وقال السفير إسماعيل خيرت- في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، على هامش مشاركته بالنسخة الرابعة من مؤتمر "المصريين بالخارج"، المنعقد برعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، اليوم الاثنين، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يتابع بنفسه ملف المصريين بالخارج، وأصدر توجيهات لمجلس الوزراء ولوزارة الخارجية بالاهتمام بأوضاع الجاليات المصرية والتحاور معهم والوقوف على مشكلاتهم إن وجدت، فضلًا عن دعوتهم للمشاركة بالمؤتمرات الوطنية التي يتم تنظيمها بمصر. 

وأضاف أن الدولة المصرية نجحت بالفعل في إشراك الكثير من علمائها وشبابها بالخارج بخطط التنمية ورؤية مصر 2030، والاستفادة من أفكارهم وآرائهم في عدد من الملفات، أبزرها ملفا الطاقة والمناخ، منوهًا كذلك بمشاركة الأطباء المصريين بالخارج بالقوافل الطبية لدعم غير القادرين من أبناء وطنهم وتقديم الخدمة الطبية والرعاية الصحية دون أي مقابل مادي، وكذلك توفير الأجهزة الطبية وتنظيم القوافل العلاجية.

ولفت في هذا الصدد إلى مشاركة رجال أعمال مصريين بالخارج في عدد من المشروعات الاستثمارية، ما يصب في جهود تحديث البنية التحتية وتحقيق التنمية المستدامة، بجانب العمل على إطلاق "شركة المصريين بالخارج للاستثمار"، والتي تضم مستثمرين مصريين من عدة دول حول العالم.

ورأى أن مؤتمر "المصريين بالخارج" يمثل كذلك فرصة لاستعراض أبرز ما شهدته جلسات الحوار الوطنى، وحث المشاركون بهذا التجمع من أبنائنا بالخارج على المشاركة في هذا الحوار لاسيما عبر تبادل الأفكار والآراء، إلى جانب تشجيعهم على المشاركة بكثافة وفاعلية بكافة الاستحقاقات السياسية والانتخابية.

وأبرز أهمية انعقاد مؤتمر "المصريين بالخارج" سنويًا كونه يربط مصر بأبنائها المقيمين بمختلف بلدان العالم، ويطلعهم على السياسيات الجديدة بالدولة والمبادرات القومية المطروحة، وفرص الاستثمارت المتاحة بالبلاد، والتقدم الذي تم إحرازه في مسيرة التنمية المستدامة.
وتابع أن المؤتمر يعد فرصة مهمة لعرض الأوضاع الاقتصادية بالبلاد وجهود البنوك لخدمة المصريين بالخارج، وتعريفهم بالسياسات النقدية والأوعية الادخارية ومجالات وفرص الاستثمار في مصر والأسهم المتاحة في البورصة لاكتتاب المصريين بالخارج، بالإضافة إلى ما يمثله هذا الحدث السنوي من ربط لأبناء الجيل الثاني والثالث بالخارج بوطنهم الأم. 

وشدد على أن الدولة المصرية تولي اهتمامًا غير مسبوق لمواطنيها المقيمين بالخارج لاسيما عبر تقديم مزايا ومبادرات وتسهيلات لهم، ومن بينها مبادرة السيارات، وتخفيض تذاكر الطيران، وطرح أراض ووحدات سكنية، ومبادرة تسوية الأوضاع التجنيدية، بجانب المبادرات التعليمية، والحماية الاجتماعية والتأمينية بهدف توفير حياة كريمة لهم ورعايتهم بأي مكان بالعالم في أوقات الطوارئ.

ونوه بأن القنصليات المصرية تقدم كذلك الكثير من الخدمات لأبناء الوطن بالخارج مثل استخراج الوثائق وشهادات الميلاد والرقم القومي سواء تجديد أو بدل فاقد، والتصديق على المستندات، بجانب معاملات كثيرة أخرى، فضلًا عن نقل الجثامين لغير المقتدرين إلى أرض الوطن على نفقة الدولة.

وأوضح السفير إسماعيل خيرت أن وزارة الخارجية في الوقت الراهن تعمل على مشروع ميكنة الأعمال القنصلية؛ للحصول على الشهادات المختلفة، وفقا لأحدث النظم العالمية.

وسلط مساعد وزير الخارجية الضوء على أهمية مبادرة "اتكلم عربي" لاسيما لأبناء الجيل الثاني والثالث، خاصة أن الكثير منهم لا يجيد التحدث باللغة العربية أي لغتهم الأم، فضلًا عن جهود وزارة الهجرة في تنظيم رحلات ومعسكرات لهم؛ لتعريفهم بثقافة بلادهم وهويتهم، وتمكينهم من مشاهدة التطور على أرض مصر وحثهم على نقل الصورة الحقيقية لمصر بدول إقامتهم كونهم خير سفراء لوطنهم بالخارج.

وقال إن المصريين بالخارج، في خطوة غير مسبوقة، أصبح لهم قاعدة داخل البرلمان، وهو ما يعد خير دليل على مدى الاهتمام الذي توليه الدولة المصرية لمواطنيها بمختلف بلاد العالم.

واختتم مساعد وزير الخارجية، تصريحاته، بالتذكير بأن دساتير الدولة المصرية المتعاقبة وقانون السلك الدبلوماسي يتضمن بشكل أساسي ضرورة رعاية ومساعدة المواطنين بالخارج، مشددًا على أن وزارة الخارجية لن تدخر جهدًا من أجل مساعدة أبناء الوطن بالخارج من خلال سفارتها وقنصليتها.