وإتاحتها لأبناء الجيزة خلال فترة الصيف من خلال فتح ملاعب الأكاديمية لأبناء الحى لممارسة الرياضة ومنها كرة القدم، وكرة اليد، بناء على بروتوكول موقع مع مديرية التعليم لاكتشاف المواهب وتنظيم العروض الفنية، وأمسيات شعرية، وعروض موسيقية على مسرح نهاد صليحة، وتجهيز معرض عرائس وإتاحته للأهالى، فضلا عن تجهيز مستشفى وإتاحته أيضا لأبناء الحى ومحافظة الجيزة، بجانب إتاحة الدراسة بالأكاديمية لذوى الهمم، من خلال أساتذة الأكاديمية فى كل المعاهد التابعة لها.

المعهد العالى للفنون الشعبية 

«جامع التراث» هو الاسم الذى يمكن توصيفه لذلك المعهد، الذى يهتم ويعمل على جمع الثقافة الشعبية وتوثيقها وتدريسها عبر منهج علمى وعملى، أنشئ المعهد عام 1981 ويتضمن قسم فنون الأداء الشعبى ويحتوى على «مسرح شعبى، رقص شعبى، موسيقى شعبية»، بجانب قسم الأدب الشعبى، والفنون التشكيلية، وقسم العادات والمعتقدات، وقسم مناهج الفلكلور وتقنيات الحفظ.
 
قالت الدكتورة سمر سعيد، عميدة المعهد: الدراسة بالمعهد تقتصر على مرحلتى البكالوريوس والدراسات العليا، وأسعى خلال هذه الفترة إلى استكمال عدد من المشروعات، التى كان قد بدأها الدكتور مصطفى جاد، العميد السابق للمعهد، وشاركت فيها معه، وكنت خلالها وكيلة المعهد قبل تولى العمادة مؤخرا، ومنها ما هو متعلق بالأنشطة الطلابية، والانتهاء من المتحف الخاص للفنون الشعبية وفتحه أمام الجمهور وطلاب المدارس، بجانب تنفيذ العديد من الفعاليات ومنها مهرجان فنون الأداء، والعمل نحو توجه الأكاديمية لاعتماد المعهد العالى للفنون الشعبية ضمن منظومة الجودة، وبجانب فعالية صالون علياء شكرى الثقافى، الذى سيبدأ فى شهر أكتوبر المقبل، ستبدا أولى فعاليته باستضافة الدكتور أحمد زايد رئيس مكتبة الإسكندرية. 
 
p









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة