"زلزال المغرب.. السبب والأضرار والهزات الارتدادية".. لماذا لم يتمكن العالم من التنبؤ بالكارثة حتى الآن؟.. فاروق الباز: تحدث بعمق شديد من القشرة الأرضية يصعب رصدها.. وجيولوجيون مغاربة: تعرضنا لـ40 هزة ارتدادية

الأحد، 10 سبتمبر 2023 11:59 م
"زلزال المغرب.. السبب والأضرار والهزات الارتدادية".. لماذا لم يتمكن العالم من التنبؤ بالكارثة حتى الآن؟.. فاروق الباز: تحدث بعمق شديد من القشرة الأرضية يصعب رصدها.. وجيولوجيون مغاربة: تعرضنا لـ40 هزة ارتدادية زلزال المغرب
كتب أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عندما تسمع عن حدوث زلزال حتى وإن كنت فى بلد بعيدة عن الدولة التى شهدت الزلزال فإنك بالطبع تعيش حالة من التوتر والقلق، خاصة أنه رغم التقدم التكنولوجى الضخم الذى شهده العالم خلال الفترة الراهنة ولكن لم يستطع حتى الآن التنبؤ بحدوث الزلازل قبل وقوعها كى تتخذ الدولة التى يتوقع حدوث الزلزال فيها احتياطاتها من أجل تقليل الخسائر قدر الإمكان، وتكون مستعد بسيناريوهات للأعاصير والسيول والزلازل، فعلى سبيل المثال من بين الإجراءات يمكن أن تعمل على تجهيز فرق الإنقإذ ووضعها على استعداد وتدريبها، وإنشاء الملاجئ وتجهيز المستشفيات، وتلقى المساعدات من الدول الأخرى فى إطار التعأون لاحتواء الكارثة.

زلزال المغرب

هناك زلزالان مدمران شهدتهما منطقة الشرق الأوسط خلال 7 أشهر فقط، الأولى كانت فى فبراير من هذا العام، وضربت كل من سوريا وتركيا، وكان له تداعيات صعبة على سكان البلدين وأسفر عن آلاف الضحايا، ومئات الآلاف من المشردين وتدمير الكثير من المدن، لنشهد هذه الأيام زلزال مدمر أخر فى المغرب يخلف مئات الضحايا وتدمير مدن بأكملها، والزلزال الأخير الذى ضرب المغرب تعددت الأسباب التى ذكرها الخبراء الجيولوجيين، ولكن الغالبية العظمى أكدوا أن السبب هو وجود المغرب على حافة صفيحة القارة الأفريقية بالقرب من صفيحة القارة الأوروالأسيوية، ومع التغيرات الديمجرافية التى تشهدها القشرة الأرضية فإنها تحدث تصدع يولد طاقة ضخمة تتسبب فى تلك الزلازل القوية، وبالتإلى نتج عنها زلزال فسره المغاربة بأنه الأقوى الذى شهدته بلادهم، وأن تداعياته السلبية قوية للغاية خاصة فى المناطق الجبلية من المملكة المغربية.

202309091255295529
ضحايا زلزال المغرب
 

أسباب زلزال المغرب

منذ وقوع كارثة الزلزال ليلة السبت، ولم تتوقف الهزات الارتدادية وإن كانت ضعيفة ولكن أحيانا يكون لها آثار سلبية، ويصل عددها لعشرات الهزات والتى قد تستمر لأيام، وقد تستمر لأسابيع مثلما حدث مع زلزال سوريا وتركيا، خاصة أن الزلزال المدمر ضرب جبال الأطلس والتى تكونت نتيجة اصطدام الصفيحة التكتونية الأوراسية فى الشمال والإفريقية فى الجنوب، وتعد تلك الجبال فى المغرب موقعا معروفا لنشاط الصفائح التكتونية حيث يؤدى لحدوث هزات أرضية، ومركز الزلزال كان فى جبال الأطلس على بعد نحو 70 كيلومترا من مراكش، حيث إن جبال الأطلس تقع على الحدود بين الصفيحتين، وتمتد جبال الأطلس حوإلى 2300 كيلومتر عبر المغرب والجزائر وتونس.

الدمار فى المغرب 
 

هيئة المسح الجيولوجى الأمريكية كان لها تفسيرا لهذا الزلزال، عندما أكد أن زلزال المغرب سببه حركة الصفيحة التكتونية الإفريقية عند نقطة التقائها مع الصفيحة الأوراسية، خاصة أنه سبب زلزال المغرب يرجع إلى أن منطقة البحر المتوسط  تشهد نشاط زلزإلى بسبب التقارب الشمإلى بين الصفيحة الأفريقية والصفيحة الأوراسية، والذى بدأ قبل نحو 50 مليون سنة وترتبط بإغلاق بحر تيثس الذى كان موجودًا فى العصور القديمة، حيث ترى الهيئة الأمريكية، أن البحر المتوسط الحإلى هو ما تبقى من بحر تيثس الذى كان محيط فى عصور ما قبل التاريخ .

202309090420532053
الدمار فى المغرب
 

جرس إنذار كبير يمثله زلزال المغرب، للمجتمع الدولى فى ظل عدم تمكن العالم من التوصل إلى اكتشاف أو وسيلة يمكن من خلالها التنبؤ بالزلازل قبل وقوعها بفترة حتى لو كانت قليلة، فالذى توصل له المجتمع الدولى حتى الآن هو تحديد المناطق الأكثر عرضة لحدوث زلازل، وكذلك قياس قوة الزلزال فقط، وبيان بالتقريب حجم الهزات الارتدادية لتلك الزلازل.

 

فاروق الباز: جبال الأطلس توجد على الحافة الغربية للكتلة الأرضية
 

سبب الزلزال يكشفه العالم المصرى الكبير، الدكتور فاروق الباز، الذى يؤكد أن مملكة المغرب توجد على الحافة الغربية للكتلة الأرضية التى تشمل على قارة إفريقيا بأكملها، وبالتحديد جبال الأطلس التى توجد على تلك الحافة.

الدكتور فاروق الباز
الدكتور فاروق الباز

 

وفى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من الولايات المتحدة الأمريكية، يؤكد الدكتور فاروق الباز، أن الضغط يزيد فى تلك المنطقة على حواف الكتل الأرضية، أى أن حواف الكتلة أى القارة الإفريقية معرضة للضغط الذى ينتج عنه بعض الحركة بين الأونة والأخرى،  ومن هنا حدث الزلزال فى المغرب.

وحول أسباب عدم قدرة العالم على التنبؤ بالزلازل يقول العالم المصرى :" العالم بألفعل حتى الآن غير قادر على التنبؤ بالزلازل، حيث لا يستطيع علماء اليوم تحديد وقت الزلازل، حيث إن السبب الأساسى أن الضغط على القشرة الأرضية يحدث فى أعماق ليس لهم وسيلة للوصول إليها لمتابعتها وقياس ما عليها من ضغط".

 

حديث الدكتور فاروق الباز يؤكد أن العالم حتى الآن ليس قريبا من الوصول لطريقة للتنبؤ بالزلازل، وأن الحديث عن إمكانية توقع زلازل قبل وقوعها ليس إلا افتراضات ليست مبنية على أسس علمية، خاصة أن الزلازل القوية التى ضربت بعض الدول مؤخرا تحدث فى عمق شديد من القشرة الأرضية يجعل من الصعب للغاية رصدها قبل حدوثها.

 

الباحث الجيولوجى المغربى: لا يمكن توقع أى زلزال بسبب تعقيدات جيولوجية والمساحات
 

الدكتور كمال اغروض الباحث الجيولوجى المغربى، هو الأخر يذهب فرضية قريبة من الدكتور فاروق الباز، حيث يؤكد أن الزلزال الذى حدث فى إقليم حوز فى المغرب شدته كبيرة ويعود فى الأساس إلى جيوديناميكية جبال الأطلس لأن الأطلس سلسة جبال داخل القارة، موضحا أن تقارب القارات الأوروالأسوية الأفريقية هو السبب فى هذا الزلزال ولكن سبب غير مباشر حيث إن دائما هناك حركة وتقارب لكن هناك فوارق أخرى أكثر حداثة وأكثر تحركا وبالتإلى تنتمى لعوامل داخلية داخل القشرة القارية الخاصة بإفريقيا.

الزلزال المدمر فى المغرب

كما يتحدث عن عدم أسباب توقع العلماء لمكان وتوقيت حدوث الزلازل، حيث يضيف الباحث الجيولوجى المغربى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من المغرب :"شبه مستحيل توقع الزلزال، ولا يمكن توقع أى زلزال بسبب تعقيدات جيولوجية والمساحات الكبيرة التى تكون مصدر للزلزال والتى لا يمكن فهمها بدقة سواء أفقيا أو عموديا خاصة القشرة القارية، وبالتإلى التنبؤ يبقى شيء شبه مستحيل ولكن هناك مساعى لمعرفة الأماكن التى يوجد بها خطر الزلازل بشكل عام وهو ما يمكن أن يصنف ما هى الأماكن التى يمكن أن تنتج زلزال بصفقة أقوى واكبر وبالتإلى أخذ الاحتياطات اللازمة قبل حدوث الزلازل وحماية العمران".

وبشأن الأضرار التى لاحقت بالبلديات بسبب الزلزال يقول كمال اغروض، إن عدد الضحايا تجأوز الـ2000 وكذلك المصابين أرقام كبيرة ، لافتا إلى أن الإقليم الأكثر تضررا هو إقليم الحوز التى تنتمى له عدة قرى التى توجد فى جبال الأطلس والأكثر تضررا هى القرى التى تتواجد فى الجبال فوق تضاريس الأطلس الكبير والمدن التى تتواجد بالقرب من الأطلس تضررت بشكل أقل من القرى التى تتواجد على تضاريس الأطلس .

 

مبانى مدمرة فى المغرب

 

ويشير الباحث الجيولوجى المغربى، إلى أن هناك عامل يسمى تأثير الموقع الذى يستدعى موجات زلزالية ويكون تأثيرها أكبر بينما ينقص قوة الهزات الارتدادية بنقص سرعة الموجات الزلزالية  وتزيد الموجات مع الأماكن التى تتواجد أعلى تضاريس جبلية .

 

وحول تشابه زلزال المغرب مع زلزال تركيا وسوريا يقول :"نفس الطريقة التى حدث بها زلزال سوريا وتركيا والقوة هو ما شهده زلزال المغرب، فهما حدثا بنفس الطريقة، لكن ليس نفس المصدر، حيث يختلف زلزال المغرب عن زلزال تركيا لأن زلزال تركيا وسوريا الذى كان قويا ناتج عن حركة جيوديناميكية فى منطقة الأناضول وفى المغرب له علاقة بحركة جيوديناميكية جبال الأطلس وهناك اختلاف كبير فى جيولوجيا المنطقة وطريقة البناء والحماية بين المنطقين ".

آثار دمار الزلزال في المغرب

 

وحول خطر الزلازل فى المنطقة العربية يقول الباحث الجيولوجى المغربى، إن هناك حوار بين الخبراء حول الحركات الجيودناميكية العاملة والشاملة التى تشمل القارة ألفريقية والأوروأسيوية، خاصة أن العالم العربى معروف المناطق التى يمكن أن يكون بها زلزال مثل منطقة شمال المغرب والأطلس وجنوب الريف فى المغرب وشمال الجزائر وشمال تونس بدرجة أقل بسبب ألفوالق والسواعد التى تتواجد فى القرن الأفريقى والبحر الأحمر بصفة أقل وفوالق الأناضول وغير ذلك كلها مصادر لزلازل ويمكن أن تنتج زلازل بقوة تختلف من منطقة لأخرى ومن حركية إلى أخرى، متابعا :"مع توإلى هذه الهزات فإن الدول تحأول أن تفهم وتبحث أكثر عن الظاهرة وأن تحمى بلدها قدر الإمكان وتخفف تداعيات هذه الكوارث الطبيعية ".

 

بالطبع ما تتبع الزلازل القوية هزات ارتدادية كثيرة ومتتالية ولكنها نكون أصغر حجما، تحدث لأن الصفائح التكتونية قرب مركز الزلزال تستمر فى التحرك حتى تستقر مرة أخرى فى النهاية، وأيضا قد تسبب الهزات الارتدادية أيضا أضرارا جسيمة، لأنها قد تؤدى إلى أنهار المبانى التى تضررت أثناء الزلزال الأصلي، مما يؤدى إلى المزيد من الأضرار البشرية والمادية، وهذا ما حدث مع زلزال سوريا وتركيا.

 

صراخ ضحايا لزلزال في المغرب

 

بعد حدوث كارثة الزلزال مباشرة، خرج مرصد الزلازل الأورومتوسطي، صباح السبت ليحذر الأهإلى فى دولة المغرب من العودة إلى منازلهم فى مناطق وقوع الزلزال، بعدما أشار إلى احتمالية حدوث هزات ارتدادية فى الساعات والأيام المقبلة، بينما أكد المعهد الوطنى للجيوفيزياء فى المغرب، بعد بيان مرصد الزلازل الأورومتوسطي، أن الهزات الارتدادية التى أعقبت أو ستعقب الزلزال ستكون أقل قوة وقد لا يشعر بها السكان، حيث شهدت القرى التى وقع فيها الزلزال مئات من الهزات الارتدادية بلغت أقواها حول 6 درجات، بحسب وكالة المغرب العربى للأنباء.

 

الباجث فى علوم الأرض بجامعة عبدالملك السعدى المغربية: الهزات الارتدادية ستستمر لأيام أو أسابيع وقد تصل لشهر
 

فى هذا السياق يقول الدكتور إدريس صدقأوى الباحث المغربى، الأستإذ الباجث فى علوم الأرض بجامعة عبدالملك السعدى المغربية، إن الزلزال الذى ضرب المغرب نتج عن تقارب صفيحتين، وحينما يكون هذا التقارب، هناك ضغوطات تؤدى إلى نتوءات وتكون سلاسل جبلية، لكن القشرة الأرضية العلوية صخورها صلبة ولا تلتوى بشكل جيد بذلك تكون النتيجة تصدعات أو فوالق، بالنسبة للمغرب هناك فوالق ذات اتجاه شرق غرب وأخرى ذات اتجاه شمال جنوب، فهذه ألفوالق هى التى تعمل من جديد، وقد تنشأ فوالق جديدة عن هذه الضغوطات".

 

الدكتور إدريس صدقاوى الباحث المغربى
الدكتور إدريس صدقاوى الباحث المغربى

 

بشأن الهزات الارتدادية، يضيف الأستإذ الباجث فى علوم الأرض بجامعة عبدالملك السعدى المغربية، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، من المغرب أنه لا يمكن توقع متى ستنتهى الهزات الارتدادية فى المغرب فى تاريخ معين لكن ستستمر لأيام أو أسابيع بل قد تصل إلى شهر، وهذه المناطق فى العالم العربى التى تعرضت للزلازل كشمال سوريا وتركيا فهذه المطقة توجد على حافة فالق هو الذى عمل من جديد، فهو فالق قديم عمل من جديد نظرا لحركة الصفائح الصخرية.

كما يتطرق إلى أسباب عدم القدرة على التنبؤ بالزلازل قائلا :"بالنسبة للتنبؤ لا يمكن أن نتنبأ بالزلازل ولكن يمكن أن نتنبأ بمكان وقوعها، لأن الكرة الأرضية مقسمة إلى صفائح أى مناطق هادئة مثلا جنوب المغرب، وهذه المناطق شاسعة وهادئة زلزاليا عند حدودها توجد أشرطة ينتج عنها حركة تباعد أو تقارب بين الصفائح سواء نشأ خسوف وبذلك ميلاد بحار، مثل إفريقيا الشرقية التى يوجد بها خسف وبه بحيرات، أو البحر الأحمر الذى يفصل بين صفيحة الجزيرة العربية والصفيحة الإفريقية".

 

الزلزال المدمر يضرب المغرب

 

ويوضح الأستاذ الباجث فى علوم الأرض بجامعة عبدالملك السعدى المغربية، أن هذا البحر عبارة عن محيط لا زال فتيا، فهذه الأشرطة هى التى يمكن أن نتنبأ بحدوث زلازل بها، لكن الوقت والمكان لا أحد يستطيع أن يتنبأ به حتى الآن.

 

ويؤكد إدريس صدقأوى أن الأضرار التى لحقت بالبنايات فى المغرب كبيرة، حيث إن هناك نوعان من البنايات وخاصة فى هذه المناطق الجبلية يوجد تجمعات سكنية منتشرة فى هذه المناطق وهذه التجمعات لكى نصل إليها هناك صعوبة لهذا، وتعمل بشكل تقليدى بطوب وصخور فقط والسقف من الخشب وفوقه تراب، وهذه البنايات هى التى تعرضت للدمار والخراب بشكل كبير وتحتها عدد كبير من الضحايا ممن تم إجلاؤهم أمواتا أو أحياء لكن بجروح بالغة.

 

ويوضح  الأستإذ الباجث فى علوم الأرض بجامعة عبدالملك السعدى المغربية، أن البنايات الحديثة والتى هى بالأسمنت لم تتعرض بشكل كبير لأضرار، لكن ما يزيد الكبوة هو الانهيارات الصخرية حيث انقطعت الطرق بين المدن الكبرى وهذه المناطق، لهذا هناك صعوبة فى وصول فرق الإنقإذ إليها، والحمد لله هناك عدة دول شقيقة بادرت بإرسال فرق وقاية مدنية من دول إسلامية وعربية وأوروبية وأجنبية بشكل عام فهذا ما يمكن أن نقوله عن هذه الفاجعة.

 

زلزال المغرب، أما كما يسميه المغاربة زلزال "الحوز"، نسبة إلى المنطقة التى كانت مركز الزلزال، وقع على عمق ضحل بعض الشئ يبلغ 18.5 كيلومترا، وكان مركزه فى جبال أطلس الواقعة على بعد حوإلى 72 كيلومترا جنوب غرب مدينة مراكش، وهى مدينة يبلغ عدد سكأنها حوإلى 840 ألف نسمة ومقصد سياحى معروف فى المملكة المغربية، بينما سكان العاصمة المغربية "الرباط" والتى تبعد  بحوإلى 350 كيلومترا شمال جبال أطلس شعروا بالهزة، بينما معظم الوفيات من الزلزال حدثت فى مناطق جبلية يصعب الوصول إليها.

 

لم يكن هذا الزلزال الأكثر تسببا للخسائر فى المغرب، رغم أنه الأقوى الذى تشهده المملكة، ولكن بحسب خبراء الجيولوجيا المغربيين، فإن هذا الزلزال هو الأسوأ من حيث عدد الضحايا فى المغرب منذ عام 1960عندما وقع زلزال وأدرى إلى مقتل ما يقرب من 12 ألف شخص، حيث بحسب ما أعلنه المرصد الأورومتوسطى للزلازل أنه فإن هناك هزة أرضية جديدة بلغت قوتها 4.5 درجات على مقياس ريختر، على بعد 77 كيلومترا جنوب غرب مراكش. 

 

محاولات انتشال الجثث في المغرب

 

كما ذكرنا أكثر الأضرار هى بالمناطق الجبلية، حيث سقط عدد من القتلى فى المدن المغربية القريبة من مركز الزلزال، وكانت أكثر المناطق تضررا من جراء الزلزال الذى ضرب وسط المغرب، المناطق الجبلية، حيث تنتشر القرى النائية، حيث أكدت السلطات المغربية، أن الوضع أصعب فى المناطق الجبلية النائية حيث تنتشر القرى مثل ويركان، كما تسبب الزلزال فى مراكمة صخور وأتربة على الطرق الجبلية الوعرة، مما أعاق عمليات الإنقإذ.

 

وحتى كتابة تلك السطور لا زالت عمليات الإنقاذ والبحث عن الناجين مستمرة فى ظل عدد رسمى صادر من السلطات المغربية بوصول عدد الضحايا حتى الآن جراء هذا الزلزال إلى 2122 قتيلا و2421 مصابا، منذ وقوع الكارثة فى الساعة الحادية عشر مساء الجمعة، خاصة فى المدن المطلة على جبال الأطلس والقريبة منها.

 

أستاذ جيولوجيا زلازل بجامعة أردنية: الزلزال سبقه عدة هزات بقوة حوالي 4 درجات

فيما يكشف الدكتور أحمد ملاعبة، أستاذ جيولوجيا الزلازل بالجامعة الهاشمية بالأردن، تفاصيل عن الزلزال الذي ضرب المغرب، موضحا أن الزلزال كان بقوة 7 على مقياس ريختر بالقرب من منطقة مراكش في إقليم الحوز أو إلى الغرب أوكايمدن، وهو منتجع تزلج شهير في جبال الأطلس وذلك في تمام الساعة 11:11 مساء أمس الجمعة 8/ 9 / 2023، وسبق حدوث الزلزال عدة هزات بقوة حوالي 4 درجات وحدثت بعده هزات أو زلزال ارتدادي بقوة أقل وصلت 4.9 درجة مما يخفف من حدوث زلزال بدرجة أكبر.
 
ويضيف أستاذ جيولوجيا الزلازل بالجامعة الهاشمية بالأردن، في تصريحات خاصة من الأردن، أن مركز الزلزال على بعد 71.8 كم جنوب غرب مراكش وبعمق تم الإبلاغ عنه بشكل مختلف من عدة مراصد عالمية على أنه 8 أو 18.5 أو 32 كم، كما يعد الزلزال أكبر زلزال تم تسجيله في تاريخ المغرب الحديث، ولم يتم تجاوزه إلا بالتقديرات العليا لزلزال مكناس عام 1755، بقوة 6.5-7.0 وعلاوة على ذلك ومنذ عام 1900، لم يكن هناك زلزال بقوة 6.0  أو زلزال أكبر ضمن مسافة 500 كيلومتر من مركز  هذا الزلزال.
 
وحول سبب حدوث الزلزال يؤكد الدكتور أحمد ملاعبة، أن هناك حركة حدثت على صدع مائل عكسي شديد الانحدار وضرب الشمال الغربي أو صدع مائل عكسي منحدر ضحل يضرب الشرق. وقدرت أيضًا منطقة اجهاد الصدع بـ 30 كم  في 20 كم، تحدث العديد من صدوع الانزلاق والدفع بين الشرق والغرب والشمال الشرقي والجنوب الغربي في الأطلس الكبير.
 
وأشار إلى أن الصفائح التكتونية تقع شمال المغرب بالقرب من الحدود بين الصفيحة الأفريقية والصفيحة الأوراسية، وهو الصدع التحويلي بين جزر الأزور في المحيط الاطلسي وجبل طارق، وبسبب الانزلاق الجانبي الأيمن متقاطعة تصبح المنطقة في نهايتها الشرقية، مع تطور صدوع دفع كبيرة، إلى الشرق من مضيق جبل طارق، في بحر البوران، تصبح الحدود تصادمية من حيث النوع، ترتبط معظم الزلازل في المغرب بالحركة على حدود تلك الصفائح، مع وجود أكبر خطر زلزالي في شمال البلاد بالقرب من الحدود.
dbaa77ad-e123-4edf-b7f8-ddc89a4bfaaf

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة