خالد دومة يكتب: الأستاذ الإمام ونُظُم التعليم

السبت، 01 يوليو 2023 12:00 م
خالد دومة يكتب: الأستاذ الإمام ونُظُم التعليم خالد دومة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان للإمام محمد عبده رؤية عظيمة فى تربية النشأ وتعليمه، وكانت له مآخذ على مناهج التعليم، وطريقة تلقينه، فى ذلك الوقت، وإن الكثير من المآخذ، التى طرحها الأستاذ الإمام، لا تزال موجودة ظاهرة، فى نظام التعليم والتربية، رغم مرور السنوات، أى منذ ما يزيد على قرن من الزمن، يحدثنا عن تلك العيوب والمفاسد المنتشرة، وكأنه يحدثنا عن واقع نعيشه، وظواهر تحيط بنا، ورغم انتشار التعليم، ووسائل التربية الحديثة، إلا أن الاعتماد على الشكل، لا على المضمون، هو الغالب، وأن التعليم الذى يخلو من عمق ومضمون، لا فائدة منه، وأنه والجهل به سواء، لم يكن هناك ارتباط بين العلوم، وواقع الحياة، ومعايشة الناس، هناك فجوة كبيرة، تعرقل مسيرة النهوض بالفرد والأمة.
 
فليس إصلاح التعليم، بالعقبة الكئود، التى نشعر بها، ونحن ننظر فى حالنا المتردي، وإنما نحتاج إلى إيمان قوى بقيمة العلم، لا بقيمة الشهادة، التى نحصل عليها، أن نؤمن بما يخلف فى النفوس، من أثر، وعلى العقول، بالعمل به، لا بالوظيفة، التى ننتظرها منه. 
 
فالوقوف على الداء، أو الأسباب، ومعرفة مكمنه، هو أول خطوة فى العلاج الصحيح، وفى تقويم النفوس، وتربية العقول، فلا بد من بحث عن القصور، من أين؟ ومن ثم يجب معالجته وتقويمه، وإصلاح التعليم، له أسس وقواعد ونواحي، لا بد من مراعاتها، والنظر فيها من جميع جوانبها المختلفة، منهج ومدرس ومدرسة، ورعاية، ومنشآت وغيرها مما يرتبط بالعملية التعليمية، ولكلٍ دوره فى استكمال الخطة التى بها تكون الثمرة المرجوة. 
 
فالأساس الأول لعملية التعليم، وحتى يأتى بثماره المُبتغاة، تربية العقول على التحصيل، والتفنيد واكتساب المعلومات، وتربية النفوس وتهذيبها على القيم والأسس التربوية الحميدة، فإذا ما فقد التعليم هاتين الثمرتين، فلا فائدة منه، إذا كيف تسمى هذا تعليما، وهو لم يحقق الفائدة من وجوده. فإذا تخرج الطالب، معطل العقل، معطل الفكر، فقير النفس من الأخلاق والقيم، فلا بد من وجود خطأ جسيم، فى العملية التعليمية. 
 
والتطور البطيء، أو التطور الذى يراعى وضع المجتمع والبيئة، والذى لا يصدم جمهور الناس، هو ما نحتاج إليه، أن تنتقل من درجة إلى التى تليها، ومن حالة إلى التى تعقبها، أن نخطو درجاتها، حتى لو كلفنا سنوات. إن إغفال الوضع القائم والهيئة، التى عليها المجتمع، قد تؤدى إلى أزمة، قد تكون اجتماعية أو اقتصادية، أو حتى أخلاقية، تكون تبعتها اضطراب عظيم، على مستوى الفرد والأمة، تكون عواقبها غير محمودة فيضعف، من حيث كنا ننتظر القوة.
 
فلكل زمان أهله ورجاله وأفكاره ومعتقداته، فكل يوم يمر على الإنسان فهو إضافة جديدة فى عالمه، ويجب لا نغفل التواصل بين الأجيال. إذاً ما هو الرابط الأساسى لربط الأجيال المتعاقبة، أو الصلة التى تربط بين السابق واللاحق؟ فتشكيلة الإنسان العقلية، تختلف كل يوم، بما يُستحدث من أمور، فالزمن لا يتوقف لحظة واحدة، فهو دائما يضيف الجديد، فلا بد إذاً من التغيير الجذرى فى بنية العقل العربي، وطريقة تفكيره، وتقبله للمعلومات، وأن يكون من المرونة بمكان، بحيث يكون مؤهل لهذه المستحدثات والتغييرات، الناشئة من مرور الزمن وتغييره، ولا بد من مراعاتها فى تربية النشأ الجديد، حتى يتم التواصل بين الأجيال المختلفة، على أساس قوى يقرب المسافة بينهم، ولا يبعدها، فالأجيال التى لا تقبل فكرة التقارب والتنازل للتعاون، تؤدى إلى الاصطدام والتنافر والمباغضة، ولا تلتقى على أرض صلبة، لا بد من التذليل للعبور السالم، نحو عالم أفضل. 
 






مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة