سلطت قناة القاهرة الإخبارية، الضوء على الإرهاب فى الصومال، حيث عرض برنامج "مطروح للنقاش" والمذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، من تقديم الإعلامية إيمان الحويزى تقريرا تلفزيونيا بعنوان "حركة الشباب الصومالية تتمدد فى القرن الأفريقي".
وذكر التقرير، أنه فى تصعيد مستمر للنشاط الإرهابى لحركة الشباب الصومالية فى القرن الأفريقى تعرضت إحدى وحدات الشرطة الكينية لهجوم مسلح وإطلاق نار كثيف، الأمر الذى بات يستوجب وجود تنسيق نوعى بين دول المنطقة لمواجهة الحركة الإرهابية.
ووفقا لما جاء فى التقرير، فإن هذه الهجمات التى تتبناها حركة الشباب الصومالية الإرهابية تفسح الطريق نحو تسهيل عمليات تجنيد جديدة فى المناطق الحدودية، وفى الوقت ذاته، تكثف الحركة من هجماتها ضد أهداف كينية بغرض إجبار الجانب الكينى على سحب أفراده من قوات حفظ السلام التى تهدد الحركة.
الانتشار الواسع للتنظيمات المسلحة والإرهابية فى أفريقيا لم يأتِ مصادفة، حيث تستقبل القارة المزيد من المقاتلين المنضمين لجماعات إرهابية مثل جماعة بوكو حرام فى نيجيريا وحركة الشباب فى الصومال.
النشاط الإرهابى المتزايد والملحوظ مؤخرا، خصوصا فى دول الساحل الأفريقى تعبر عنه عدة عوامل، أبرزها استغلال الجماعات الإرهابية للظروف المعيشية الصعبة والأوضاع الاجتماعية السيئة التى يعيشها الناس فى القارة السمراء.
هذه الجماعات حولت وجهتها لأفريقيا بعد هجمات متعددة نفذتها فى أوروبا، وبخاصة فى ظل تنامى حركات التطرف فى القارة السمراء التى تحتضن تنظيمات الإرهاب الأكثر خطورة مثل تنظيمى القاعدة وداعش.
و قال إبراهيم إدريس صحفى متخصص بالشأن الأفريقى، أن هناك سلسلة من الدعم الذى قُدم لمحاربة الإرهاب فى أفريقيا بشكل عام والصومال تحديدا، حيث أصدر مجلس الأمن قرارا دعم فيه الاتحاد الأفريقى كى يضطلع بدوره فى دعم التجربة الصومالية، مشددًا على أن الصوماليين أكدوا على إرادتهم فى مواجهة إرهاب حركة الشباب.
وأضاف "إدريس"، فى مداخلة عبر تطبيق "سكايب"، ببرنامج "مطروح للنقاش"، الذى تقدمه الإعلامية إيمان الحويزى على قناة "القاهرة الإخبارية": "التجربة الصومالية مرت بمراحل متعددة، والدولة الصومالية تمتلك الآن الإرادة العسكرية، حيث تم دعم قدراتها العسكرية من جانب دولتين، وكان الدعم الحقيقى من تركيا التى دربت 5 آلاف مقاتل من الكوماندوز وما يقترب من 600 ضابط أساسى وضابط صف".
وتابع متخصص بالشأن الأفريقي: "الحكومة الإريترية استوعبت أكثر من 5 آلاف خصصتهم فى حرب العصابات وهى أول طاقة جديدة تضاف للإرادة الصومالية فى مواجهة الشباب، كما تم تدريب ضباط فى البحرية والطيران، ثم انضموا للجيش الصومالي".
وقال الباحث فى التيارات المتشددة دكتور أعلية علانى، أن العمليات الإرهابية فى إفريقيا عامة وفى الصومال خصوصا تشهد مواسم ذروة ومواسم تقلص.
وأضاف خلال مداخلة مع الإعلامية إيمان الحويزى فى برنامج "مطروح للنقاش" على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن حركة الشباب الصومالى لديها فرع يعمل فى الجريمة المنظمة، وتدخل نحو 10 ملايين دولار فى السنة.
وأكد أن الهجمات الإرهابية تكون مبرمجة حسب مصالح، ونشطت فى مارس الماضى لكنها واجهت قوة كبيرة فى المكافحة الفترة الماضية، وتحاول كينيا تسليح جيش قوامه 100 ألف جندى، لكنى لا أظن أن الجيوش النظامية ستنجح فى هزيمة مثل هذه التنظيمات.
وأوضح أنه على القادة الأفارقة بوضع خطة لمكافحة الإرهاب عبر أطروحة الأمن الشامل، والتى تعتمد على تحسين الأوضاع الاقتصادية للشعوب، لأن التنظيمات الإرهابية تنتشر فى ظل ضعف الدولة واحتياج المجتمع.
وقال الباحث بمركز الأهرام أحمد كامل بحيرى، أن الجيش الصومالى يقوم بعمليات واسعة ضد حركة شباب المجاهدين بعد كل عملية إرهابية تقوم بها الحركة ضد أهداف داخلية أو على الحدود.
وأوضح خلال مداخلة مع الإعلامية إيمان الحويزى فى برنامج "مطروح للنقاش" على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن قوات الأمن الصومالية تحتاج لمزيد من الدعم فى المواجهة مع الإرهابيين، لوجستيا وعسكريا واستخباراتيا.
ولفت إلى أن العمليات الحالية لن تستمر طويلا، لأنها عمليات نوعية محدودة، والأجهزة الأمنية تحتاج دعما أكثر، بخاصة أن حركة شباب المجاهدين تعتبر أقوى أفرع داعش السبعة فى العالم، ولديه معدات تسليح ثقيلة نسبيا.
وذكر أن التحدى الأكبر بالنسبة للصومال ودول الجوار والقوات الدولية حاليا هو قوة هذا التنظيم، الذى يبلغ خمسين ضعف حركة النصرة مثلا، ويعتمد على تركيبة قبلية فى بعض المناطق، ما يمنحه مزية فى الصمود.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة