أكد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات الكاتب الصحفي ضياء رشوان، تسارع التطورات في النظام العالمي بشقيه السياسي والاقتصادي بشكل متلاحق في السنوات الأخيرة، حيث تتغير موارد القوة في العلاقات الدولية، ومراكز التأثير، وأنماط التحالفات وتجمعات المصالح، مشيرًا إلى أن مصر أدركت التحولات الراهنة في النظام العالمي؛ لذا سعت لتنويع دوائر علاقاتها بما يؤمن مصالحها الاستراتيجية.
وقال رشوان، في افتتاحية العدد الـ11 من دورية "آفاق آسيوية"- دورية علمية سياسية شاملة تصدرها الهيئة العامة للاستعلامات، : "إننا أمام إعادة تشكيل النظام الدولي، على نحو يشبه ما حدث عقب الحرب العالمية الثانية ولكن بأدوات العصر الراهن.. أدوات امتلاك تكنولوجيا العصر، والقدرات الصناعية والإنتاجية، وأساليب المنافسة الحديثة على الأسواق والتجارة والنفوذ الثقافي في ساحاته الجديدة، بما في ذلك العالم الافتراضي، الذي أصبح أكبر مؤثر في واقع الأفراد والشعوب".
وأضاف أنه في ضوء هذا الواقع المتغير، فإن الحفاظ على المصالح الوطنية في الحاضر والمستقبل، وحماية هذه المصالح يتطلب إدراكاً كاملاً وواعياً لطبيعة هذه المتغيرات وما يأتي وراءها وقراءة أبعادها وآثارها، والتحرك بمرونة واستجابة استراتيجية لضرورات المرحلة الراهنة.
وأشار رشوان إلى أنه في هذا السياق، جاءت التحركات المصرية المكثفة تجاه الشرق، على نحو يكمل ويدعم شبكة علاقات مصر الدولية مع القوى الصاعدة، والشركاء على المستوى الاستراتيجي والاقتصادي، وذلك إلى جانب علاقات مصر متعددة الجوانب مع الشركاء السياسيين والاقتصاديين في أوروبا والغرب عموماً، وهي الدول التي يبدو في الأعوام الأخيرة أنها الأكثر معاناة من تأثير المستجدات الدولية، خاصة آثار جائحة "كورونا" ثم الأزمة الروسية الأوكرانية، فضلاً عن علاقات مصر الوثيقة مع الأشقاء في الأمة العربية ومع القارة الإفريقية.
ولفت إلى أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى كل من الهند وأذربيجان وأرمينيا، قد حملت الكثير من الدلالات بشأن إدراك مصر للتحولات الراهنة في النظام الدولي، وأهمية الاستجابة لمتطلباتها، فهذا التحرك المصري جاء في دائرة غير تقليدية من دوائر سياسة مصر الخارجية وتوسيع وتنويع هذه الدوائر، وفق ما تحكمه وتطلبه مصالح مصر السياسية والاقتصادية والتجارية والاستراتيجية.
وتتيح دورية "آفاق آسيوية" الفرصة للباحثين من كافة دول العالم لنشر دراسات وبحوث وتقارير تتناول كافة القضايا الآسيوية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والثقافية، ويرأس تحريرها المستشار عبد المعطى أبو زيد رئيس قطاع الإعلام الخارجي، ويعمل مستشارًا أكاديميًا لتحريرها الدكتور حسن أبو طالب، ومديرة التحرير دكتورة سمر إبراهيم محمد، ويشارك في هيئة تحكيمها عدد من الرموز الآسيوية من مصر والصين والهند واليابان، ويتم إصدارها في نسخ ورقية وإلكترونية، كما يتم إطلاقها على موقع الهيئة على الإنترنت وتوزع مجاناً في مصر وأنحاء العالم.
وفي إطار تدعيم التوثيق المعرفي لدورية "آفاق آسيوية" تم اعتمادها من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا وبنك المعرفة المصري، وتعد أول دورية في الهيئة العامة للاستعلامات حصلت على أعلى تقييم من المجلس الأعلى للجامعات، وتم إدراجها في قاعدة بيانات (Euro Pub) دليل المجلات العلمية والأكاديمية.
ونظراً لأهمية التغيرات السياسية والاقتصادية في القارة الآسيوية، جاء ملف العدد بعنوان "آسيا والتغيرات الدولية"، حيث تضمن دراسات عن انعكاسات الأزمة في أوكرانيا على آسيا، وتطور الطاقة النووية واتجاهاتها في القارة الآسيوية، والتغيرات الاقتصادية بآسيا في ضوء التغيرات الدولية، وتصاعد الدور الهندي في القارة الآسيوية، ومستقبل التكتلات الاقتصادية في آسيا.
وأشار رشوان إلى أن العدد الجديد من الدورية يتضمن دراسات في قضايا مختلفة، ومنها: الاستراتيجية الامريكية تجاه منطقة الاندو- باسيفيك، والأمن السيبراني في استراتيجية الأمن القومي الروسي، والحركات الانفصالية في جنوب تايلاند (2004-2022).
كما تضمن مجموعة من التقارير المتنوعة عن: أزمة محادثات معاهدة "ستارت الجديدة" بين الولايات المتحدة وروسيا، والإدارة اليابانية بين المحاكاة وجاذبية الابتكار، وتأثير الأزمة الروسية الأوكرانية على سياسة اليابان الأمنية، والهند وفرص وتحديات استراتيجية أداء الأدوار في منطقة الشرق الأوسط، والسياسة الدفاعية الجديدة لليابان: الأبعاد والدوافع، ونتائج انتخابات كازخستان الرئاسية، وشيهان كاروناتيلاكا وأدب سيرلانكا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة