حضور كبير من الدبلوماسيين والمثقفين شهدته جلسة الصالون الثقافي العربي، أمس الاثنين، والتي عقدت بالمجلس الأعلى للثقافة، لمناقشة كتاب "300 ألف عام من الخوف"، للمستشار جمال رشدي أبو الحسن، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، والذي يتناول معضلة القلق لدى الإنسان منذ بدء الخليقة وحتى التوحيد في سياق أدبي شيق.
وكان على رأس الحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ومدير مكتبة الأسكندرية السابق، الدكتور مصطفى الفقى، والذي ترأس أعمال الجلسة، بالإضافة إلى عدد من الكتاب والإعلاميين، وعلى رأسهم الكاتب الصحفي أكرم القصاص رئيس تحرير اليوم السابع، والكاتب الصحفي يوسف أيوب رئيس التحرير التنفيذي لليوم السابع، عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق، رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية محمد العرابي، رئيس المركز القومى للترجمة أنور مغيث، الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسين هنداوي، مندوب الكويت غانم صقر الغانم، الكاتب عماد الدين حسين، رئيس مكتب الاونروا بالقاهرة سحر الجبوري، عماد حسين رئيس تحرير الشروق السفيرة فاطمة الزهراء وكيل وزارة الخارجية الاسبق، السفير أيمن زين سفير مصر فى إسبانيا السابق، والسفير محمد بدر الدين زايد.
وشهدت الندوة إشادات كبيرة من الحضور بمحتوى الكتاب وفكرته، خاصة وأنها تتناول فكرة القلق، والخوف لدى الإنسان، في سياق يبدو تاريخي، بينما يمثل انعكاسا للحاضر.
في هذا الإطار، يقول أبو الحسن إنه تمكن من إضفاء انطباع لدى القارئ بأن الكتاب يتناول التاريخ، في البداية، إلا أنه ومع القراءة المتأنية يكتشف أنه يتعاطى مع واقعه في الحاضر.
وأوضح "وأنا لا أعتبر" 300.000 عام من الخوف" كتاباً في التاريخ وإنما هو محاولة للإجابة على الأسئلة الكبرى التي تخص مسيرة الإنسان: من أين جئنا؟ كيف وصلنا إلى هنا اليوم؟ لماذا نعيش بهذه الطريقة؟. منهج الكتاب يعتمد على إيجاد روابط بين عالم الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا .. والعالم الاجتماعي".
وأضاف أن الصالون العربي منذ إنشائه في عام 2010 صار مؤسسة ثقافية ثقيلة الوزن بحكم العقول التي تقوم عليه، والموضوعات التي يتناولها، معربا عن اعتزازه بفرصة الحديث إلى أعضائه، وإلى جمهور القراء والمهتمين من خلاله.
ومن جانبه، أشاد أبو الغيط بالكاتب، مؤكدا أنه كان يعرفه، منذ أن كان دبلوماسيا صغيرا في عام 2009، وكلفه عندما كان وزيرا للخارجية بتوثيق العديد من الملفات التي تخص الصراع العربي الإسرائيلي، باعتباره القضية المحورية لمصر والعالم العربي، فاكتشف فيه شخصية موسوعية، لديه غزارة ثقافية وفكرية، تعكس حالة من المهم المعرفي.
وأشار الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى متابعته اليومية للكاتب إبان تحضير هذا الكتاب، موضحا أنه ظل عامين وهو يقوم بالكتابة متخوف من أن يسبقه أحد للكتابة فى مثل هذا الموضوع رغم خصوصيته الشديدة، مضيفا أن من يتابع مقالات الكاتب جمال أبو الحسن يجده مختلفا تماما عما وجده فى كتابه "300.000 عام من الخوف" الملئ بالعمق والفلسفة، مشيرا أنه يتمنى أن يتابع الجميع مقالاته لأنها بسيطة وتحمل أفكارا كبيرة.
بينما أشاد الدكتور مصطفى الفقى بالكتاب وكاتبه، موضحا أن كتاب "300.000 عام من الخوف" يعد بمثابة DNA لتاريخ البشرية وهو يوضح العلاقة الوثيقة بين العلم والمعرفة.
قال الدكتور أنور مغيث رئيس المركز القومى للترجمة، إن الكتاب ينطلق من منهج علمى علماني، وهو يوضح مغامرة الإنسان منذ بدايته لكنه لم يهتم بحماقات الإنسان، مثل فكرة استرضاء الآلهة بإراقة الدماء، مثل ما حدث مع الأديان التوحيدية فى وقت انتشارها، مشيرة أن انتشار الدين كان له علاقة بالسلطة أيضا وليس دينيا فقط.
بينما قال الإعلامي عمرو خفاجة، إنه منذ فترة كبيرة لم نرى كتابا بهذا المنهج العلمى ويكون باللغة العربية، مشيرا إلى أن الكتاب تناول بذكاء بعض الأمور مثل الذكاء الاصطناعي، والكتاب يتعامل مع الأسئلة الكبرى، ويشرح الشفرة الكبيرة للأرقام واللغة، وخلق سردية خاصة باللغة العربية بعيدا عن السرد الأدبي وهذه النوعية من المطبوعات نحن فى أمس الحاجة إليها.
جدير بالذكر أن الكتاب يرصد حالة الخوف، القلق، التى تصاحبنا دومًا في حياتنا، ونشعر به من وقت لآخر، عبر رحلة تاريخية، ممتعة، شاملة معلومات مثمرة، مكتوبة بطريقة مبدعة، تمتد إلى 300000 عام من بداية الكون حتى التوحيد الإبراهيمي مرورّا بالأحداث الموجودة في حياتنا مثل كورونا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة