كشفت دراسة علمية حديثة أن بعض الاختبارات الخاصة بالشم قد تساعد الأطباء في التعرف على الأشخاص الذين يحتمل إصابتهم بمرض الفصام المعروف بالشيزوفرنيا. وكان من الشائع في الدوائر العلمية لفترة طويلة أن الأشخاص الذين يعانون من فصام الشخصية يعجزون عادة عن التعرف على الروائح بشكل صحيح.وفقا لصحيفة ديلى ميل البريطانية.
وقام الدكتور واريك بريور الذي قاد الدراسة مع فريق من زملائه في جامعة ملبورن بأستراليا، بفحص عدة أشخاص يواجهم خطر الإصابة بالاضطراب العقلي الذي يؤدي لاختلال الصلة مع الواقع المحيط أو انقطاعها. وتبين لهم أن معظم المعرضين للإصابة بالشيزوفرنيا قد عجزوا عن تمييز الروائح بشكل دقيق. وعلى سبيل المثال كانوا يعتقدون أن رائحة فطائر البيتزا هي رائحة برتقال أو أن رائحة العلكة أو اللبان هي رائحة تبغ. ويعتقد الباحثون أن تغيرات تحدث في المخ خلال المرحلة الأولى من الشيزوفرنيا هي التي تمنع المرضى من تمييز الروائح بشكل دقيق.
وقد علق البروفيسور فيليب ماجوري أحد الأساتذة في معهد لندن للطب النفسي على الدراسة ونتائجها قائلا: "يبدو أنها فكرة غريبة، لكنها قابلة للتصديق، فالجزء الذي يستقبل الروائح في المخ يرتبط بأجزاء أخرى هي التي تصاب بالشيزوفرنيا". وقال: "إن القيام بذلك في دقائق معدودة ومن خلال اختبار بسيط سيكون مفيدا للغاية". لكنه أوضح أن "هناك حاجة لإجراء مزيد من الدراسات قبل تبني هذا الأسلوب".
ذاكرة الشم
ويبدو أن هناك علاقة وثيقة بين الشم والذاكرة لم تفهم بعد من قبل العلماء. فببساطة أنت لا تستطيع أن تشم إلا إذا استدعيت تلك الرائحة في ذاكرتك أولا. أو بكلمات أخرى فإن ذاكرتك تنشط بالرائحة. وهي ظاهرة تسمى بتأثير بروست (على اسم العالم المكتشف). ذلك أن الإنسان يتذكر بالشمِّ بصورة أدق بكثير من الأحداث المرئية.
وسرعان ما ظهر ما يسمى العلاج بذاكرة الشم حيث حقنت مجموعة من المتطوعين الذكور بحقن الأنسولين لمدة أربعة أيام بمصاحبة رائحة بعينها. كان معدل جلوكوز الدم يقل في كل مرة. في اليوم الخامس لم يُحقن المتطوعون بالأنسولين، ولكنهم تعرضوا إلى الرائحة ذاتها فنزل معدل الجلوكوز أيضا. وهو ما يدل على أن الرائحة قد تنشّط علاجا بعينه لبعض المرضى، وتقلل من جرعاته التي قد تسبب آثارا جانبية.
وتشير الدراسة إلى أن الرائحة تؤثر على المزاج، والمشاعر، والتزاوج، والجهاز المناعي والهرموني فضلا عن الذاكرة..
وتوضح الدراسة تأثير الرائحة على واحدة من الأمواج الدماغية المسماة بـ alpha wave (يعادل تذبذبها 8- 12 موجة في الدقيقة) والتي يعني نشاطها علامة الاسترخاء، حيث استخدم نبات الإيلنج والروزماري كأقنعة على الوجه، وتم قياس نشاط هذه الأمواج؛ فتبين أنه يقل مع نبات الروزماري وهو ما يعني أنه نبات منبه، كما أنها زادت مع نبات الإيلنج وهو ما يعني أنه نبات مهدئ، كل هذه التجارب تمت تحت فرع جديد من الطب يسمى بطب الروائح.
ولا شك أن هناك روائح تبعث على السعادة والابتهاج والنشوة والحركة والثقة بالنفس والتفاعل أو الاسترخاء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة