أزمة الهجرة تطارد أطفال أمريكا اللاتينية.. العنف وعدم الاستقرار وتغير المناخ أبرز أسباب نزوح الأطفال من القارة.. يمثلون أعلى هجرة للقُصر فى العالم بنسبة 25%.. 60 ألف طفل حاولوا الوصول لأمريكا منذ بداية 2023

السبت، 23 سبتمبر 2023 03:00 ص
أزمة الهجرة تطارد أطفال أمريكا اللاتينية.. العنف وعدم الاستقرار وتغير المناخ أبرز أسباب نزوح الأطفال من القارة.. يمثلون أعلى هجرة للقُصر فى العالم بنسبة 25%.. 60 ألف طفل حاولوا الوصول لأمريكا منذ بداية 2023 امريكا اللاتينية
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يهاجر الأطفال عبر أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى بأعداد قياسية، مدفوعين بعنف العصابات والفقر وعدم الاستقرار وتغير المناخ، حيث يبحثون عن ظروف معيشية أفضل من الامن والتعليم.

ووفقا لتقرر نشرته صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية فإن العنف وعدم الاستقرار وتغير المناخ الأسباب الرئيسية لنزوح الأطفال فى أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى، وهى منطقة حيث 25٪ من المهاجرين هم من القُصّر، وهى أعلى نسبة على مستوى العالم. 

وتحذر منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن الأطفال النازحين أصبحوا أصغر سنا بشكل متزايد، و91% منهم لا يصلون إلى سن الحادية عشرة حيث تشير هجرة الأطفال إلى الظاهرة التى يعبر فيها الأطفال الحدود الدولية أو ينتقلون داخل بلدانهم الأصلية بحثًا عن ظروف معيشية أفضل أو الأمن أو التعليم أو لأسباب أخرى. ويمكن أن تكون الدافع وراء هذه الظاهرة مجموعة متنوعة من العوامل، بما فى ذلك الفقر أو العنف أو الاضطهاد أو نقص الفرص الاقتصادية أو البحث عن لم شمل الأسرة.

وهناك فئتان رئيسيتان لهجرة الأطفال: الهجرة الدولية للأطفال: فى هذه الحالة، يعبر الأطفال الحدود الوطنية، غالبًا برفقة أسرهم، أو بمفردهم فى بعض الحالات. وقد يشمل ذلك الأطفال اللاجئين أو طالبى اللجوء أو المهاجرين لأسباب اقتصادية أو ضحايا الاتجار بالبشر.

هجرة الأطفال الداخلية: هذا الشكل من الهجرة يعنى انتقال الأطفال داخل بلدهم بحثًا عن ظروف معيشية أفضل. وقد يرجع ذلك إلى عوامل مثل نقص الخدمات الأساسية فى مناطقهم الأصلية، أو النزاعات المسلحة، أو الكوارث الطبيعية، أو البحث عن فرص اقتصادية فى المناطق الحضرية. 

وفى أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى، يهاجر الأطفال بأعداد قياسية، ويتحركون فى المقام الأول على طول ثلاثة طرق: غابة دارين بين كولومبيا وبنما، والهجرة إلى الخارج من أمريكا الجنوبية، وعند نقاط العبور الرئيسية فى شمال أمريكا الوسطى والمكسيك، حسبما ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة.

وتصل نسبة القاصرين القادرين على التنقل فى المنطقة إلى 25% من المهاجرين، وهو أعلى معدل فى جميع أنحاء العالم يبلغ المتوسط 13% والذى يشير إلى العنف وعدم الاستقرار وتغير المناخ باعتبارها الأسباب الرئيسية لهذه الهجرة. نزوح السكان. وتسيطر هذه العوامل على المنطقة، مما أدى إلى تغيير طبيعة الهجرة بشكل كبير فى العقد الماضى.

ويحذر الخبراء من حقيقة مثيرة للقلق: فهم أصغر حجما بشكل متزايد ويأتون من أماكن نائية. وشددت اليونيسف على أنه فى الرحلات الخطيرة التى يقوم بها المهاجرون، يتم ملاحظة أطفال أصغر سنا بشكل متزايد، موضحة أن 91٪ منهم تحت سن الحادية عشرة فى بعض نقاط العبور. 

وقال جارى كونيلى مدير اليونيسف لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي: "هناك المزيد والمزيد من الأطفال الذين يتنقلون، فى أعمار أصغر سناً، وغالباً ما يكونون بمفردهم ومن بلدان أصلية مختلفة، حتى من أماكن بعيدة مثل أفريقيا وآسيا". وحذر من أنه عندما يعبر الأطفال بلداناً متعددة وأحياناً المنطقة بأكملها، فقد يعانون من المرض والإصابة والانفصال الأسرى وسوء المعاملة.

وبهذا المعنى، ذكرت المنظمة أن المخاطر الجسدية على طول طرق الهجرة غير النظامية لا تعد ولا تحصى، خاصة بالنسبة للأطفال، الذين غالبًا ما يعبرون الغابات والأنهار والسكك الحديدية والطرق، معرضين سلامتهم للخطر، بغض النظر عن حقيقة أنهم يمكن أن يصبحوا ضحايا للعنف. الاستغلال والانتهاكات الخطيرة الأخرى.

ومما لا شك فيه أن هذا الواقع يفرض تحديات على سياسات الهجرة الوطنية والاستجابات الإنسانية فى بلدان المنشأ والعبور والمقصد. لكن هذا ليس بالأمر السهل، إذ أن تدفقات الهجرة فى المنطقة غالبا ما تتقاطع بحيث تكون معظم البلدان هى نقاط المنشأ والعبور والمقصد والعودة فى الوقت نفسه، مما يجعل أمريكا اللاتينية مسرحا لإحدى أزمات هجرة الأطفال فى العالم. ولمعالجة هذا الوضع، تدعو اليونيسف إلى اتباع نهج إقليمى متكامل يضمن الحماية للأطفال المهاجرين واللاجئين وأسرهم، ويعالج جذور الهجرة القسرية. 

وهناك عدد من الحلول التى لابد من اتباعها، والتى منها حشد الحماية الدولية ومعالجة الأسباب الجذرية للهجرة المخصصة للأطفال، للاستفادة من الطبيعة المترابطة لحركات الهجرة واستجابات السياسات فى المنطقة، والاستثمار فى بلدان المنشأ لتحسين الوصول إلى الخدمات، ومنع العنف والتصدى له، وخلق فرص التعليم وسبل العيش للأطفال والشباب والأسر الضعيفة، ودعم الأطفال الذين يبقون فى بلد المنشأ أثناء هجرة والديهم.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة