تواصل الوحدات العسكرية التابعة للجيش الوطني الليبي لليوم الثاني على التوالى العملية العسكرية ضد المرتزقة والعناصر الخارجة عن القانون في مدن الجنوب الليبي، وذلك بعد إطلاق القيادة العامة لعملية عسكرية لإرساء الأمن والاستقرار في المناطق المحاذية للحدود الجنوبية.
ونفذت الوحدات العسكرية الليبية عملية إنزال ومظلات للقوات الخاصة بلواء طارق بن زياد التابعة للجيش الوطني، وذلك بالقرب من جبال كلنجا القريبة من الحدود التشادية بعد استهداف سلاح الجو تجمعات للمعارضة التشادية.
وأكدت القيادة العامة للجيش الليبي أن القوات الجوية وجهت ضربات جوية للمجموعات المسلحة الأجنبية على الحدود الليبية – التشادية مع قيامها باستطلاع جوي دائم عبر مظلة جوية فوق منطقة العمليات العسكرية في أقصى الجنوب الليبي.
أطلق الجيش الليبي، أمس الجمعة، إطلاق عملية عسكرية لتأمين الحدود الجنوبية للبلاد، وذلك بسبب التوترات الأمنية التي تشهدها الدول المحاذية للجنوب الليبي.
وأوضحت القيادة العامة للجيش الليبي، في بيان، أن العملية سيشارك فيها نخبة من القوات المسلحة الليبية، وستكون برا وجوا، مشددة على أنها لن تتوقف حتى تحقيق أهدافها.
ولفت الجيش الليبي إلى أن هذه العملية العسكرية سببها التوترات السياسية والأمنية التي تمر بها دول جنوب الصحراء، ما أدى إلى ضعف سيطرة هذه الدول على حدودها البرية مما ساعد في تحرك خلايا الجماعات الإرهابية والإجرامية بشكل واضح، مشددة على أنها لن تسمح بأن تكون ليبيا منطلقا لأي جماعات أو تشكيلات مسلحة تشكل تهديدا على دول الجوار، كما تعهدت بالحفاظ على حالة الاستقرار والأمن بالجنوب الليبي.
بدوره، أكد مدير إدارة الإعلام والتعبئة بالجيش الوطني الليبي، المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة الليبية اللواء أحمد المسماري أن العملية العسكرية تهدف إلى تطهير الجنوب الليبي، مشيرا إلى رفض استغلال الجنوب ليكون محطة تهريب البشر وهو ما يتطلب تدخل القوات المسلحة الليبية للمحافظة على سلامة المواطنين الليبيين وممتلكاتهم وسيطرة الدولة على كامل اقليمها الجغرافي وانفاذ القانون.
وأوضح اللواء أحمد المسماري في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن الوحدات العسكرية التابعة للجيش الوطني الليبي مستمرة في العمليات التي تستهدف تطهير الجنوب الليبي، مضيفا "وحداتنا العسكرية مستمرة حتى إتمام كافة المهام والواجبات المسندة إليها."
إلى ذلك، بحث آمر غرفة عمليات القوات البرية بالجيش الليبي العميد صدام خليفة، رفقة آمر قوة عمليات الجنوب اللواء المبروك سحبان، سير العملية العسكرية في جنوب البلاد وصولا إلى الحدود مع تشاد، وذلك في إطار رغبة الجيش الليبي في تطهير المنطقة من العصابات المسلحة وضبط الأمن وتأمين الحدود ومكافحة الهجرة غير الشرعية.
في السياق نفسه، أكدت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الليبي أن عناصر القوات المسلحة نفذت عملية إخلاء وتطهير لأكثر من 2000 وحدة سكنية في منطقة أم الأرانب جنوب البلاد، مشيرة إلى تواجد عدد كبير من المعارضة التشادية وعائلاتهم في المنطقة ما يستلزم تدخل الجيش الليبي لتوفير التأمين اللازم للشركات العاملة في تطوير الوحدات السكنية في العمارات الصينية بمنطقة أم الأرانب.
ولفتت شعبة الإعلام الحربي إلى أن القوات المسلحة الليبية ستعمل جاهدة لحفظ أمن ليبيا في كل شبر من أرضها وستضرب بيد من حديد كل من يقف في طريقها أو يحاول زعزعة امن البلاد او التعدي على حدودها.
كان أعضاء مجلس الأمن الدولي قد أكد خلال الأيام الماضية ضرورة التزام كافة الأطراف الليبية باتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 23 أكتوبر 2020، وتسريع التنفيذ الكامل لأحكامه، بما في ذلك خطة العمل التي وافقت عليها لجنة "5+5" في جنيف في الثامن من أكتوبر العام 2021، التي من المقرر تنفيذها بشكل متزامن ومرحلي وتدريجي ومتوازن.
وفي هذا السياق حث البيان على احترام ودعم التنفيذ الكامل للاتفاق، بما في ذلك من خلال انسحاب جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا دون مزيد التأخير، وشددوا على ضرورة إنشاء هيكل أمني جامع وموحد وخاضع للمساءلة بقيادة مدنية.
وحذر البيان الأفراد أو الكيانات الذين يهددون السلام والاستقرار أو الأمن في ليبيا، أو يعيقون أو يقوضون استكمال عملية الانتقال السياسي بنجاح، بما في ذلك عن طريق عرقلة الانتخابات أو تقويضها، قد يتم إدراجهم على قوائم عقوبات مجلس الأمن، مختتمين بيانهم بتأكيد التزامهم بسيادة ليبيا واستقلالها وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة