سما سعيد

محكى القلعة.. مزيج من الثقافة الموسيقية

الثلاثاء، 05 سبتمبر 2023 03:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على مر التاريخ، خلقت كل ثقافة الموسيقى الخاصة بها، التي يتغنى بها الجميع، وكل مجتمع يستخدم تلك الموسيقى لتعريف نفسه، ومن ثم لا تنفصل الموسيقى عن كل من الأفراد والمجتمعات، ولكننا في الوقت الحالي نصنع خريطة جديدة لهذه الثقافة، بل وندعمها من خلال العديد من الحفلات التي تقام بمشاركة الجماهير وليس المطرب أو الفنان فقط، والتي جاءت كمثال حي من خلال مهرجان محكى القلعة، الذي تمتع بصنع حالة من التنوع الفني والموسيقي في الحفلات التي تقام بجانب هذا الصرح العظيم، وجعلنا نشاهد نشاطا جديدا للثقافة الموسيقية مع احترام جميع الأذواق، بداية من مطربي جيل الألفية الجديدة مثل أحمد جمال ومصطفى شوقي، حتى حفلة عمر خيرت ووليد توفيق، وصولاً للشيخ ياسين التهامي.

 

مهرجان القلعة مزيج معبر عن التنوع وتقدير كل الأذواق الموسيقية، باختلاف أنماطه، حيث ظهرت الموسيقى وكأنها نسيج دائم التغيير، ولكننا استطعنا غزله بالشكل الذي يناسب الجميع، بل وظهر بشكل تثقيفي أكثر منه ترفيهي، فمهرجان القلعة مثل الحقل الغني، جعل الموسيقى بأنواعها جزء من طبيعته، يتغذى منه كل عشاقه، كما يمكن للموسيقى، باعتبارها أداة قوية، أن تجمع الناس من جميع أنحاء العالم معًا، كما ظهر في حفل المطربة المغربية غالية بن على، لقد كانت الموسيقى منذ فترة طويلة جزءًا مهمًا من ثقافتنا، سواء كانت تساعد في سد الاختلافات الثقافية أو السماح للناس بمشاركة لحظاتهم السعيدة والحزينة، أو التعبير عن حالة ورأي.

 

تعد حفلات مهرجان القلعة أيضًا مكانًا خاصًا يتفاعل فيه الأشخاص من جميع مناحي الحياة مع بعضهم البعض، يستطيع الجميع من جميع الأجناس والأديان والخلفيات أن يضعوا خلافاتهم جانباً وأن يغنوا ويتمتعوا بالموسيقى في جو مليء بالطاقة الإيجابية، كما تتمتع الموسيقى بالقدرة على التواصل مع الأشخاص والتأثير عليهم بطريقة تبدو مختلفة جوهريًا عن أشكال التواصل الأخرى. غالبًا ما يشعر البشر أن "لا أحد يفهمهم"، يلجأ الكثيرون إلى الموسيقى لإيجاد روابط مع الآخرين للتعبير عن أنفسهم أو إيجاد شعور بالتفاهم بين أقرانهم.

 

وكما قال سقراط "تكلم حتى أراك" فهنا نقول "غني لكي نفهمك" عبر عما بداخلك بالغناء أو العزف، فلا تقل أهمية الغنوة مهما كانت عن الكلمة، فجميعها لها تأثير، تزرع أمل أو تنزع شك أو تهدء خوف، اتنمى أن تنعم بلادي بالاصوات الحالمة، والمهرجانات التي تربط ثقافتنا وتعلمنا الكثير عن ثقافة الأخرين، ولابد أن نعي أن الغناء والموسيقى هي اللغة الوحيدة التي يشترك العالم كله في فهمها.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة