لماذا تشترى أمريكا والغرب الوقود النووي الروسي؟.. موسكو توفر 50% من اليورانيوم العالمي.. بلومبرج: العداء مع الكرملين يضع الأمريكيين في خطر.. بايدن وحلفاؤه يبحثون عن بدائل.. وروسيا تتحدى: ليس لنا منافس

الثلاثاء، 29 أغسطس 2023 06:00 م
لماذا تشترى أمريكا والغرب الوقود النووي الروسي؟.. موسكو توفر 50% من اليورانيوم العالمي.. بلومبرج: العداء مع الكرملين يضع الأمريكيين في خطر.. بايدن وحلفاؤه يبحثون عن بدائل.. وروسيا تتحدى: ليس لنا منافس جو بايدن وفلاديمير بوتين
كتبت: نهال أبو السعود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحركت الولايات المتحدة وحلفاؤها لفرض حصار على صادرات النفط والغاز الطبيعي والفحم الروسي، بعد إرسال الرئيس الروسي قواته لاوكرانيا، لكن عندما يتعلق الأمر بالطاقة النووية، كشفت وكالة بلومبرج أن شركة "روساتوم" الروسية لازالت المصدر الأساسي للوقود لمحطات الطاقة النووية في أمريكا والعالم، حيث توفر الشركة الروسية نصف الطلب العالمي على اليورانيوم المخصب.

كانت تفاصيل دورة الوقود النووي واحدة من أسرار البشرية الأكثر حراسة منذ تصميمها لأول مرة من قبل العلماء في مشروع مانهاتن خلال الحرب العالمية الثانية لأن نفس المواد والعمليات المستخدمة في صنع وقود المفاعلات يمكن استخدامها أيضًا في صنع الأسلحة.

 يتم تشغيل المحطات النووية باليورانيوم، الذي يمر بعملية صناعية دقيقة قبل أن يتم استخدامه في المفاعلات ويجب استخراج العنصر وطحنه وتحويله إلى شكل غازي، حيث تقوم مرافق التخصيب بفصل النظائر التي تمثل حوالي 0.7% من المعدن الثقيل، وتحويلها إلى شكل مسحوق يمكن دفعة بدقة في قضبان يتم تجميعها في مجمعات الوقود للمفاعلات

تأتي السيطرة الروسية في المجال من مشاركة روساتوم في كل جزء من سلسلة التوريد، بدءًا من استخراج الخام وحتى تخصيب الوقود وتسليمه على عكس الشركات الغربية.

وقالت بلومبرج إن الشركة هي تعبير عن القوة الجيوسياسية للكرملين بقدر ما هي شركة مدرة للربح وقد لعب هذا الالتزام على مستوى الدولة لصالح روسيا. وعندما ابتعد المستثمرون الدوليون عن الطاقة النووية في أعقاب حادث فوكوشيما في عام 2011، أفلست بعض الشركات الغربية المشاركة في دورة الوقود، بما في ذلك شركة أريفا في فرنسا، وشركة التخصيب الأمريكية، وشركة وستنجهاوس للكهرباء.

وتدخلت روسيا، فنجحت في بناء حصتها في السوق، ليس فقط بين الأسطول العالمي الحالي من المفاعلات النووية، لكن من خلال تقديم التمويل للمشاريع الأجنبية الجديدة وفي المجمل، تغطي روسيا نحو 30% من طلب الاتحاد الأوروبي على اليورانيوم المخصب.

 

أمريكا في خطر

نمت التجارة النووية بين روسيا وأمريكا في أعقاب الحرب الباردة في إطار ما يسمى ببرنامج ميجا طن إلى ميجاوات، والذي قام بتحويل 500 طن من اليورانيوم الروسي المستخدم في صنع الأسلحة إلى وقود مناسب للمفاعلات الأمريكية.

ولا تزال روسيا المزود الرئيسي لخدمات تعدين اليورانيوم وطحنه وتحويله وتخصيبه للمرافق الأمريكية، مما يعرض المستهلكين الأمريكيين لاضطراب محتمل.

في عام 2022، قامت روسيا بتزويد حوالي ربع اليورانيوم المخصب الذي اشترته مفاعلات الطاقة النووية الأمريكية، وفقًا لأرقام الحكومة الأمريكية. وتقوم شركة روساتوم حاليا بتزويد الولايات المتحدة بكل ما يسمى هاليو، وهو نوع من اليورانيوم المخصب.

 

محاولات تقليل الاعتماد على روسيا

تسبب الضعف الاقتصادي في الغرب إلى تعاون غير مسبوق في إعادة تشغيل دورة الوقود النووي، وتعهدت الولايات المتحدة وكندا في مارس بإعادة بناء قدرات أمريكا الشمالية بشكل مشترك.

وتابعت أمريكا وبريطانيا وكندا واليابان وفرنسا باتفاق منفصل لتطوير "سلاسل التوريد المشتركة التي تعزل روسيا". ويدرس الكونجرس الأمريكي فرض قيود محلية على واردات اليورانيوم الروسي وحوافز الاستثمار لجذب موردين جدد.

ويتضمن قانون المناخ والطاقة النظيفة الذي أصدره الرئيس جو بايدن، والذي تم إقراره العام الماضي، 700 مليون دولار لتطوير إمدادات الوقود المحلية للمفاعلات المتقدمة، ويعتقد المسؤولون التنفيذيون في الصناعة أن الأمر سيستغرق حوالي خمس سنوات لإكمال المحور بعيدًا عن موسكو.

 

الرد الروسي

وفي العام الذي أعقب حرب أوكرانيا، قامت روساتوم بزيادة صادراتها بأكثر من الخمس بينما وقعت صفقات جديدة في الأسواق الناشئة، وصرحت الشركة لعملائها في يونيو إن الجهود الرامية إلى التنويع بعيداً عن الإمدادات الروسية تبدو أشبه بوحش "فرانكنشتاين" مؤكدة أنه في حين تمتلك كل دولة غربية أجزاء فردية من سلسلة إمداد الوقود النووي، فإنه لا يمكن لأي دولة بمفردها أن تنافس العلامة التجارية الخاصة بها من التكامل الرأسي.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة