قضت محكمة جنايات الأقصر برئاسة المستشار كمال شمروخ، اليوم الأحد، بإعدام سيدتين لاتهامهما بقتل طفل وإلقاء جثمانه فى إحدى ترع المحافظة، وهى القضية المقيدة برقم 1538 لسنة 2022 كلى الأقصر، وذلك عقب إحالة أوراق المتهمين من النيابة العامة للمحاكمة أمام الجنايات بالأقصر، إلى فضيلة المفتى لإصدار الرأى الشرعى فى إعدامهما.
وقالت المحكمة، فى نص الحكم بالإعدام على المتهمتين، ما يلي: "إنه فى 2 أغسطس 2022، بدائرة مركز طيبة شمال الأقصر، المتهمين الأولى والثانية، قتلا عمدا من سبق الإصرار والترصد، المجنى عليه الطفل محمود جابر ابراهيم، بأن بيتا النية وعقدتا العزم على قتله، وأعدتا لذلك الغرض سلاحا أبيض "سكين"، بعد استدراجه إلى مسكنهما وقامتا بسد فاه بقطعة مبللة من القماش، لكتم أنفاسه، ثم كالت له ضربة واحدة استقرت فى رقبته بسلاح أبيض سكين، والتى أودت بحياته، وذلك حال تواجد المتهمة الثانية فى مسرح الجريمة للشد من أزرها، والمتهم الثالث أخفى جثة الطفل القتيل والقاه فى الترعة دون إخبار جهات الاقتضاء".
وتابع قاضى المحاكمة:-"إن تلك الواقعة تعود بنا إلى عشرينيات القرن الماضى، حيث ارتكبت المتهمتين ريا وسكينة فى الاسكندرية وقائع عدة استهدفت كثير من ضحاياهم، وكانت الجناية الأولى عندما ألمحت لهما زوجة عمهما بسوء سلوكهما، فأضمرا لها الشر وعقدتا العزم على قتلها، ومن ثم تتشابه جرائم ريا وسكينة فى كثير منها مع تلك الواقعة المطروحة علينا، والطفل القتيل وهو ابن عمهما تربطهما به علاقة الدم والرحم، كانت كل جريرته أن أباه وهو عمهما قد أسدى النصح إليهما، بإتباع السلوك القويم، والعزوف عن الطريق المعوج، والخروج من حمأة الرزيلة، إلا أن ذلك النصح لم يروق لهما ولم يجد التوجيه والإرشاد قبولا لديهما فضجرا منه، وسخطا عليه، وأوغر قلبيهما بالحقد والكره، فبدلا من أن ينصاعا ويبعدا عن هذا الطريق، واتباع طريق الهداية والعفة، والتمسك بالقيم ومبادئ الدين، فكرتا فى الانتقام منه وتوجيه ضربة موجعة إليه، تؤلمه بقية حياته، وقد أوعز لهما تفكيرهما الشيطانى، الذى فاق تفكير إبليس الذى عصى ربه، إلى اختيار ابن عمهما، الطفل الصغير الذى لم يتجاوز السابعة من عمره، ليكون الكبش الذى ينحرانه ويكتوى والده وهو عمهما بنار فراقه".
واستطرد القاضي:-"حيث أن واقعة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، قد توافرت وتضافرت كل الأدلة القولية والفنية على وقوعها فى حق المتهمتين، وجاءت اعترافاتهما أمام جهات التحقيق، وجاءت تحريات الشرطة مؤيدة لكل الأدلة وجاء تقرير الطب الشرعى والصفة التشريحية، متوائما متلائما مع تلك الأدلة القولية واعترافاتهما، وحيث أن المحكمة بجلسة 12 يونيو 2023، قررت المحكمة بإجماع الآراء بإرسال أوراق الدعوى إلى فضيلة المفتى الجمهورية لإبداء الرأى الشرعى وتطبيق عقوبة الإعدام على المتهمتين، عزيزة بدرى إبراهيم، وفاطمة بدرى إبراهيم، وحيث ورد رأى فضيلة المفتى بأنه لا يوجد فى الأوراق، ثمة شبهة تدرأ القصاص عن المتهمتين، وكان جزائهما الإعدام قصاصا لقتل المجنى عليه، الطفل محمود جابر محمد، ومن ثم حكمت المحكمة حضوريا وبإجماع الآراء بمعاقبة عزيزة بدرى إبراهيم، وفاطمة بدرى إبراهيم، بالإعدام شنقا حتى الموت".
وتعود أحداث الواقعة التى تحمل رقم "2947 لسنة 2022" جنح طيبة، إلى توجيه الاتهام لكل من "ه.ب" 42 سنة، و"ف.ب" 24 سنة، مقيمان فى منطقة المدامود، بأنهما فى يوم أغسطس 2022، شاركتا فى قتل الطفل "محمود جابر محمد" عبر سلاح أبيض عبارة عن "سكين"، حيث قامت المتهمين باستدراج الطفل إلى إحدى الغرف بمكان السكن الخاص بهما، وقامت إحداهن بخنقة بقطعة قماشية والثانية طعنته بسكين كان بحوزتها، حيث اشترك فى الجريمة "م.م" 18 سنة، مقيم بمنطقة أبوالجود، وذلك نتيجة خلافات بينهم وبين والد الطفل القتيل، وبعد التأكد من وفاته قام الثالث بنقل جثمانه بدراجة بخارية وألقى جثمان الطفل فى ترعة العرب منطقة القباحى الشرقى، ووجهت النيابة العامة للمتهمين تهم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وتمت إحالة القضية للمحاكمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة