"اليوم السابع" يحاور واسينى الأعرج فى عيد ميلاده.. الروائى الجزائرى: أجمل هدية من أمى كانت قطعة ذهبية تتعلق بنابليون.. زوجتى أهدتنى مخطوطة عن استشهاد والدى تحت التعذيب.. وعيد ميلادى الـ 40 كان محاطا بالذعر

الثلاثاء، 08 أغسطس 2023 07:00 م
"اليوم السابع" يحاور واسينى الأعرج فى عيد ميلاده.. الروائى الجزائرى: أجمل هدية من أمى كانت قطعة ذهبية تتعلق بنابليون.. زوجتى أهدتنى مخطوطة عن استشهاد والدى تحت التعذيب.. وعيد ميلادى الـ 40 كان محاطا بالذعر واسينى الأعرج والزميل أحمد منصور
حاوره أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الروائى الدكتور واسينى الأعرج المثقف والمبدع الكبير الذى يحظى بشعبية كبيرة داخل الجزائر بصفة خاصة، وفى الوطن العربى بصفة عامة، فدائما تجده فى حوار مفتوح مع القراء يسمع ويتحدث معهم سواء بأعماله الأدبية أو فى الحياة العامة، واليوم يحتفل الكاتب الكبير بعيد ميلاده، وسط عائلته، بالساحل الغربى بالجزائر، وبهذه المناسبة أراد يحتفى "اليوم السابع" معه من خلال حوار لمعرفة تفاصيل ذكرياته مع أعياد ميلاده السابقة.

وحول طقوس الاحتفال بعيد ميلاده قال الروائى الكبير واسينى الأعرج، أنا شخصيا لدى مشكلة مع عيد ميلاد، فقليلا ما احتفل به بمكان محدد أقيم فيه، فهناك الكثير من الأماكن التى يتم الاحتفال بها بعيد ميلادى، ومن بين احتفالاتى التى لم أنساها عندما كنت فى الأربعين من عمرى ووقتها كنت غادرت الجزائر تحت تهديد الإرهاب فاحتفلت به تلك المرة فى باريس، وأنا أعيش أولى أيام المنفى وكان عيد ميلادى هذا قاسى للغاية، لأنه لأول مرة أشعر بشئ بالعبث بالحياة، فكيف ببلد أعطيتها من الحب والنور وخير فجأة تكتشف أن عليك أن تغير مكان إقامتك لكى تحافظ على حياتك وتعيش مهدد فى العديد من الأماكن، فكان احتفالى بعيد ميلادى الأربعين شئ من الزعر وخوف.

وقال الروائى الكبير واسينى الأعرج: رغم أننى غيرت أماكن إقامتى واختلفت الأمكنة وذهب الخطر على حياتى إلا  أننى كنت أشعر بنفس ما أحسست به عندما احتفلت بأول عيد ميلاد فى باريس نظرأ لأنه تم تأصل بداخلى الخوف والزعر، ولكن مع ذلك نجد الأجمال أن تصنع الفرح مهما كانت الظروف وقسوة الحياة.

وأشار الروائى الدكتور واسينى الأعراج، وبرغم اختلاف الأمكنة التى احتفل بها بعيد ميلاده، إذ احتفلت به كل عام بمكان وبلد ما فى تونس وفى الإمارات، والمغرب، وغيرها من الدول، فما أجمل من الاحتفال بأعياد الميلاد وسط الأصدقاء والأحبة.

وعودة للذكريات قال الروائى الكبير واسينى الأعرج، أن أجمل عيد ميلاد لي هو الذى كان قامت أمى بإعداده لى برغم كونها ريفية لا يدخل فى ذهنها الاحتفالات بعيد الميلاد ولكنها صنعت لى يومًا جميلا، وقالت: "وقتها نذهب لأى مكان حتى نحتفل بك ولكن الغد لابد أن تكون بالبيت وبالفعل فعلت ذلك، وأحضرت لى طعامًا كانت تتقنه جيدًا "الخرشوف والبطاطا واللحم واللفت"، وأتذكر تلك اللحظات الجميلة التى لا يمكن أن أنساها، كما أن هناك لحظات جميلة تعدها زوجتى والأصدقاء.

واستكمالا لحديثه: ومن أجمل أعياد الميلاد أيضًا التى أتذكرها عندما كنت أبحث عن مخطوطه للرواية كتبتها فى عام 1993 عندما غادرت الجزائر تحت ضغط الأرهاب، وقد عثرت عليها زوجتى مع مجموعة من المخطوطات الأخرى، وهى مخطوطة كتبتها فى السبعينيات، وكانت أول رواية اكتبها عن استشهد والدى الذى رحل تحت تأثير التعذيب، وفى تلك المخطوطة صنعت له عالما كبيرًا وكيف رفع العلم الجزائرى بدلا من العلم الفرنسى وكيف كان الفرنسيين يطلقون عليه النار وفى تلك اللحظة وهو يموت ظل قابض على الحبل وهو يرفع العلم الجزائرى، وظلت تلك الرواية تعذبنى ولم يتم نشرها حتى اليوم ولا اعتقد أننى سانشرها، ولكن احتفظ بها، واعتبرها تجرية أولى بالنسبة لي.

والآن أنا فى منزلى بالساحل الغربى بالجزائر فى عزلة لكتابة رواية جديدة والتى اكتب فيها من ثلاث سنوات، ولكن منذ شهور بدأت كتابة النهاية لها، والتى أحدثت جدلا بين القراء النقاد والقراء المشوشين الذين ليس لهم علاقة بالأدب نهائيًا،  ولكن حاليا إغلق على نفسى، ففى الصباح أمارس المشى على الساحل حوالى كيلو مترين، وفى الطريق أصادف الكثير من الناس الطيبين، وأشعر بسعادة كبيرة وعند عودتى للبيت أبدأ بالكتابة، مع أمل نشر الرواية الجديدة فى معرض دولى للكتاب، مشيرًا إلى انه قرر الاحتفال بعيد ميلاده فى منزله بالساحل الغربى للجزائر رغم أنه لم ينزل بها منذ أكثر من 15عاما، برفقة أخوته وابنته ولكن تغيب زوجتى كونها فى العاصمة فى انتظار وصول ابننا وزوجته، وسوف أذهب لها عقب الاحتفال بعيد ميلادى.

أمام عن أجمل الهدايا التى تلقاها خلال عيد ميلاده، أضاف الروائى الكبير واسينى الأعرج، أن من أجمل الهدايا التى لا انساها على إطلاق هى التى من أمى وهى قطعة ذهبية من عصر نابليون الثالث، وتلك القطعة كانت من ذهبها الخاص وظلت معى إلى أن وضعتها على صدرى فى نفس يوم رحيلها، وقبل شهر سافرت الصين وعند مرورى من جهاز كشف المعادن لم أجدها على صدرى فحزنت على ضياعها وظننت أنها سقطت منى فى الصين.

وتابع الروائى الكبير واسينى الأعرج حديثه: فجأة قالت لى زوجتى زينب الأعوج أننى لم افقدها فى الصين ولكن فى الجزائر، وكان الجمال أنها عثرت علي القطعة الذهبية وسوف تعطينى إياها بمناسبة عيد مبلادى وهذا فى حد ذاته احتفالا جميلا باستلامى من جديد هذه القطعة الذهبية، فهذه هى تلك اللحظات الجميلة التى لا نريد أن نضيعها.

ويعتبر واسينى الأعرج أحد أهمّ الأصوات الروائية في الوطن العربي، وقد ولد فى 8 أغسطس 1954 بقرية سيدي بوجنان الحدودية بتلمسان وهو يشغل منصب أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس.

وقد حصل واسينى الأعرج على العديد من الجوائز عن أعماله الأدبية ففي سنة 2007 على جائزة الشيخ زايد للكتاب (فئة الآداب)، كما حاز سنة 2013 جائزة الابداع الأدبي التي تمنحها مؤسسة الفكر العربي ببيروت عن روايته أصابع لوليتا، وحصل في سنة 2015 على جائزة كتارا للرواية العربية عن روايته "مملكة الفراشة"، وترجمت أعماله إلى العديد من اللغات الأجنبية من بينها: الفرنسية، الألمانية، الإيطالية، السويدية، الدانمركية، العبرية، الإنجليزية والإسبانية. من أعماله الأدبية: رماد الشرق بجزئيها الأول والثاني، مملكة الفراشة، أصابع لوليتا، نساء كازانوفا، ليالى إيزيس كوبيا.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة