أريحا بقائمة التراث العالمى.. أسباب تسمية مدينة تعود للعصر الحجرى

الثلاثاء، 19 سبتمبر 2023 10:00 ص
أريحا بقائمة التراث العالمى.. أسباب تسمية مدينة تعود للعصر الحجرى مدينة أريحا
أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أعلنت منظمة اليونسكو إدراج 13 موقعا جديدا على قائمة التراث العالمى، خلال انعقاد لجنة التراث العالمي فى دورتها الخامسة والأربعين الموسعة فى العاصمة السعودية الرياض، والتى تعقد فى الفترة من 10 وحتى 25 سبتمبر، وكان من بين تلك المواقع مدينة أريحا القديمة / تل السلطان.. فلسطين، وهى مدينة تعد من أقدم مدن فلسطين الكنعانية، حيث يرجع الخبراء والأثريون تاريخها إلى العصر الحجرى.

وتقع مدينة أريحا عند مستوى 250 متراً تحت سطح البحر، ولا يماثلها في ذلك أية مدينة أخرى في العالم، وتعد أريحا مشتى مثالياً، ومدينة سياحية من الدرجة الأولى بفضل مناخها المعتدل شتاء وبفضل العديد من المواقع التاريخية والأثرية المنتشرة في كل مكان تقريباً في المدينة وحولها، فعلى مساحة 20كم مربعا تتركز بعض أهم المواقع الأثرية، ومن بينها تل السلطان، وخربة قمران، وجبل التجربة "قرنطل" والكثير من الكنائس والقصور والمساجد سنذكرها لاحقاً، وتكثر في أريحا المتنزهات والمطاعم والفنادق التي أفتتح العديد منها حديثاً، كما أن شوارعها واسعة وأهلها كرماء معتادون على وجود السياح في بلدهم، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية.

لو عدنا إلى أصل التسمية قبل الفتح الإسلامي لأريحا لوجدنا أن اسم أريحا سامي الأصل وتلفظه العامة "أريحا"، وأريحا عند الكنعانين تعني القمر، والكلمة مشتقة من فعل يريحو "yereho" ويرح اليرح في لغة جنوبي الجزيرة العربية تعني شهر وقمر، وفي العبرانية "يرحو" أقدم مدينة معروفة في التوراة اليهودية، وريحا في السريانية معناها "الرائحة والأريج.

 

اتخذ الهكسوس المدينة قاعدة لهم بين سنة 1750و 1600 ق.م، وقد ورد ذكرها في التوراة باسم أريحه وهي أول مدينة كنعانية هوجمت من قبل العبرانيين، إذ تمكن قائدهم يوشع بن نون وجنده في سنة 1450 ق.م من الاستيلاء على أريحا وأحرقوا المدينة وأهلكوا من فيها، وفي عصر القضاة (1170-1030 ق.م) قام عجلون ملك المؤابيين بإخراج اليهود من أريحا واتخذها عاصمة له، وقد حدد هيرودس الكبير أريحا ووسعها وزينها بمختلف المنشآت، فامتدت المدينة فوق ما يعرف اليوم بتلال أبي العليق قرب عين السلطان، ومن منشآت أريحا في عهد هيرودس القصور والجنائن والميادين والقنوات والبرك، وفي جنوب أريحا أنشأ هيرودس القلاع الحصينة لحماية المدينة والدفاع عنها، وبالرغم من ذلك خربت أريحا فيما بعد، ولم يبق منها سوى الأنقاض الأثرية التي تدل عليها

ازدهرت أريحا في عهد الرومان، ويؤكد ذلك أثار الأقنية التي شقوها فيها والتي تظهر على وادي القلط. اكتسبت المدينة أهمية كبيرة في عهد المسيح عليه السلام، إذ زارها المسيح نفسه وأبرأ فيها عيون أعميين، وهما برتيماوس ورفيقه، وزار فيها زكريا العشار في بيته، وكان قصير القامة مما اضطره إلى الصعود إلى شجرة لمشاهدة يسوع بين الجماهير.

 

وفي عهد قسطنطين الكبير "306-337م" "مؤسس القسطنطينية"، انتشرت المسيحية في أريحا بواسطة الرهبان والنساك الذين كانوا يقيمون في الأديرة والكنائس التي عمروها لتكون مراكز لنشر المسيحية فيها، وفي عام 325م كانت مركزاً للأسقفية وقام الإمبراطور البيزنطي جستنيان "527-565م" بإنشاء كنيسة فيها، وفي عهده شقت طريق تصل بينها وبين البتراء، وكانت القوافل تقطعها في مدة 3-4 أيام، كما شقت طريق أخرى تصل بينها وبين ييسان، وتبين أن الكنائس والأديرة حول أريحا ازداد عددها عما كانت عليه في القرن السابع، وذكر "الكسورفو" أنه كانت كنسية في الجلجال وأخرى في المكان الذي يظن أن المسيح خلع فيه رداءه قبل عمادته، وأخرى داخل دير كبير بني على اسم القديس يوحنا، وهي واقعة على مرتفع يشرف على نهر الأردن. ثم دخلت أريحا في الدولة العربية الإسلامية التي قامت في هذه الديار في القرن السابع الميلادي، وفي صدر الإسلام كانت أريحا مدينة الغور وأهلها من قوم قيس وبها جماعة من قريش، وفي عهد النبي محمد – صلي الله عليه والسلام-، أخرج الرسول اليهود من المدينة المنورة لطغيانهم فخرجوا إلى الشام وأذرعات وأريحا، ثم أجلى عمر بن الخطاب من تبقى منهم من أرض الحجاز إلى تيماء وأريحا،  في أثناء الحكم العثماني رفعت درجة أريحا من قرية إلى ناحية، يقيم فيها حاكم يدعى المدير، يتولى إدارتها وإدارة البدو والقرى المجاورة في متصرفية القدس، وكانت الناحية هي الناحية الخامسة التي يتألف منها قضاء القدس، في عهد الانتداب البريطاني أصبحت أريحا مركزاً للقضاء يحمل اسمها، وبقيت كذلك حتى عام 1944م، عندما ألغت سلطة الانتداب قضاء أريحا وألحقته بقضاء القدس، كانت مساحة قضاء أريحا في عام 1943م نحو 341كم2، وعدد سكانها نحو 4.600 نسمة، وكانت قرى العوجا وديوك والنبي موسى والنويعمة تتبع أريحا فضلاً عن القبائل البدوية المتجولة والمستقرة، ويعد عام 1948م عادت أريحا مركزاً لقضاء ضم في عام 1965م نحو (75) ألف نسمة معظمهم من اللاجئين، وقد ظلت مركزاً لهذا القضاء بعد الاحتلال الإسرائيلي عام 1967م، وبذلك تعتبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الأربع هي أهم ما أضافه عصرنا الحالي لأقدم مدينة في العالم وهذه المخيمات هي عقبة جبر، والعوجا، وعين السلطان، والنويعمة أما اليوم فليس بهذه المخيمات سوى عشرة آلاف لاجئ فقط، وذلك لأن جزءا كبيراً من اللاجئين قد أصبحوا لاجئين للمرة الثانية في الأردن بعد حرب الأيام الستة عام 1967م بين العرب وإسرائيل.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة