تمر اليوم الذكرى الـ214 على نفى الزعيم الوطنى عمر مكرم إلى دمياط بقرار من محمد على باشا على الرغم من الدور الذى لعبه عمر فى وصول محمد على إلى حكم مصر فى عام 1805، إذ غادر الزعيم عمر مكرم إلى منفاه فى مثل هذا اليوم فى 12 أغسطس 1809م.
يقول المؤرخ جليبرت سينويه إن فى هذه الأوقات ترك محمد على المنيا متجها للقاهرة، حيث طالب هو وجنوده من الألبان بدفع رواتبهم المتأخرة من خزينة الباشا خورشيد باشا، الذى قام باحتجاز الشيخ الشرقاوى وسليمان الفيومى، واستدعى الشيخ المحروقى، وجرجس الجواهرجى وفرض عليهم أموالا لدفع مرتبات الجنود.
قام خورشيد بفرض ضرائب باهظة على المصريين لدفع أموال الجنود، وعاشت القاهرة فى فوضي، مما جعل المصريون يقررون الثورة ضده وعلى المستعمر التركي، حيث طالبوه أولا بإخراج مليشيات الدلهيون المجانين من مدينة القاهرة، ويعلن محمد على وقوفه مع العلماء حيث طالبوه بخلع نائب الملك والثورة ضده والوقوف معهم.
وقام المصريون ببيع ثيابهم لشراء سكاكين ويجوب عمر مكرم شوارع القاهرة، علانية ليحرض المصريين على الثورة، وتتحصن النساء فى الشرفات وهن يمسكن بالحجارة مع الأطفال لبدء المعركة، ليقود المصريون بكل طوائفهم من علماء ووجهاء وصناعية وفلاحين الثورة ضد خورشيد باشا الذى كان عليه أن يتحصن فى القلعة خوفا يتصدر الشعب المواجهة مما أفزع جنود خورشيد باشا نفسه وكل العثمانيين وطالب أبناء الشعب بجلاء كل القوات العثمانية المحتلة للبلاد مما جعل السلطان العثمانى فى إسطنبول يتخوف، ويعجل بعزل خورشيد باشا والإقرار بمن اختاره الشعب المصرى لحكمه، وهو محمد على باشا.
أبناء الشعب من الثوار دخلوا فى نقاش واختلاف مع العلماء والوجهاء كعمر مكرم وشيخ الأزهر، مطالبين برحيل المستعمر العثمانى التركى من البلاد كافة ،إلا إن العلماء طالبوا بالكف عن القتال مادامت تحققت مطالب الثورة فى عزل خورشيد باشا، وتولية من اختاره الشعب وهو محمد على باشا حيث إنه لأول مرة يختار الشعب المصرى من يحكمه فى التاريخ صارت الثورة المصرية محل خلاف فالمؤرخ الجبرتى اختار يوم 18 يونية 1805م وهو تاريخ اختيار الفرمان العثمانى للتعين لمحمد على باشا، إلا إن بعض المؤرخين يؤكدون أن اختيار العلماء تم قبلها فى الثانى عشر والثالث عشر من شهر يونية وعلى أقل تقدير 17 يونية، حيث نشبت الثورة ضد خورشيد باشا والمستعمر التركى عدة شهور حتى تحققت بالنجاح فى شهر يونيو.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة