عادل حمودة :عشت أحزان الهزيمة وساهمت في تعريف العالم بمعجزة العبور

السبت، 30 سبتمبر 2023 11:13 م
عادل حمودة :عشت أحزان الهزيمة وساهمت في تعريف العالم بمعجزة العبور الإعلامي عادل حمودة
ماجد تمراز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الإعلامي عادل حمودة، إن مصر صامت 2190 يوما وانتظرت مصر 2190 يوما وتحملت مرارة الهزيمة من 5 يونيو إلى 6 أكتوبر، و تعرفت على وجهها في مريا سيناء، قرأت اسمها في كتاب الشهادة ومزامير العبور وقرأت اسمها في فرح المغامرة وابجدية الاقتحام، قرأته في معاطف جنودها المسافرين إلى الضفة الثانية في كبرياء، قرأته في جراحهم المتلألئة تحت الشمس كأحجار الياقوت.
 
وتابع  «حمودة» خلال تقديمه برنامج «واجه الحقيقة» المذاع على قناة القاهرة الإخبارية، «أنا شاهد على تلك الأيام وما بعدها حتى استردت مصر سيناء كاملة، عشت أحزان الهزيمة، وساهمت في تعريف العالم بمعجزة العبور، رافقت قادة أركان ووزراء خارجية من جنسيات متعددة، زاروا مواقع خط بارليف التي سقطت تحت أحذية جنودنا، وكلفت بتغطية انسحاب إسرائيل من سيناء».
 
وأشار حمودة إلى أن مرحلة بعد أخرى بالحرب أو التفاوض، بحكم المحكمة الدولية الذي استكمل خريطة الحرية في مصر، متابعا: وصف جيلنا بأنه جيل على موعد مع القدر، لكن القدر كتب علينا الهزيمة، كنت استعد لدخول امتحانات الثانوية العامة عندما بدأت الحرب، صدقنا أننا سنبيت الليلة في تل أبيب، صدقنا اننا نسقط الطائرات الإسرائيلية كما نسقط الذباب، من شدة الفرح رحت أشارك رجال الدفاع المدني في عملهم مطالبا البيوت بإطفاء النور، لكن في اليوم التالي جاء والدي بالنبأ الحزين، إن عمله المدني في "الأشغال العسكري" أتاح له معرفة الكارثة فور حدوثها، فقد صدر أمر الانسحاب إلى القوات المصرية قبل أن تأخذ أماكنها في سيناء، كان ثلث القوات في اليمن، والثلث الثاني يستعد للسفر إلى اليمن ليعود الثلث الأول، أما الثلث الذي تبقى فهو كل ما دخلنا الحرب به، وبسرعة مذهلة جرى تعبئة الاحتياط دون تجهيز أو تدريب، خسرنا الرجال والسلاح في جريمة حُسبت علينا حربا رغم أننا لم نخضها.
 
وقال عادل حمودة، إن المظاهرات انتقلت من القاهرة إلى الإسكندرية،  وما أن هدأت في فبراير حتى تجددت في نوفمبر، واُستخدمت القنابل المسيلة للدموع، وفي لحظات تهور، اُطلق الرصاص، لكن جمال عبد الناصر تفهم ما حدث، وأفرج عن الطلبة المعتقلين، وحضر مؤتمرا في جامعة القاهرة نظمه الطلاب أنفسهم.
 
وتابع  «حمودة» أنه من شدة الصدمة المروعة جلد المصريون أنفسهم وكأنهم هم السبب، نسخنا وحفظنا قصيدة نزار قباني "هوامش على دفتر النكسة"،حفظنا إذا خسرنا الحرب لا غرابة، لأننا ندخلها بكل ما يملك الشرقي من مواهب الخطابة.  
 
وأضاف حمودة :«لكن السخرية الانتقامية تجاوزت حدودها بسيول النكات التي تعرضت للضباط والجنود، كنا نبكي بعين ونضحك بعين، أمام مجلس الأمة بعد أن طالب الشعب بعودته توجع عبد الناصر من تلك النكات، ما فهمناش انها بتجرح كرامة ناس هم اولادنا واخوتنا وفي ذلك الوقت كنت صحفيا تحت التمرين في روز اليوسف لفتت نظري ظاهرة النكت.
 
وقال عادل حمودة، إن عبد الناصر شعر بسحب الاكتئاب السوداء التي تتحرك فوق رؤوس المصريين، حاول ان يخفف عنهم المعاناة فأمر بتنفيذ أعمال فنية تعيد البسمة للشعب الحزين، سمعت هذه الواقعة من سامي شرف الرجل الذي وُصف بـ ظل عبد الناصر: في منتصف الليل فوجئ بتليفون من الريس ،وطلب الرئيس إبلاغ رئيس الإذاعة بأن يكون مسلسل رمضان مسلسلا كوميديا يلعب بطولته فؤاد المهندس قائلا: "كفاية نكد يا سامي".
 
وتابع  «حمودة»، أنه جن فؤاد المهندس بتكليف الرئيس وذهب الي أحمد رجب طالباً منه أن يكتب المسلسل، لكن أحمد رجب لم يكتب المسلسل إلا بعد أن تأكد أنه بتكليف من عبد الناصر، في يومين كتب مسلسل "شنبو في المصيدة" الذي تحول إلى فيلم بالعنوان نفسه، وعرفت الطبقات القادرة ظاهرة من نوع آخر غير معتاد، في ملهي كان يسمي "لاروند" كان محمد نوح يغني "شد حيلك يا بلد" على ضوء ولاعات السجائر.
 
وأضاف حمودة :«في الوقت نفسه عولج صلاح جاهين من حالة الاكتئاب التي أصابته بعد الهزيمة، لم يعد قادرا على كتابة الأغاني الوطنية، شجعته سعاد حسني على كتابة فيلم "خللي بالك من زوزو" الذي عرض عام 1972، أما أم كلثوم فجمعت بذكاء بين الأغاني الوطنية والأغاني العاطفية، في عام الهزيمة غنت "حبيب الشعب"، و"حديث الروح"، لكن أم كلثوم قررت المساهمة في المجهود الحربي بإيراد حفلات تحييها في عواصم عربية وأوروبية، ومنحتها الدولة جواز سفر دبلوماسي، بلغت إيرادات الحفلات أكثر من 10 ملايين دولار بعملات مختلفة، على أن الأهم أن صوت مصر لم يخفت رغم ما حدث.
 
وقال حمودة، إنه تم استدعاء أخيه الكبير إبراهيم للخدمة العسكرية، وقد تخرج إبراهيم عام 1968 في أول دفعة قسم طيران وصواريخ في هندسة القاهرة، في المعتاد كانت نظارته الطبية تعفيه من التجنيد، لكن كانت تعليمات الفريق أول محمد فوزي وزير الحربية أن يجند كل حملة المؤهلات، وكان مبرره أن القوات المسلحة تحتاج كل التخصصات العلمية، ومن لا يصلح للقتال يصلح للمكاتب الخلفية، وبالفعل خدم إبراهيم في المكتب الفني للواء فهيم ريان كبير مهندسي القوات الجوية، وفيما بعد عرف من فهيم ريان نفسه سرا لم ينشر من قبل.
 
وأوضح «حمودة» أن إبراهيم ساهم هو وزملاءه في فك شفرة كثير من قطع غيار الطائرات الروسية في وقت منعها السوفيت عنا، صنعوا بدائل لقطع الغيار في معجزة هندسية وعسكرية، لكن كان السر الأعظم وراء الانتصار، ارتفاع المستوى العلمي للمقاتلين، والمساواة بين الجميع ضباطا وجنودا.
 
وتابع حمودة إلى «أطلقوا علينا في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية "دفعة الهزيمة" وجعنا الوصف، وتحول الوجع إلى غضب، وتحول الغضب إلى تظاهرات خرجت في 21فبراير 1968، وتحول الاحتفال بيوم الطالب العالمي إلى احتجاج على الاحكام التي صدرت ضد قادة الطيران، وُصفت تلك الأحكام بالهزيلة، والحرب حسمت لصالح إسرائيل بضربة جوية مبكرة ضد كافة المطارات الحربية في مصر، وتحطمت الطائرات في أماكنها.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة