النقد الانطباعى "التأثرى".. الطريقة قديمة والمصطلح يعود للقرن الـ19

الإثنين، 21 أغسطس 2023 06:00 م
النقد الانطباعى "التأثرى".. الطريقة قديمة والمصطلح يعود للقرن الـ19 كتب
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صار مفهوم النقد الانطباعى مثار "جدل" بين بعض المهمومين بالشأن الثقافي، ونحن لن نسعى للحكم على أحد، لكن من باب التوضيح، نتحدث عن النقد الانطباعي، وهو طريقة فى قراءة العمل الأدبى قديمة، لا يمكن لأحد أن يدعى أن اخترعها أو حتى اكتشفها:
 
من خلال بحث موجود على الإنترنت ضمن منشورات جامعة المستنصرية فى العراق، قرأت بحثا عن النقد الانطباعي، هو بمثابة محاضرة قدمتها الدكتورة ندى سالم عيدان، تحدثت فيها عن مفهوم النقد الانطباعي، فقالت:
 
مفهوم النقد الانطباعي:
هو نقد يصدر من شخص تحت تأثير الانطباعات الأولية السريعة الذوقية أو المزاج الخاص الفردي، ولم يصدر عن تفكير عميق وتأمل ودراسة معمقة، كما يكون هذا النقد أحكاما جزئية عامة سريعة غير معللة، يصف فيها الناقد النص ولا يبين الأسباب التى دفعته إلى ذلك. 
 
ويتميز هذا النوع من النقد بالسذاجة والبساطة والمبالغة فى إصدار الأحكام، لأنه مبنى على الانفعال والتأثر والنظرة العجلى، ولم يبن على قواعد وأسس علمية صحيحة اتفق عليها العلماء. 
 
هذا والمتتبع للنصوص النقدية العربية منذ النشأة يراها " بسيطة، حيث كان الناقد يعتمد على ذوقه وانطباعه الفطري، يوجه نقده للشعر فى كلمة أو جملة تجاه بيت أو عدة أبيات كانت قد تركت فى نفسه أثرا معينا، لان الانطباع البسيط فطرى فى الإنسان" وهى هنا اعتمدت على رسالة ماجستير لـ إبراهيم صدقة، بعنوان التأثرية و النقد التأثرى عند محمد مندور.
 
وبالاطلاع على كتاب "مناهج النقد الحديث" لـ عبد الله خضر نجد تحت عنوان "المنهج الانطباعى (التأثري):
وهو المنهج الذى يعتمد على الذوق الخاص القائم على التجربة الشخصية فيبتعد عن المنهج الموضوعى العلمى، فهو نقد ذو طابع غير مقنع، لأنه لا يهتم بالنصوص، بل كل اهتمامه بأثرها على نفسه فمقياسها الشعور والذوق، وبذلك فهو كل نقد أخرجه صاحبه تحت تأثير الانطباعات الأولية السريعة، أو الأهواء الشخصية المتحيزة، أو المزاج الفردى الخاص، ولم يخرجه نتيجة تأمل ودراسة مدققة تعتمد على معايير وضوابط متفق عليها.
 
ويكون غالبا هذا النوع من النقد أحكاما غير معللة، إذ يصف الناقد النص بصفة ما ولا يفصلها، ولا يبين الأسباب التى جعلته يطلقه، كأن يقول: هذه أعظم قصة أو مقالة أو هذا أشعر بيت أو أبدعه.. ويذكر أسباب سطحية غير مقنعة لا تكفى أن يحكم عليها بهذا الحكم، وغالبا ما يكون حكم الناقد على حسنة معينة فيعممها على كل النص أو خطأ معين فيعممه.
وقد ظهر مصطلح النقد التأثرى فى فرنسا، فى القرن التاسع عشر الميلادي، وإن كانت هذه الظاهرة النقدية موغلة فى القدم، فإن المصطلح ظهر متأخرا وكان ظهوره طبيعيا فى هذه الحقبة الزمنية، التى شهدت تطورا ملموسا، فى مختلف المجالات الأدبية والنقدية والفنية عامة.
 
كما مهدت أفكار الناقد "أرنست رينان" الذى صرح بأن الإبداع الفنى ما هو إلا ذلك الذى يمثل الجمال الخالد اللانهائى للطبيعة الإنسانية، وأن كل شيء يثير الإعجاب والنقد، لما جاء بعده من تنظير للنقد الانطباعي:
وخطوات المنهج الانطباعى تتكون من:
 
1- قراءة النص الأدبى بشكل دقيق ومتأن.
2- تسجيل الانطباعات الفردية للناقد التى تفاعلت وتأثرت بمواطن الإبداع.
3- تفسير هذه الانطباعات وشرحها بحجج موضوعية تستند إلى أصول ومبادى العمل الأدبى وفنونه.
 
أما أهم خصائص المنهج فهي:
1- محاربة القواعد العلمية البحتة والمعايير النقدية الأكاديمية والحكم للذوق الذاتي.
2- المبالغة فى استحسان النصوص أو استهجانها وجعل المزاج معيارا نقديا له.
3- العدول عن النصوص المدروسة إلى فضاءات الذات الشخصية للناقد.
4- الإكثار فى استعمال اللغة الإنشائية الشاعرية ويطغى عليها ضمير الفرد المتكلم.
 
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة