أميرة خواسك

كيف عبرت أسرة الشيخ القاسمي عن محبتهم لمصر

الأحد، 06 أغسطس 2023 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كل من عاش وتعلم وأمضى سنوات على أرض مصر تعلق بها وحمل مشاعر الحنين والارتباط الذي لا يتوقف عند تلك السنوات التي عاشها في مصر ، وهوما ينسحب إلى كل شيء فيها أهلها وشوارعها مدارسها وجامعاتها أدبائها وفنانيها ، طعامها وشرابها . نرى هذا كثيرا بين من عاش لسنوات في مصر ، ويظل الحنين والذكريات التي يمكن إنعاشها بزيارات أو تواصل مع الأصدقاء. لكن تظل هناك حالة استثنائية أعتقد أننا لم نر مثلها من قبل في كل من عشقوا وارتبطوا بهذا البلد ، انه الدكتور الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة.

لعل كل من اهتم بالعمل الثقافي في مصر يعرف جيدًا إسهامات هذا الرجل ، والعدد الهائل من المشروعات الثقافية التي نفذها وساهم فيها على أرض مصر محبة ووفاءا وعرفانا ، وقد شاهدنا وسمعنا جميعا ما قاله حول رغبته الملحة عقب نكسة ١٩٦٧ ، للتطوع في الجيش حين كان يدرس في كلية الزراعة بجامعة القاهرة ، وحين رُفض طلبه أخذ يعترض ويصيح انه يمكن أن يؤدي أي عمل لخدمة الجنود المصريين! ولم تتوقف هذه المحبة والروح لدى الدكتور سلطان طوال هذه السنوات.

منذ عقود والشيخ سلطان القاسمي يقدم مساهمات فريدة لمصر ، ربما يتركز معظمها في الجوانب الثقافية ، وقد امتدت في ربوع مصر وتنوعت بين الأعمال الإنسانية والاجتماعية إلى بناء صروح ثقافية ورعايتها والعمل على استمرار نجاحها ، وعلى الرغم من أهمية وروعة كل هذه المساهمات ، لكن يأتي بناء دار لرعاية المسنين من الفنانين هو الأكثر إنسانية.

فمنذ عدة أشهر تم افتتاح ( دار القوى الناعمة) لرعاية الفنانين في مرحلة الشيخوخة ، ولعلنا جميعا قد شاهدنا وقرأنا حالات مؤسفة وبائسة لفنانين أسعدونا وملئوا الدنيا بهجة وصخبا وكانوا نجوما متلألئة في سماء مصر ، ثم عبر عليهم الزمن والمرض والحاجة ، وماتوا فقرًا وقهرا ، من هنا تأتي أهمية ما قدمه الدكتور سلطان القاسمي لتكريم هذه الرموز فيما بقي من عمرهم .

ربما تكون هناك صروح ثقافية وفكرية ساهم فيها الشيخ سلطان أكبر كثيرًا من هذه الدار ،  دار المسنين من الفنانين- لكنها في رأيي – هي الأكثر إنسانية على الإطلاق ، لأن هؤلاء الفنانين ما أن يبتعدوا عن الأضواء حتى ينساهم جمهورهم وربما ذويهم ، ويتحولون من نجوم إلى مثيري شفقة لعلها تتجاوز الشفقة على أي إنسان آخر .

المثير للدهشة أنه ليس الشيخ سلطان وحده هو من يقدم على هذه الأعمال ، لكن عقيلته سمو الشيخة جواهر القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشئون الأسرة بالشارقة لها أيضا الكثير من الإسهامات التي تعبر عن محبتها أيضا لمصر، التي عاشت وتعلمت فيها في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة ، وهي ترعى الكثير من المشروعات الاجتماعية والإنسانية في صمت ودون ضجيج ، لعل أبرز هذه المساهمات هو تلك المدرسة الثانوية النموذجية للبنات التي تحمل اسمها في منطقة بولاق الدكرور ، ولا تقبل سوى الطالبات المتفوقات وتحتوي على أحدث المعامل والملاعب ومسرحا وفصول نموذجية ، وغرف أنشطة موسيقية وفنية ومكتبة متميزة ، كما أن الشيخة جواهر قد ساهمت ببناء مبنى كامل في المعهد القومي للأورام ، وأعمال أخرى كثيرة ، كلها تعبر عن المشاعر الجياشة لهذه الأسرة العريقة ، التي لم تكتف بالمشاعر فقط ،  لكنها  ترجمتها لصروح كبيرة تساهم في إسعاد أهل مصر .







مشاركة



الموضوعات المتعلقة

ذات الفستان الأزرق وحماة الشرف

الإثنين، 19 يونيو 2023 07:19 ص

عندما يستهين الفنان بالجمهور

الإثنين، 29 مايو 2023 09:03 ص

السحر والقرض والجهل

الثلاثاء، 14 مارس 2023 07:00 ص

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة