المزادات على مدار 100 عام.. كيف أثرت على سوق الفن؟

الأحد، 20 أغسطس 2023 04:00 م
المزادات على مدار 100 عام.. كيف أثرت على سوق الفن؟ لوحة نساء الجزائر
عبد الرحمن حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قبل 100 عام لم تكن فكرة مزادات الأعمال الفنية تبلورت بعد بل كانت مجرد تطلع قابل للتنفيذ ولما بدأت المزادات القديمة كانت المبالغ التي يجري استثمارها مختلفة فلم تكن لوحات بيكاسو وفان جوخ تباع بالملايين بل يمكن القول إن لوحة كرم العنب للفنان فان جوخ بيعت مقابل 400 فرنك فقط في نهايات القرن التاسع عشر ومن هنا تحولت إلى لوحة تقدر بمئات الملايين ما يعكس تغير طبيعة الزمن وبزوغ فكرة محل أخرى.

تغيرات القيمة

لنبدأ من لوحات بابلو بيكاسو فقد بيعت لوحة إحدى لوحات نساء الجزائر عام 2015 "النسخة O" ، اللوحة الأخيرة في السلسلة ، التى رُسمت عام 1955 بمبالغ متصاعدة فبيعت اللوحة بمبلغ 31.9 مليون دولار في نوفمبر 1997 ، كجزء من مجموعة جانز ، في كريستيز في نيويورك وتم أيضًا بيع ثلاثة إصدارات أخرى من السلسلة التي تملكها عائلة جانز في المزاد في نفس الوقت. تم شراء "النسخة O" من قبل تاجر الأعمال الفنية البريطاني ليبي هوي.

تم بيع "الإصدار O من اللوحة " بالمزاد العلني في دار كريستيز نيويورك للمرة الثانية في مايو 2015 ، حيث بيع بمبلغ 179.4 مليون دولار بما في ذلك الرسوم وهو سعر قياسي للوحة في المزاد.

وهنا يتبين فارق الشعر الذى يبلغ حوالي 150 مليون دولار أي ما يعادل خمس أضعاف سعر اللوحة في البداية، ومن هنا تتجلى الحقيقة التي تخبرنا عن بزوغ فكرة الاستثمار في الفن وهو مفهوم تجلى بشدة مع بدايات القرن الحادي والعشرين فلم يعد الأمر متعلقا بالفن فقط وإنما بالاستثمار، ومنه هنا نشأ محور آخر من محاور سيولة الفن فقد أصبح الفن يعرض ليباع ويمكن الإتجار فيه وزيادة قيمته وبالتالى صار المستثمرون يتسابقون على المزادات التى باتت قبلة للاستثمار ووعاء للقيمة، وقد صار فنانون كبار ينتجون الفن من أجل كسب المال ما سرع تحول الفن التشكيلى إلى صناعة ومخزن للمال ووعاء للقيمة.

المزادات تحقق مبيعات مرتفعة

حققت المزادات التى أقيمت خلال العام الجارى نموا كما حققت المزادات التى أقيمت العام الماضى أيضا نموا مقارنة بالفترة التى صاحب انتشار فيروس كورونا وقد حققت دار كريستيز فى الربيع مبيعات بقيمة 426.6 مليون دولار (506.5 مليون دولار مع رسوم) من خلال بيعها المسائى المكون من جزأين فى نيويورك قبل أيام وهى نتيجة جيدة "بالنظر إلى العالم الذى نحن فيه" وفقا لما ذكره رئيس دار المزادات أليكس روتر.

وقال: "شعرنا أننا ندخل فى وضع قد يكون صعبًا" فى إشارة إلى الصورة الاقتصادية التى تخيم عليها المخاوف المستمرة من ركود محتمل وأزمة مصرفية، وأسعار فائدة أعلى بكثير مما كانت عليه خلال المزاد الأمريكى الأخير الكبير فى نوفمبر الماضى وأضاف روتر : "كان سوق الفن بحاجة إلى دفعة".

قفزة كبرى فى الشراء عبر الإنترنت

في عام 2019، شكلت مبيعات الأعمال الفنية والمقتنيات عبر الإنترنت 7.5٪ فقط من مبيعات الأعمال الفنية العالمية، وفقًا لتقرير Hiscox Online Art Trade ومع ذلك، فإن الوباء حفز التغيير السريع فبحلول عام 2020 قفزت المبيعات عبر الإنترنت إلى 15.8٪، وبحلول نهاية عام 2021، كان ما يقرب من ثلثي مشتري الأعمال الفنية قد اشتروا الأعمال الفنية أو المقتنيات عبر الإنترنت تكيف السوق بسرعة لاحتضان التكنولوجيا والعالم الافتراضي، مما يتيح للمشترين والمجمعين الوصول إلى الموارد مثل معلومات الخلفية، والأهم من ذلك، بيانات التسعير.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة