سنان أنطون: أعلن انحيازي وحبي لمصر.. ويجب تورط الكاتب مع شخصياته

الإثنين، 10 يوليو 2023 10:20 ص
سنان أنطون: أعلن انحيازي وحبي لمصر.. ويجب تورط الكاتب مع شخصياته جانب من الندوة
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عقد مساء أمس حفل إطلاق وتوقيع رواية "خزامي" للكاتب العراقي الكبير سنان أنطون، ضمن فعاليات مهرجان دواير الثقافي، بمقر المهرجان بسينما راديو بوسط البلد.
 
قدم الندوة أحمد جمال، مدير القسم العربي بدار ديوان للنشر، الذى أشار إلى ثيمات الكتابة المميزة لروايات سنان أنطون، لافتًا إلى أن "خزامي" لا تنفصل عن سؤاله الأكبر عن الهوية.
 
واستهل سنان أنطون الندوة بمقطوعة من أغنية لأم كلثوم، كان قد ورد ذكرها في روايته الأحدث "خزامي"، وبعض القراءات من الرواية. وعبر عن امتنانه للقاهرة، فقال: "أول مرة زرت فيها مصر في عام 2002. لكن مصر كانت قد قبلها بسنين وعاشت معي، ورافقتني منذ طفولتي، فنيلها الثقافي الإبداعي يجري شرقًا وغربًا، وفي كل أرض تقرأ فيه اللغة العربية، وتحكى وتسمع وتغنى. يصب هذا النيل الهائل في الذاكرة الجمعية ويرويها ويغنيها وتغنيه. من منا لم يجلس على ضفافه وينهل منه؟ حمل لي هذا النيل منذ طفولتي المجلات التي كانت تطبع وتنشر في مصر، وتصل من القاهرة إلى أختها بغداد. وحمل بعدها الدواوين والروايات التي كانت تضئ طريق الإبداع والبدايات." 
 
وأضاف: "في 2002 أتاحت لي منحة أكاديمية أن أعيش في القاهرة سنة بأكملها. وكانت أول مرة أسكن فيها في مدينة عربية بعد بغداد. وكانت من أجمل السنين حيث عدت للكتابة بعد انقطاع. وأكملت "إعجام" أولى رواياتي في القاهرة. ولذلك ولأسباب أخرى، فهي في القلب دائمًا وستظل مهما نافستها، مدن أخرى. لذلك أعلن انحيازي وحبي."   
 
وفي سياق متصل، كان سؤال أحد الحضور عن ماهية الوطن بالنسبة لسنان أنطون، الذي أكد أن المشكلة في منطقتنا العربية أن هناك صورة مثالية عن الوطن كرمز وكفكرة، ودائما هناك هوة ما بين الحقيقي والمجرد. وأضاف: "هذا واحد من أسباب كتابتي للرواية، مثلا هناك حوالي ٢٠٪؜ من العراقيين يعيشون خارج العراق، وهذا يشير إلى حجم المشكلة، لذلك كل رواياتي كانت محاولة لمقاربة الإشكالية من وجهات نظر مختلفة".
 
وعن كيفية عدم انفصال صاحب «خزامي» عن العراق وجدانيًا رغم إقامته لسنوات طويلة في الولايات المتحدة، أرجع هذا إلى سنوات التشكل، وحساسية المرء للمكان الذي يعيش فيه. وقال، « عشت في العراق سنوات الديكتاتورية الثقافية، وأدركت أني يجب أن أعيد تثقيف نفسي بقراءات متنوعة من وجهات نظر أخرى، كما أني درست الأدب العربي، وأقرأ الأخبار بشكل يومي، كل هذا يعطيني مخزونا». 
 
وأشار إلى أن مسألة الانفصال والارتباط بالبلاد تختلف من فرد إلى آخر، هناك من يظل متصل وجدانيًا وهناك من يختار الابتعاد التام حتى عن لغته الأم. أما عن كتاباته التي يخرج فيها عن نفسه ويمثل طوائف وشخوص روائية بعيدة عنه، فأكد أن الأديب الجيد مثل الممثل يجب أن يتقن شخصيات أخرى، وأضاف: "المسألة ليست انفصالا، فالشارع الذى نشأت فيه ولم يعد موجودا الآن، هو شارع مصغر للعراق به طوائف وقوميات مختلفة، كنا نتبادل الزيارات والهدايا دون تأثر بهذا الاختلاف، بعكس ما هو موجود الآن، فلم أكن منفصلا عن الآخر". 
 
وهذه الدرجة من تقبل الاختلاف لم تعد موجودة، هو ما جعله يتناول قضية طمس الهويات في رواياته، إذ يرى أن هناك سوء فهم، لفكرة الطوائف والأقليات وفهوم السكان الأصليين، وتغير المفاهيم بين الأجيال المختلفة، خاصة بالعراق. 
 
وعن خلفية الكاتب الأكاديمية، لفت أنطون إلى أن الحقل الأكاديمي يغير من نظرة وخطاب الكاتب، فكان حذرًا من ضرورة عدم الكتابة كناقد. فهو يتعايش مع شخصياته ويكتبها كما يراها، كما أنه يتورط مع شخصياته لفترات طويلة، فهناك شخصيات يتقمصها الكاتب، خاصة أن شغف الكتابة يتولد لديه من الحالات الإنسانية وليست نظريات أو أطر علمية، كما لفت إلى وجوب تورط الفنان مع النص فيما يكتب عنه وإلا سيكون العمل جاف مهما كانت درجة اتقانه، فالبعض يكتبون نصوص متقنة الأسلوب لكن بلا حياة لا يتفاعل معها القارئ، فالعمل الإبداعي سواء رواية أو سينما يجب أن يصاحبه مشاعر حادة.
 
وسنان أنطون شاعر و روائي عراقي، حصل على شهادة الليسانس في الأدب الإنجليزي من جامعة بغداد، وشهادة الماجستير في الدراسات العربية من جامعة جورج تاون، ودرجة الدكتوراة من جامعة هارفارد. صدر له: ديوان شعر بعنوان "موشور مبلل بالحروب"، و رواية "إعجام"، التي ترجمت للغة الإنجليزية، ورواية "وحدها شجرة الرمان"، وديوان شعر بعنوان "ليل واحد في كل المدن"، و رواية "يا مريم" التي ترشحت لجائزة البوكر العربية ووصلت للقائمة القصيرة، كما تمت ترجمة مجموعة من قصائده إلى الإنجليزية.
 
يذكر أن أولى دورات مهرجان دواير الثقافي انطلقت بمشاركة أكثر من 25 دار نشر عربية ومصرية، وتشهد أكثر من 25 فعالية ثقافية، منها 4 ورش عن الكتابة الإبداعية والسينمائية، وأكثر من 18 ندوة تتنوع بين مناقشات الكتب واللقاءات المفتوحة والندوات المتخصصة، بمشاركة عدد كبير من المثقفين المصريين والعرب، كما يتضمن معرضًا لأحدث الكتب التي صدرت عن دور نشر مصرية وعربية، بالإضافة إلى معرض خاص للكتاب المستعمل يضم ما يزيد عن 3000 كتاب في مختلف المجالات.
 
ويمثل المهرجان الذي تستمر فعالياته يوميًا حتى يوم 15 يوليو الجاري فرصة فريدة للحوار حول قضايا الفكر والإبداع، كما يعد أول مهرجان من نوعه يعزز القيمة الإبداعية لوسط القاهرة الخديوية بما تمثله من عراقة وحضور في ذاكرة الجميع.
 
يقام المهرجان بالتعاون بين مكتبتي «ديوان» و«تنمية»، ويهدف إلى تحفيز التواصل المباشر والتفاعل بين مختلف الدوائر الثقافية، وشحذ الاهتمام بالقراءة والثقافة في العموم. وتنصب رؤية المنظمين على توسيع نطاق المعرفة وإبراز قيمة الثقافة في تكوين الوعي، وكذلك تحفيز الإبداع على مختلف المستويات. 
 
كما يشارك فيه عدد من أبرز الرعاة في مختلف المجالات، منها:  شركة "مدينة مصر" وهي رائدة في مجال التطوير العقاري في مصر، وشركة الإسماعيلية للاستثمار العقاري، الوحيدة المتخصصة في ترميم المباني التراثية في وسط البلد، وتهدف إلى الحفاظ على البنية الأصلية وخلق مفاهيم جديدة تلبي الاحتياجات الحديثة. وفندق فيرمونت نايل سيتي، و"ستار كير إيجيبت"، وهي مؤسسة غير ربحية تختص في توفير المساعدة الغذائية والرعاية الطبية والتعليم للأطفال الأيتام والمحتاجين.
 
الندوة
 

سنان
 
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة