هل سمعت عن الدولة الجغتائية.. ولماذا ثار عليها محمود الترابى؟

الجمعة، 07 يوليو 2023 10:00 م
هل سمعت عن الدولة الجغتائية.. ولماذا ثار عليها محمود الترابى؟ غلاف الكتاب
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

التاريخ الإسلامى حافل بالدول والدويلات والأحداث المهمة والتافهة أيضا، لكن هل سمعتمن قبل عن الدولة الجغتائية؟. ونعتمد فى معلوماتنا عن الدولة الجغتائية على كتاب "موسوعة سفير للتاريخ الإسلامي" لمجموعة من المؤلفين.

وجدت هذه الدولة فى الفترة بين (624 - 760 هـ = 1227 - 1358 م)، وتنسب "الدولة الجغتائية" إلى مؤسسها "جغتاى" الابن الثانى لجنكيزخان الذى أصبح ولى عهده بعد وفاة أخيه الأكبر "جوجى" فى حياة والدهما، فلما مات "جنكيزخان" فى سنة (624هـ  = 1227م)، آلت إلى "جغتاى" أملاك "الدولة الجغتائية" (خانات جغتاى)، التى تُعرف باسم: "منطقة التركستان"، وهى تعتبر حدا فاصلا بين دولة "القبجاق" ودولة الخاقانات.

حكم "جغتاى" مؤسس هذه الدولة منذ وفاة والده فى عام (624هـ = 1227م) إلى عام (639هـ =1242م)، وكان رجلا حازمًا وصارمًا وعنيدًا، ذلك لأنه كان المسئول عن تنفيذ الياسا، وقد اشتُهر بسوء معاملة المسلمين، وتعطشه لسفك دمائهم.

 

ثورة تارابى

تنتسب هذه الثورة إلى زعيمها "محمود الترابى"، الذى كان يعمل صانعًا للغرابيل، بقرية "تاراب"؛ أقدم قرى مدينة "بخارى"، وهدفت هذه الثورة - التى أطلق عليها بعض المؤرخين الفرس: حركة شعبية -إلى رفض الحكم المغولى، واعتمدت على الدين كأساس لها فى ذلك، فالتف الناس حولها، على الرغم من أن دعاتها اعتمدوا على الخرافات، وادعوا اتصالهم بالأرواح، إلا أن انضمام "شمس الدين المحبوبى" أحد علماء "بخارى" إليها أكسبها قوة؛ إذ كان على خلاف مع أئمة "بخارى"، فساند "محمود تارابى" زعيم الثورة، وذكر له أن أباه قرأ فى أحد الكتب نبوءة مفادها: أن رجلا سيظهر ببخارى، سيكون فتح العالم على يديه، وأن مواصفات هذا الرجل تنطبق على "محمود تارابى"، وأكد المنجمون صدق ذلك، وأعلنوا أن نجم "محمود تارابى" قد بزغ، وأن الحظ سيحالفه، ولأن هذه المعتقدات كانت سائدة آنذاك، فقد اهتم الناس بأقوال المنجمين، والتفوا حول زعيم هذه الثورة، وحققوا انتصارات كبيرة، ودخلوا "بخارى"، غير أن المغول تمكنوا من صد الثورة ومقاومتها، وسقط "التارابى" و"محبوبى" صريعين، فأعلن الثوار "محمدًا" و"عليا"، أخوىْ "تارابى"، زعيمين للثورة، فعزز المغول قواتهم، وتمكنوا من القضاء على هذه الثورة، وقبضوا على الثائرين، وأرادوا معاقبتهم، ولكن "محمود يلواج" استطاع الحصول على العفو لهم من قادة المغول.

 

العلاقات الخارجية

كانت دولة "خانات جغتاى" دولة تابعة للدولة الأم التى أسسها "جنكيزخان"، وكانت ذات علاقة حدودية بين هذه الدولة الأم (دولة الخاقانات) من جانب، ودولة "القبجاق والإيلخانية" من جانب آخر؛ ولذلك فقد دخلت فى صراعات طويلة مع هذه الدول بسبب موقعها المتوسط بينها، ولم تكن صراعاتها من أجل التوسعة أو الوصول إلى حكم دولة مغولية أخرى، وإنما كان صراعًا على عرش "دولة الخاقانات"؛ فعندما تُوفى "متكوقا آن" الحاكم الأعظم (الخاقان)  لدولة "خاقانات المغول"، كان ابنه "قوبيلاى" يقود الجيوش ببلاد "الصين" لتوسعة أملاك "دولة الخاقانات" بها، وكان "أريق بوقا" فى "قراقورم" عاصمة الدولة، وتم إعلانهما خاقانين على البلاد خلفًا "لمتكوقا آن"، وحيث إن "قراقورم" كانت منطقة فقيرة، فقد أراد "أريق بوقا" أن يوفر لقواته ما يلزمهم، وأغار على "الدولة الجغتائية"، وأخضع حاكمها "آلغو بن بايدار بن جغتاى" تحت سلطانه ليأمن شره، ويضمن عدم تحالفه مع غيره، ولكن ذلك لم يتم؛ فقد انقلب عليه حاكم "الدولة الجغتائية" وانضم إلى "قوبيلاى قا آن" حين عاد من "الصين"، واعترف به خاقانًا للمغول، فاضطر "أريق بوقا" إلى الاستسلام لخصمه "قوبيلاى"، الذى انفرد بحكم دولة الخاقانات وأسس بها حكمًا جعله لأسرته، التى عُرفت فى التاريخ باسم (أسرة اليوان) هكذا دخلت "الدولة الجغتائية" فى صراع لم تكن سببًا فى حدوثه، بل لم تسلم من الصراعات بعد ذلك، فقد دخلت فى صراع مع "قايدوخان" (وهو من نسل أوكتاى قا آن)، بتحريض من "بركة خان" حاكم "القبجاق"، ودارت الحروب سجالا بين الطرفين إلى أن مات "ألغو بن بايدار" حاكم "الجغتائيين"، فاعتلى "مباركشاه" عرش الدولة فى عام (662هـ =1264م)، ولكنه لم يلبث طويلا فى الحكم، إذ استطاع "براق خان" الاستيلاء على العرش فى عام (664هـ = 1266م)، بمساعدة "قوبيلاى قا آن" خاقان المغول، وذلك يؤكد أن العلاقة الخارجية لهذه الدولة كانت ذات صلة وثيقة بالسياسة الخارجية لدولة خاقانات المغول.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة