إن المتابع لتحركات مصر خارجيا بقيادة الرئيس السيسى لا تأتى من فراغ، بل بخطوات محسوبة تستهدف الوطن والمواطن على الصعيد الوطنى وأبناء القارة الأفريقية على الصعيد القارى.
فالبرغم من الظروف والتحديات الاقتصادية الصعبة التى تمر بها مصر وليدة الأزمة الاقتصادية العالمية، إضافة أيضا إلى التحديات السياسية على الصعيد الدولى وكذالك على الصعيد الاقليمى الناشئة عن الأوضاع الحالية فى دول الجوار عبر حدود مصر .
إلا أن كل هذه التحديات لم تشغل بال أو تعرقل فكر ومنهج ومسيرة الرئيس السيسى. فى التركيز على الحفاظ على دور مصر الريادى فى أفريقيا من خلال استثمار علاقاتها التاريخية بالقطب الروسى وآخرها ممثلا فى الرئيس بوتين، لذا كانت مشاركة مصر فى قمة بطرسبورج تجسيدا لدور مصر فى القيام بدورها فى محاولة من الرئيس نحو انقاذ الشعوب الأفريقية من إخطار المجاعة الناتجة عن غياب التنمية وخطر المجاعة ونقص الغذاء والحبوب نتيجة الصرعات السياسية الدولية والحروب الأهلية والتغير المناخى، فكان ذلك حافزا للرئيس أن تظل وتلعب مصر دورها جسرا للتعاون والتكامل الأفريقى الروسى من أجل تنمية الشعب الأفريقى بشكل عام ومصالح ومستقبل الشعب والمواطن المصرى بشكل خاص.
اثمرت القمة الروسية- الأفريقية الثانية يومى 27 و 28 يوليو فى بطرسبورج ليس فقط عن أهداف مثل السلام والاستقرار لشعوب المنطقة الأفريقية بل الأهم أيضا عن كم هائل من الاتفاقات وبروتوكولات ومشروعات تنموية عملاقة، حيث انتهت القمة الروسية- الأفريقية الثانية نحو اعتماد إعلان ختامى شمل جميع المجالات.
انتهت القمة لاعتبار الإعلان الختامى وخطة العمل المشترك حتى عام 2026 واحدا من أهم نتائج للقمة فى الوثيقة النهائية، كذلك الاتفاق على تعزيز التعاون لمكافحة القيود التى تعرض أفريقيا لخطر المجاعة، فضلا عن قيام روسيا بمساعدة دول القارة فى التغلب على مشكلة نقص الغذاء- ليصل المتوقع من حجم الإمدادات لنصف عام 2023 لمعدل مساو تقريبا لمستوى عام 2022 بأكمله، إضافة إلى إمداد الدول الأفريقية بالحبوب سواء على أساس تجارى أو مجانى.
هذا فضلا عن إطلاق برنامج مساعدات للرعاية الصحية بقيمة 1.2 مليار روبل للبلدان الأفريقية، ومساعدة الدول الأفريقية فى تطوير قطاع الطاقة وستظل مصر بالإرادة السياسية الحكيمة جسرا للتكامل الأفريقى الروسى من أجل تنمية الشعوب الأفريقية والسلام والاستقرار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة