كى تعرف شخصية إنسان عليك أن تعرف ما رؤيته وكيف ينفذها، حينها فقط ستفهم الشخصية وتعرف قدرها ومقدارها، ولو شئنا أن نقدم «بورتريه» للرئيس عبدالفتاح السيسى، سنتوقف عند موقفه من الإنسان وبنائه، لكن قبل ذلك سنتوقف مع فعله ورد فعله تجاه المواقف، ونتوقف مع هيئته وطريقة تعامله مع الشعب ومع المسؤولين.
يُقدم الرئيس تصوّرا مُغايرا وأكثر ديناميكية وتحرّرا عن الزعامة، يمتزج فيه الانضباط بالسماحة والإنسانية والروح الرياضية، لتتكامل شخصية ذات فلسفة تقدّمية فى النظر إلى السلطة والشارع.
فى البداية وجب القول إن الرئيس عبد الفتاح السيسى يملك «كاريزما» خاصة تتعلق بهيئته وبطريقة تعامله مع المواطنين، تنطلق من فكرة أنه شخصية حازمة جدا وفى الوقت نفسه لديه تعاطف كبير يظهر فى انتمائه الدائم لطبقات الشعب الكادحة والتفكير فى مشاكلهم.
ويتميز الرئيس بحالة من الترتيب والانضباط تظهر فى استيقاظه المبكر وممارسته للرياضة وإيمانه بأنه فى البكور يوجد كل شىء الرزق والعمل، فهو شخصية تعرف قيمة الوقت وتعرف قيمة الانضباط فى كل شىء.
إضافة إلى ذلك هو يحترم كل من يعمل ولا يغضبه سوى الكسالى الذين لا يريدون أن يعملوا ولا يتركون الآخرين يعملون، ونلمح ذلك دائما فى طريقته التى يشرح بها الأمور.
إن الرئيس أكثر الشخصيات إيمانا بقدرة المواطن المصرى على العمل، وعلى الإنجاز، إنه يفهم «طبيعة المصريين» ويراهن عليها، وكم عمل طالب بإنجازه فى أقل من الوقت المطلوب والمحدد، وهو لا يفعل ذلك من باب «أن يتعب الناس أكثر» لكن من باب أنهم قادرون على الفعل، وأنه يؤمن بقدراتهم، وهذه الرؤية تعكس أنه «شخصيًّا» يؤمن بقدرته هو على الفعل والإنجاز.
إن قراءة حركة سير الرئيس حركته فى المحافل العامة تدل على أنه «واثق من نفسه» يتحرك للأمام بصورة مستمرة، يملك ابتسامة تتسع إن كان فى مقام لقاء مع الجماهير وتتحول إلى ضحكة إن كان فى حضور الأطفال، إنه يحبهم جدا ويتودد إليهم، لكن فى الاجتماعات الرسمية ولقاءات اتخاذ القرار فلا نجد سوى الحزم ومزيد من الحزم فقط.
جزء مهم من شخصية الرئيس يمكن التعرف عليه من خلال صوته ونبرته، إنه قوى عندما يهدد أعداء الوطن فى أى مكان، وهو صوت متسامح به الكثير من الود عندما يتحدث إلى المصريين أو عنهم. ويملك الرئيس ثقة فى نفسه وهذه الثقة تنعكس علينا بصورة كبيرة، نشعر معه بأن البلد فى أمان وأنه قادر على تنفيذ ما يقول به، خاصة فيما يتعلق بالهوية.
ولأن الرئيس عبدالفتاح السيسى رجل يعرف قيمة الهوية لذا وضع نصب عينيه الحفاظ على الهوية المصرية وبناء الإنسان، فمنذ توليه رئاسة الجمهورية تحدث كثيرا فى خطاباته عن المفهومين باعتبارهما حجر أساس الشخصية المصرية غير أن ذلك لم يكن فقط على المستوى الإعلامى ولكنه انتقل إلى أرض الواقع من خلال مشروعات ثقافية مثل مشروعات بيت جميل وبيت التراث المصرى وصنايعية مصر ومشروعات الخط العربى وغيرها من المشروعات التى تتحرى الهوية المصرية وتصب فى صالح بقائها واستمراريتها وإعادة من قارب على الاختفاء منها ومن ذلك الصناعات اليدوية والحرفية مثل الخشب المنحوت والفخار والمنسوجات التراثية وغيرها.
واحتل بناء الإنسان حجر الزاوية فى تصور الرئيس السيسى عن الإنسان المصرى والفكرة هنا أن بناء الإنسان لو تم على أكمل وجه فإن هذا الإنسان يكون قادرا على مواجهة الصعاب وبناء وطنه هكذا هى المعادلة بمنتهى البساطة ولئن كان هناك تصور آخر يمكن البناء عليه من خلال ما يذكره الرئيس فى خطاباته الإعلامية فهو أن الإنسان يمكن أن يواجه الظروف الصعبة إن كان هناك بناء جيد من الداخل تبنى عليه الأوطان ويستمد منه المستقبل.
أما الهوية فتعرف الهوية بأنها هى مجمل السمات التى تميز شيئا عن غيره أو شخصا عن غيره أو مجموعة عن غيرها عناصر الهوية هى شيء متحرك ديناميكى يمكن أن يبرز أحدها أو بعضها فى مرحلة معينة وبعضها الآخر فى مرحلة أخرى وكلمة الهوية مستمدة من كلمة «هو»، وإن كانت الهوية المصرية واضحة فإن صونها هو الآخر أمر فى غاية الأهمية خصوصا فى ظل موجات التغريب وسطوة وسائل التواصل الاجتماعى التى يخشى من أثرها على الأجيال الجديدة، خصوصا أن هناك سيولة غير عادية فى الأفكار يمكن أن تغرق أجيالا بأكملها ومن هنا تأتى أهمية صون الهوية وحمايتها.
ومما يذكر فى هذا الاتجاه تعرض مصر على مدار العقود الماضية لموجات من الأفكار الغريبة التى أثرت كثيرا فى تكوين النسيج الاجتماعى المصرى وشكل المجتمع مثل موجات الإسلام السياسى والانفتاح والأفكار الشيوعية والاشتراكية ومن هنا وفى ظل دينامكية المجتمعات وتوالى تأثيرات تلك التيارات فى مرحل ما بعد الحرب العالمية الثانية تأثرت الهوية المصرية وتعرضت لتحولات حركت مركزيتها إلى اليمين تارة وإلى اليسار وهكذا يتبدى بوضوح أهمية رغبة الرئيس فى الحفاظ على الهوية باعتبارها رمزا من رموز الشخصية المصرية ومكونها الأساسى الذى ينبغى الحفاظ على صلابته وأسسه.
وفيما يتعق بالمستقبل فليس هناك أمة يمكنها النهوض بغير وضع المستقبل نصب أعينا ومن هنا جاء الاهتمام بمشروعات البنية التحتية التى تبغى تحول البلاد إلى تكوين بنائى ومعمارى له شكل معين يستلهم التطور والتجارب الناجحة من أجل رؤية عام 2030 باعتبارها سنة فارقة ومهمة تحمل فى طياتها منعجرج التحول إلى عصر آخر رقمى وذى طبيعة متطورة.
وقد جاء الاهتمام بالمناخ ليس فقط باعتباره قضية عالمية وإنما من أجل المستقبل، وبل ويمكن القول بصيغة أخرى أن ذلك منبعه الأساسى الحفاظ على الأجيال القادمة التى ينتظرها الكثير من التحديات وبالتالى فليس منطقيا أن نجملها إضافة إلى ذلك تحديا يتمثل فى المناخ والطبيعة وقد كان مؤتمر شرم الشيخ خير دليلا على رغبة الدولة فى أن تكون على رأس قاطرة هذا المشهد وأن تظل فى الصورة العالمية فى هذا السياق حفظا لما يجب حفظه وصونا لما يجب صيانته للأجيال القادمة التى تتطلع إلى زمن آخر يتطلب هوية متسقة وبناء إنسانيا عميقا قادرا على المضى نحو المستقبل.
عبدالفتاح سعيد حسين خليل السيسى
مواليد 19 نوفمبر 1954 فى الجمالية بالقاهرة
تلقّى تعليمه فى مدرسة البكرى الابتدائية من 1962 إلى 1968
درس بمدرسة السلحدار الإعدادية من عام 1968 إلى 1971
درس فى المدرسة الثانوية الجوية من عام 1971 إلى 1974
تخرَّج فى الكلية الحربية «الدفعة 69» فى 1 إبريل 1977
حصل على ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان 1987
ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان البريطانية عام 1992
زمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا عام 2003
حصل على زمالة كلية الحرب العليا الأمريكية عام 2006
تدرج فى المؤسسة العسكرية من قائد كتيبة إلى منصب القائد العام فى 2012
رئيس جمهورية مصر العربية منذ يونيو 2014
رئيس الاتحاد الأفريقى من 2019 إلى 2020
حصل على عشرات الأوسمة والأنواط من الداخل والخارج.. أهمها:
نوط 25 إبريل 1982 «تحرير سيناء»
ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة
نوط الواجب العسكرى من الطبقة الثانية
نوط الخدمة الممتازة
اليوبيل الفضى لنصر أكتوبر
اليوبيل الذهبى للثورة
اليوبيل الفضى لتحرير سيناء
ميدالية 25 يناير 2011
نوط الواجب العسكرى من الطبقة الأولى
ميدالية ثورة 30 يونيو
قلادة الملك عبد العزيز آل سعود – أغسطس 2014
قلادة «مبارك الكبير» – يناير 2015
وسام «الشيخ عيسى آل خليفة» البحرينى – مايو 2017
وسام «الاستحقاق الوطنى» من غينيا – إبريل 2019
وسام «الاستحقاق الوطنى» الإيفوارى – إبريل 2019
قلادة «السياحة العربية» – يونيو 2019
وسام «صداقة الشعوب» من بيلاروسيا – يونيو 2019
وسام «زايد» الإماراتى – نوفمبر 2019
وسام «جوقة الشرف الوطنى» من فرنسا – ديسمبر 2019
وسام «سان جورج» الألمانى – يناير 2020
درع «العمل التنموى العربى» – أكتوبر 2020
وسام «جراند كروس أوف ذا ريديمير» اليونانى – نوفمبر 2020
وسام «استحقاق اللجنة الأوليمبية الأفريقية» – مايو 2021
وسام «القائد» أرفع أوسمة البرلمان العربى للملوك والرؤساء – يونيو 2021
وسام «جمهورية صربيا» – يوليو 2022
وسام «عمان الأول» – مايو 2023
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة