التاريخ والتفرد فى مبانى المدينة الباسلة العريقة.. مبنى المحكمة المختلطة أيقونة بورسعيد التراثية

السبت، 12 أغسطس 2023 12:00 م

مبانى بورسعيد

بورسعيد - محمد عزام

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كعادتها تمتلئ محافظة بورسعيد بالمبانى والأماكن التراثية ذات الطراز المعمارى المتميز، لاسيما مع تاريخها المميز وموقعها الفريد، وتأتى مدينة بورفؤاد أبرز الاماكن التراثية فى المحافظة بداية من وقوعها فى قارة آسيا وأنها تطل على البحر الأبيض المتوسط والمجرى الملاحى لقناة السويس والذى يفصل بينها وبين مدينة بورسعيد.

وعلى بعد أمتار قليلة من مياه المجرى الملاحى لقناة السويس حين نزولك من المعدية التى تعبر من خلالها بين ضفتى القناة ومدينتى بورسعيد وبورفؤاد تجد مبنى المحكمة المختلطة أحد المبانى التراثية ذات الطراز المعمارى المميز القديم.

موقع المحكمة

يقع مبنى المحكمة المختلطة بمدينة بورفؤاد ويطل بواجهته الرئيسية " الشمالية الشرقية" على ميدان 6 اكتوبر " ميدان المحكمة سابقا".

تاريخ نشأته

بعد افتتاح مدينة بورفؤاد عام 1926م كامتداد طبيعى لمدينة بورسعيد وتوسع حتمى ومع زيادة اعداد الجاليات الاجنبية ببورسعيد وكذا زيادة حركة الملاحة بقناة السويس وحركة السفن صارت هناك الحاجة لوجود مثل هذا النوع من المحاكم للنظر فى القضايا والأمور بين الأجانب والمصريين وهو ما يعرف بالقضاء المختلط الذى أسسه الخديوى إسماعيل عام 1875م، لذا شيد هذا المبنى.

شيد مبنى المحكمة المختلطة على مساحة واسعة من الأرض حيث بلغت مساحته 3265 متر مربع، وذلك عام 1934م، وتأثر المبنى بالتراث المغربى الأندلسى لدرجة أن الناظر له للوهلة الأولى او الغريب عن المدينة يظنه مسجد، ويرجع السبب فى ذلك هو تأثر المهندس الفرنسى القائم على التصميم والانشاء بالطراز المغربى الأندلسى وهذا أمر طبيعى فكانت فى تلك الحقبة غالبية دول شمال إفريقيا تخضع للسيطرة الفرنسية لدرجة أن منارة المحكمة جاءت تشبه منارات المساجد بدول المغرب العربى كذا الزخارف وتيجان الاعمدة ايضا الزخرفة التى تتوج المدفأة بقاعة المحاميين وغيرها من التفاصيل والزخارف الاسلامية.

قال الفنان التشكيلى البورسعيدى عاطف زرمبه، عن وصف الطراز المعمارى للمبنى أن فلسفة البناء فى هذا المبنى تعتمد على التدرج فى الارتقاء لأعلى والتنوع فى بروز المستويات فى إيقاع موسيقى متنوع يؤهل الناظر أو الداخل إليها للرهبة والخشوع لجلال المكان وهيبة العدالة.

وأوضح، عاطف زرمبه، أنه على يمين المدخل الرئيسى لمبنى المحكمة ذو الثلاث أبواب والبهو المؤدى لقاعة الجلسات يرتفع منسوب الأرض ثلاث درجات توجد غرفة استراحة المحامين التى تعد قمة فى جمال تأسيسها " مقاعد جلدية مريحة وطاولة كبيرة لكتابة المذكرات " من حيث الفخامة والراحة والموقع وتكامل الخدمات داخلها " بوفيه لتقديم الوجبات الخفيفة والمشروبات وحمام " ولازالت أرضية الغرفة من الباركيه الفرنسى تحتفظ برونقها إلى الآن.

وأضاف، أنه فى الركن المواجه لمدخل الغرفة توجد المدفأة التى تعد قمة فى الروعة والجمال، حيث يحيط بها مجموعة من الزخارف والنقوش من على الجانبين تتدرج فى البروز متجهة لأعلى يجمع بينهما مقرنص غاية فى الروعة ودقة التنفيذ والإخراج يتوسطه ساعة حائط، ويزيد الغرفة رهبة ووقار يليق بمهنة المحاماة.

وعن أعمال الجبس فى السقف الساقط لقاعة انتظار المحامين، أكد الفنان البورسعيدى أنه يلاحظ وجود فتحات بالسقف لتجديد وخروج الهواء منها وإحلال غيره من خلال فتحات أخرى بأسفل الجدران، كما نجد باركيه الأرضية بحالة جيدة جدا رغم مرور السنين وعدم العناية به بالشكل الصحيح كذلك كرسى من الخشب الزان، وربما كان الوحيد المتبقى وبحالة جيدة جدا ويمتاز ببساطة وجمال التصميم وخفة الوزن.

وأشار إلى أن هذه التحفة المعمارية المسجلة أثر والنادرة التى تقع ضمن أملاك هيئة قناة السويس ويشغل جزء كبير "الغربى" من المبنى إدارة الأشغال وصيانة المبانى السكنية وشبكات المياه التابع للهيئة والثلاث واجهات الأخرى البحرى والقبلى والشرقى يشغلها وزارة العدل هيئة قضايا الدولة.