يكون هواة الفلك على موعد مع عدد من الظواهر الفلكية التى تزين سماء مصر حتى نهاية شهر أغسطس وبعضها يرى بالعين المجردة ويكون من أجمل المناظر رصدها فى قبة السماء.
فى البداية كشف الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، أن المجموعات النجمية التى يمكن رؤيتها خلال شهر أغسطس باتجاه الشمال (الدب الأكبر/ المغرفة الكبرى).. (العقرب) و(القوس/ براد الشاي) فى الجنوب.
وأضاف أستاذ الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، أن مجموعة الجبار الشهيرة تبدأ فى الشروق فى 4:00 صباحا فى أول الشهر، ثم فى 2:30 صباحا تقريبا فى نهاية الشهر، ويتراءى مثلث الصيف المكون من النجوم الثلاثة اللامعة (النسر الطائر/ الطير - النسر الواقع/ فيجا - ذنب الدجاجة/ دنب) فى الظهور طوال شهر أغسطس عند دخول الليل، ويتراءى المريخ وعطارد بعد غروب الشمس مباشرة لفترات قصيرة، بينما يشرق زحل والمشترى مع تقدم الليل طوال شهر أغسطس.
القمر والمشترى فى مشهد بديع
وفى مشهد بديع تشهد الكرة الأرضية اليوم الإثنين 7 أغسطس، اقتران القمر مع كوكب المشترى (أكبر كواكب المجموعة الشمسية) فى ذلك اليوم، حيث نراهما متجاوران مع بداية شروقهما فى 12:15 بعد منتصف الليل (الدقائق الأولى من يوم 8 أغسطس) حتى اختفاء المشهد فى ضوء الشفق الصباحى من جراء شروق الشمس..
القمر والثريا
ومع يوم غدا الثلاثاء 8 أغسطس، يقترن القمر مع الحشد النجمى Pleiades (الثريا)، وهو أحد ألمع وأشهر الحشود النجمية المفتوحة فى السماء الشمالية، والذى يقع على بعد 440 سنة ضوئية من الأرض.
و يتكون هذا الحشد من عدة مئات من النجوم ولكن ألمع نجومه هم 7 فقط التى يمكن رؤيتها بالعين المجردة السليمة، ولذلك يطلق عليه الأخوات السبع، ويمكن رؤية هذا الاقتران فى غضون الـ 12:50 صباحا بعد منتصف الليل (الساعة الأولى من يوم 9 أغسطس) باتجاه الشرق إلى أن يختفى المشهد فى ضوء الشفق الصباحى من جراء شروق الشمس..
10 أغسطس/ استطالة عطارد.
وفى يوم 10 أغسطس، يصل كوكب عطارد (أقرب الكواكب إلى الشمس/ مرسال الآلهة) إلى أقصى استطالة شرقية له من الشمس تبلغ 27.4 درجة، وهذا الوقت هو أفضل وقت لمشاهدة عطارد وتصويره لأنه سيكون فى أعلى نقطة له فوق الأفق فى السماء الغربية بعد غروب الشمس مباشرة إلى أن يغرب سريعا بغضون 20:50 مساءا تقريبا.
13 أغسطس/ المريخ وعطارد.
أما فى يوم 13 أغسطس، يتراءى كوكب المريخ (الكوكب الأحمر) وكوكب عطارد (أقرب الكواكب إلى الشمس/ مرسال الآلهة) متجاوران باتجاه الغرب بعد غروب الشمس مباشرة فى الفترة من 1 إلى 22 أغسطس تقريبا، إلا انهما يكونا أقرب لبعضهما البعض فى هذا اليوم (أى فى حالة اقتران) ويغربا سريعا بغضون الساعة 20:40 مساءا تقريبا..
13 أغسطس/ زخة شهب البرشاويات
وفى نفس اليوم ايضا تشهد الكرة الأرضية، زخة شهب البرشاويات وهى أفضل زخات الشهب السنوية التى ينتظرها هواة الفلك فى جميع انحاء العالم، حيث يصل عددها إلى 60 شهاب فى الساعة عند الذروة.
و تأتى هذه الشهب بفعل دخول بقايا مخلفات المذنب Swift-Tuttle الذى تم اكتشافه عام 1862، وتستمر دخول هذه المخلفات المسببة للشهب من 17 يوليو إلى 24 أغسطس، ويبلغ ذروتها هذا العام فى ليلة 12 وفجر 13 أغسطس.
وتسقط الشهب كما لو كانت آتية من مجموعة فرساوس/ برشاوش، وهو سبب تسميتها، ولكن يمكن أن تظهر فى أى مكان آخر فى السماء، وأفضل الظروف لمشاهدة زخات الشهب عموما يكون من مكان مظلم تماما بعيدا عن أضواء المدينة بعد منتصف الليل بشرط صفاء السماء وخلوها من الغبار والسحب.
14 أغسطس/ القمر وبولوكس
وفى يوم 14 أغسطس، يقترن القمر مع النجم بولوكس فى برج الجوزاء/ التوأم، حيث نراهما متجاوران فى السماء باتجاه الشرق بغضون 4:25 صباحا تقريبا حتى يختفى المشهد فى ضوء الشفق الصباحى من جراء شروق الشمس.
16 أغسطس/ محاق القمر (محاق صفر)
أما فى يوم 16 أغسطس لن يكون القمر مرئيا فى السماء طوال الليل فى ذلك اليوم إيذانا ببدء ميلاد القمر الجديد، حيث يشرق القمر مع الشمس ويغرب معها تماما فيكون وجهه المضيء مواجها للشمس وبالتالى وجهه المظلم يكون مواجها للأرض.
وتعتبر هذه الليلة هى أفضل الليالى الليلاء خلال الشهر عموما والتى يفضلها الفلكيون كثيرا حيث يتم رصد الأجرام السماوية الخافتة مثل المجرات والحشود النجمية ونجوم الكوكبات البعيدة.
18 أغسطس/ القمر والمريخ
بينما فى 18 أغسطس، يقترن القمر مع كوكب المريخ (الكوكب الأحمر) حيث نراهما متجاوران فى السماء باتجاه الغرب بعد غروب الشمس مباشرة إلى أن يغرب هذا المشهد سريعا بغضون 8:50 مساءا تقريبا.
21 أغسطس/ القمر وسبيكا
أما فى 21 أغسطس، يقترن القمر مع النجم سبيكا Spica السماك الأعزل (ألمع نجوم برج العذراء) ويمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة السليمة حيث نراهما متجاوران فى السماء باتجاه الغرب بعد غروب الشمس مباشرة فى هذا اليوم إلى أن يغرب هذا المشهد بغضون 9:50 مساءا تقريبا.
24 أغسطس/ القمر وأنتاريس..
وفى 24 أغسطس، يقترن القمر فى هذا اليوم مع النجم أنتاريس Antares قلب العقرب، وهو نجم عملاق أحمر تبلغ كتلته عشرة أضعاف كتلة الشمس ويبعد 600 سنة ضوئية عن الأرض، ويمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة السليمة عند دخول الليل، وحتى بداية غروب هذا المشهد بغضون 23:50 مساءا تقريبا.
27 أغسطس/ زحل فى التقابل مع الشمس
وقبل نهاية الشهر فى 27 أغسطس، سيكون كوكب زحل (لؤلؤة المجموعة الشمسية) فى أفضل وضع له بالنسبة للأرض حيث يضيء وجهه بالكامل بواسطة الشمس، ويكون أكثر إشراقا من أى وقت آخر فى العام، وسيتراءى طوال الليل فى ذلك اليوم.
و يظهر كوكب زحل بالعين المجردة كنقطة لامعة فى السماء، ولكن باستخدام التلسكوبات نستطيع مشاهدة وتصوير حلقات زحل وأقماره اللامعة..
30 أغسطس/ القمر وزحل
وفى يوم 30 أغسطس، يشرق القمر مقترنا مع كوكب زحل (لؤلؤة المجموعة الشمسية) فى ذلك اليوم، حيث نراهما متجاوران عند دخول الليل وحتى بداية غروب المشهد مع بداية شروق الشمس صباح اليوم التالى.
31 أغسطس/ (بدر صفر).
أما فى نهاية الشهر، ستشهد الكرة الأرضية (بلو موون : القمر الأزرق/ البدر الثانى فى شهر أغسطس !)، حيث يكتمل قرص القمر ويصبح بدرا كامل الاستدارة يشرق بعد غروب الشمس مباشرة فى هذا اليوم وتبلغ نسبة لمعانه 100 % ويظل بالسماء طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق الشمس فى صباح اليوم التالى.
يبدوا لنا القمر كما لو كان بدرا فى الفترة من 30 أغسطس إلى 1 سبتمبر، وهذا لأن العين المجردة لا تستطيع تمييز النقصان البسيط فى استدارة قرص القمر بسهولة !، وهو ثالث قمر عملاق بين أربعة أقمار عملاقة لهذا العام تأتى تباعا حتى سبتمبر 2023، حيث يكون القمر فى منطقة الحضيض فى مداره حول الأرض، وهى المنطقة القريبة نسبيا إلى الأرض، لذلك يبدو القمر أكبر قليلاً وأكثر إشراقا من المعتاد.
علما بأن وقت اكتمال القمر هو أفضل وقت لرؤية التضاريس والفوهات البركانية والحفر النيزكية على سطح القمر باستخدام النظارات المعظمة والتلسكوبات الصغيرة.
وأشار تادرس إلى أن أوقات الأحداث الفلكية يتوافق مع سماء القاهرة، وأن أفضل الأماكن لمشاهدة الظواهر الفلكية تكون فى السواحل والحقول والصحارى والبرارى والجبال، موضحا أنه ليس هناك علاقة بين حركة الاجرام السماوية ومصير الإنسان على الأرض فهذا ليس من الفلك فى شيء بل من التنجيم.
وتابع : والتنجيم من الأمور الزائفة المتعلقة بالعرافة والغيبيات مثل قراءة الكف والفنجان وضرب الودع وفتح الكوتشينة وخلافه.. فلو كان التنجيم علما لكنا نحن الفلكيين أولى الناس بدراسته، وأنه ليس هناك علاقة بين اصطفاف الكواكب فى السماء وحدوث الزلازل على الأرض، فلو كان ذلك صحيحا لتم ملاحظته من قبل الفلكيين منذ مئات السنين.
وأكد أن الظواهر الفلكية مشاهدتها ممتعة ويحبها الهواة لمتابعتها وتصويرها بشرط صفاء الجو وخلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء، علما بأن الظواهر الليلية ليس لها أى أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومى على الأرض، أما الظواهر النهارية المتعلقة بالشمس فقد تكون خطيرة على عين الإنسان لأن النظر إلى الشمس بالعين المجردة عموما يضر العين كثيرا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة