كان المصري القديم مغرمًا دائمًا بلبس الفراء الوثيرة، وبخاصة فراء الحيوانات التي كان يصطادها هو بنفسه من الصحراء، وكان يعرف جيدًا كيفية تحضير الجلود ودبغها، ويلاحظ أنه في عهد العصر الحجري الحديث كان يستر عورته بكيس من الجلد معلق بحبل مربوط حول وسطه، ثم استعمل بعد ذلك الجلد في صناعة نعليه، وقميص عمله، ثم جدل منه سيورًا دقيقة وعمل منه درعه، وكنانته، وقربة مائه، كما ذكر الدكتور سليم حسن فى موسوعته مصر القديمة.
الفهد
وهو من بين الحيوانات المتوحشة التي عثر على رسمها فيما قبل الأسرات، وكذلك عثر عليه في "ميدوم"، وكان جلده يستعمل لصنع الأبسطة، وغطاء الكراسي، وأهم من كل ذلك أنه كان يستعمل لباسًا للكهنة في الشعائر الدينية منذ الدولة القديمة، فكان يلبسه الكهنة، ومن بينهم الكاهن الأعظم للإله "فتاح" في منف. ولم يكتف المصريون بصيده من مصر، بل كان يجلب كذلك من الخارج، كما فعل ذلك "حرخوف" في رحلته الثالثة.
العسنت أو فرس النهر
كان قدماء المصريين في عهد ما قبل الأسرات يستعملون أسنانه في صناعة مقابض الخناجر، وسكينة جبل العرق مقبضها مصنوع من سن هذا الحيوان، أما جلده السميك فكان يستعمل لصنع الدرق والزخمة، وقد وجد مرسومًا على الآثار المصرية، وكان يصاد في الماء منذ الأسرة الخامسة.
الذئب "ونش"
وجد مرسومًا على لوحة الشيست الموجودة في متحف "اللوفر" ذئبان من طائفة الحيوانات التي كانت تصاد، وكان يقدس في أسيوط في صورة الإله "وبوات".
الفيل
كان الفيل الأفريقي يصاد في مصر في عصور ما قبل الأسرات، وقد عرف في الرسوم الساذجة، وعلى مقابض السكاكين المصنوعة من العاج، ومن المحتمل جدًّا أنه كان يصاد في الوجه القبلي في إقليم "إلفنتين" أسوان، وربما اشتق اسم هذه الجهة من اسم الفيل الذي كان منتشرًا هناك، على أننا لم نجده بين حيوانات الأسرة الثالثة في مصر، ولذلك كان المصريون يجلبون العاج من الخارج، من بلاد النوبة في عهد الدولة القديمة.
وحيد القرن أو الحريش
يعتقد دي مرجان أنه كان يصاد في مصر في عصر ما قبل الأسرات، ويظن أنه مثل على قطعة من العاج من هذا العصر، ولكننا لم نشاهده في مصر بعد ذلك العهد، وقد عثر أخيرًا في معبد "منتو" بأرمنت على رسم وحيد القرن اصطاده "تحوتمس الثالث" من بلاد آسيا، وقد وضح في الرسم مقاسات هذا الحيوان وكيفية صيده، وكان من أهم مفاخره في براعة الصيد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة