متحف مفتوح يعكس أصالة المكان.. شارع السوق بنقادة في قنا يضم محلات قديمة تتجاوز 200 عام.. وأعتاب الأبواب شاهدة على مهارة الصناع وتدون التاريخ القبطي.. وقصر الخواجة جبرة تحفة معمارية بطراز أوروبي.. صور

الإثنين، 07 أغسطس 2023 02:00 م
متحف مفتوح يعكس أصالة المكان.. شارع السوق بنقادة في قنا يضم محلات قديمة تتجاوز 200 عام.. وأعتاب الأبواب شاهدة على مهارة الصناع وتدون التاريخ القبطي.. وقصر الخواجة جبرة تحفة معمارية بطراز أوروبي.. صور قصر جبرة
قنا صابر سعيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كل ما حولك يدل على القدم وأن تاريخًا طويلًا عاشه أبناء تلك المنطقة شهد على حكايات كثيرة ما زالت تتناقل إلى اليوم وما زال آثارها متواجدة على الجدران القديمة وأعتاب الأبواب التي تحكي مئات الحكايات عن أصحابها وتنقل تواريخ قديمة كتبت بالقبطية، ووجوه كبار السن التي تستقبلك بالابتسامة والرضا الدائمة لتشعرك بجو من الدفء والمحبة وأن الخير والطيبة باقية ببناء تلك الأشخاص، أما عن الصناعات اليدوية التاريخية فسوف تجدها أيضًا في ذلك المكان الذي احتفظ بعراقته ومبانيه القديمة دون تطوير الكثير منها.

هنا سوق نقادة جنوب محافظة قنا فهو بمثابة المتحف المفتوح الذي ستشاهد فيه كل ما هو قديم وسيأخذك لسنوات ماضية عاشها تلك الأشخاص المتواجدين فيه، فجانب العم محمد يتواجد العم روماني في محبة وسلام وتلائم، يتبادلون التحية في الصباح ثم يعملون بجانب بعضهم البعض دون تفرقة، وعلى الجانب الآخر ستجد العاملون في صناعة الجريد يبدعون بتلك الحرفة في منظر بديع أمام نهر النيل، وادخل المنازل ستجد العاملين في صناعة الفركة وهي صناعة السجاد يبهرونك بما تنتجه أيديهم.

قال ميلاد حنا، أحد سكان الشارع، إن شارع السوق القديم أو كما يطلق شارع القايرية يتواجد منذ مئات السنين، ويضم محلات قديمة ومنازل تعمل في صناعة الفركة وهي صناعة فرعونية كانت تستخدم في صناعة الشال من الحرير والفبر وتصدر إلي السودان وتباع للسائحين، وتلك المعالم لم تتغير عن الزمن الماضي، بالإضافة إلى تواجد أعتاب الأبواب القديمة وهي علامة مميزة بالشارع لن تجدها كثيرًا في أي مكان تحمل عبارات مثل "دار لها الخير تبدا والشر عنها تبعدا، يارب اكفيها شر الأعداء، سعد وعزا بها يدوم، وبركة هذا لله تدوم، جدده القص عطا الله درياس نرماله دون مال غيره في أول توت سنة 1640".

أوضح حنا، أن هذه الكلمات التي تتواجد على أعتاب المنازل، تدل علي قدم سنة الكتابة والتدوين بالعربية والقبطية وذكر صاحب العمل والعام الذي نقشت فيه، كما أن مؤرخي التاريخ القبطي يذكرون أن أول توت تعني أول يوم في عام جديد من التقويم القبطي السابق للتقويم الهجري، ومن التقويم الفرعوني السابق للتقويم الميلادي، وكان النجار يستخدم أدوات بدائية مقارنة باليوم، وهي عبارة عن شاكوش ومنشار ومسامير إن وجدت وآلة للحفر علي الخشب، وكان يمكث في منزل صاحب العمل علي نفقته إلي الانتهاء من الباب أو البلكونة التي يعمل بها.

وأشار مأمون رمزي، مكوجي بقنا، إن تلك المهن من المهن القديمة التي تتواجد بشارع السوق ووراثة في عائلته فالجد علمها للأب والأب علمها له وعلى مدار سنوات عديدة تخطت الـ 40 عاما حافظ على تلك المهنة واستمر في تواجده بالمحل يستقبل زبائنه من كبار السن وكذلك من الشباب الذي يفضلون الكي بالتسخين أو مكوة الرجل عن البخار، لافتًا أن المحل عمره يمتد لأكثر من 100 عاما ولم يمتهن مهنة أخرى إلا الكي طوال حياته حيث أصبحت مصدر رزق رئيسي له.

وأوضح حسان محسب، أنه من المعالم المتواجدة في شارع السوق قصر الخواجة جبرة المبني علي الطراز المعماري الأوروبي، ذات الأبواب والشبابيك والبلكونات التي صممت بزخارف بديعة تعكس مدي إتقان صناع تلك الأخشاب،  ويرجع تاريخ القصر إلي النصف الأول من القرن العشرين، حيث كانت تسكنه أسرة من الأغنياء وجهاء البلدة، ويحتوي علي فناء واسع كحديقة للقصر في ذلك الوقت، وبه مصدر مياه "الساقية" كما شيد المبني من طابقين بمدخل يتصل به من خلال درجات سلم، وعلي يمينه 4 أعمدة من قاعدة وبجسم، وتاج  بزخارف نباتية، ثم إلي داخل القصر مكانًا للاستقبال وغرفتان علي اليمين واليسار.

وبين جرجس ثروت، من الأهالي، أن شارع القصارية يحتوي على سينما مدينة نقادة تواجدت على بعد أمتار من نهر النيل وكان تزامن سينما على الوهاب بقوص والسينمات الشهيرة وقتها، وأشرف عليها أحد المصورين في ذلك الوقت، حيث كان يعرض أفيش الأفلام على سور السينما وما زال هناك أفيش لفيلم معروض على حائط مدخل السينما ويدل على أن تلك الحقبة شهدت أيضا تواجد للسينمات وصناعة الأفلام وكان يتمتع بها أبناء المدينة والقرى أيضًا.

أعتاب قديمة
أعتاب قديمة
 
أقدم مكوجي بالشارع
أقدم مكوجي بالشارع
 
بريد شارع السوق
بريد شارع السوق
 
بيت القاضي
بيت القاضي
 
قصر جبرة
قصر جبرة
 
كلمات مكتوبة على الأعتاب
كلمات مكتوبة على الأعتاب
 
محل قديم بالشارع
محل قديم بالشارع









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة