"مياه الصرف الصحى" آخر الحلول الأوروبية لمواجهة الجفاف.. تخصيص 140 مليون يورو لمكافحة نقص مياه الرى..فرنسا تعلن زيادة استخدامها 10% حتى 2030.. وإنشاء 100 محطة للمعالجة بإسبانيا.. وأكبر مصانع بلجيكا يعتمد عليها

الأحد، 13 أغسطس 2023 06:00 ص
"مياه الصرف الصحى" آخر الحلول الأوروبية لمواجهة الجفاف.. تخصيص 140 مليون يورو لمكافحة نقص مياه الرى..فرنسا تعلن زيادة استخدامها 10% حتى 2030.. وإنشاء 100 محطة للمعالجة بإسبانيا.. وأكبر مصانع بلجيكا يعتمد عليها احد محطات تنقية مياه الصرف فى اسبانيا
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تبدأ الدول الأوروبية في البحث عن حلول سريعة وإيجابية لمكافحة أزمة الجفاف التي تعانى منها القارة العجوز، والتي أصبحت تؤثر على المحاصيل الزراعية بسبب عدم وجود مياه للرى ، بالإضافة الى تأثيرها على اقتصاديات بعض الدول بعد قرار قطع المياه في بعض الأوقات.

مياه الصرف الصحى
مياه الصرف الصحى

 

وأعلن الخبراء أن إعادة استخدام مياه الصرف الصحى المعالجة للقطاع الزراعى توسع في 10 دول ، من بينهم اسبانيا وفرنسا وبريطانيا ، ومن المتوقع أن ينمو الإنفاق على إعادة استخدام المياه البلدية في أوروبا من 140 مليون يورو في عام 2023 إلى ما يقرب من 360 مليون يورو (في عام 2030 ، بمعدل سنوي متوسط ​​يبلغ 16٪ .

ففي فرنسا ، أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون أنه يريد زيادة معدل إعادة استخدام مياه الصرف الصحى المعالجة الى 10 % بحلول عام 2030، وقدم الشهر الماضى خطة مكونة من 53 خطوة من أجل الاستخدام الأكثر كفاءة للموارد المائية في البلاد.

ولفت ماكرون الانتباه إلى الانخفاض الخطير في موارد المياه المتجددة في البلاد، وأشار إلى أن 80 % من موارد المياه الجوفية "منخفضة أو منخفضة للغاية".

وقال ماكرون حول هدف توفير المياه بنسبة 10 % لعام 2030 في جميع القطاعات،  "يجب أن نحدد هذا الهدف ، لأن تغير المناخ سيحرمنا من 30 إلى 40 % من المياه المتوفرة في بلدنا بحلول عام 2050"، وأعرب عن قلقه من ظهور حالات نقص خطير في المياه في بعض المدن الصيف المقبل، وقال إنهم سيطالبون كل قطاع بوضع "خطة لتوفير المياه"

وأشار ماكرون إلى أن فرنسا شهدت جفافا خطيرا العام الماضي وأن ألفي بلدية واجهت مشاكل في إمدادات المياه.

أما إسبانيا ، فقد فرضت الحكومة الإسبانية ، قيودا على استخدام المياه فى 40 بلدية ، 10 منهم يتم إغلاق مياه الصنبور طوال الليل لضمان الامدادات خلال النهار ، وهو ما يؤثر على أكثر من 100 الف شخص وقلق لدى عمال الفنادق، وبالإضافة إلى لجوئها الى مياه الصرف الصحى بسبب الجفاف.

وأشارت صحيفة لابانجورديا الإسبانية إلى أن إسبانيا تلجأ الى بناء محطات معالجة تعمل على استعادة مياه الصرف الصحى وتنظيفها مع خطوة إضافية لتطهيرها مما يسمح باستخدامها في الرى، وكانت مورسيا الإسبانية أول منطقة تعمل على ذلك وقامت ببناء حوالى 100 محطة معالجة.

وقال كارلوس لاردين ، رئيس المزارع في ايسامور ، وهي هيئة عامة تدير مياه الصرف الصحي من هذه المنطقة الجنوبية الشرقية ، "هنا ، المياه لا تزال قذرة ، لكنها في النهاية تصبح متبلورة للغاية ، بدون بكتيريا".

محطة تنقية مياه الصرف فى اوروبا
محطة تنقية مياه الصرف فى اوروبا

 

وأشارت الصحيفة إلى أنه يتم استخدام الفلاتر والاشعة فوق البنفسجية حتى يضمن ان الماء غير ملوث ولا ينقل اى بكتيريا مثل "الإشريكية القولونية " إلى الخضروات والفواكه.

ويسمح هذا النظام بإعادة استخدام 98٪ من مياه الصرف الصحي في المنطقة ، مقارنة بمتوسط ​​9٪ في إسبانيا و 5٪ في الاتحاد الأوروبي ، وفقًا لبيانات من الحكومة الإسبانية.

وأشارت الى أن 15 % من رى الاراضى الزراعية في مورسيا أصبحت تأتى من مياه الصرف المعالجة ، وعل الرغم من ذلك فيقول  فيليسيانو جيلين ، رئيس الجمعية التي توزع المياه على المزارعين في المنطقة: " أن هذا ليس كافيًا" ، لكنه "لا يزال مهمًا".

في محاولة للاستجابة للاحتباس الحراري ، تعهدت الحكومة الإسبانية في منتصف مايو بزيادة معدل إعادة استخدام مياه الصرف الصحي على نطاق وطني ، وتخصيص 1.4 مليار يورو لبناء بنى تحتية مماثلة لتلك الموجودة في مورسيا.

قالت وزيرة التحول البيئي ، تيريزا ريبيرا ، هذا الشهر ، "المياه هي سلعة ثمينة يمكن إعادة تدويرها أيضًا، وإنها تستحق العناء" ، التي سلطت الضوء على العمل مع "البلديات الصغيرة" ، الذين يجدون صعوبة أكبر في القيام بهذه الاستثمارات ".

ووفقًا للجمعية الإسبانية لتحلية المياه وإعادة استخدامها (Aedyr) ، فإن 27 ٪ من 2000 محطة معالجة مياه الصرف الصحي في البلاد تقدم معالجات تسمح باستخدام المياه في الزراعة.، وهو ما يعتبره الخبراء انها أقل تكلفة من تحلية مياه البحر ، حيث أن إعادة تدوير مياه الصرف الصحي تجذب اهتمام دول أخرى ، مثل فرنسا ، حيث أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون في مارس أنه يريد زيادة إعادة استخدام المياه ، على غرار إسبانيا.

كما أن بريطانيا أعلنت في نهاية عام 2022 عن نيتها استخدام مياه الصرف الصحى المعاد تدويرها في رى المحاصيل الزراعية والشرب  بسبب نقص المياه في البلاد، وحث رئيس وكالة حماية البيئة البريطانية، جيمس بيفان، البريطانيين على عدم ازدراء استهلاك مياه الصرف الصحي المعاد تدويرها، وسط نقص المياه في البلاد بسبب الجفاف.

وقال بيفان، إنه “يجب معاملة المياه كمورد قيم، وليس كسلعة مجانية"، مشيرا إلى أنه لا فائدة من استخدام مياه الصرف الصحي المعاد تدويرها لغسل السيارة أو ري العشب، حيث  نحن بحاجة إلى أن نكون أقل حساسية بشأن مصدر مياه الشرب لدينا. جزء من الحل هو إعادة تدوير المياه من معالجة مياه الصرف الصحي وتحويلها مرة أخرى إلى مياه شرب، هذا الأمر آمن تمامًا وصحي".

وقال: استخدموا غسالات الصحون والغسالات فقط عندما تكون محملة بالكامل، وأغلقوا الصنبور أثناء تنظيف أسنانكم، ولا تستخدموا خرطومًا لسقي حشائشكم".

أما بلجيكا فقد أنشأت مصنع  اكواريس Aquiris وهو الأكبر وواحد من أهم المصانع في أوروبا لتنقية مياه الصرف، من خلال التعرض لسلسلة من المعالجات المتتالية التي يتم من خلالها تصفية الرمال والزيوت والجسيمات والملوثات العضوية المختلفة.

وأشارت صحيفة "لا يكيستا" الإسبانية إلى أنه في مصنع اكواريس Aquiris يتم معالجة ما يصل إلى 16.4 مترًا مكعبًا في الثانية ، أي 16400 لترًا من الماء في الثانية" ، كما أوضح  جان فرانسوا ، مدير المصنع "هنا ، في المتوسط ​​، نعالج 300 مليون لتر من الماء يوميًا."










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة