سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 2 يونيو 1832.. عبدالله باشا «والى عكا» الذى أسره إبراهيم باشا يصل إلى الإسكندرية والجماهير تحتشد لمشاهدة لحظة لقائه بمحمد على

الجمعة، 02 يونيو 2023 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 2 يونيو 1832.. عبدالله باشا «والى عكا» الذى أسره إبراهيم باشا يصل إلى الإسكندرية والجماهير تحتشد لمشاهدة لحظة لقائه بمحمد على محمد على باشا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
احتشد الجمهور لمشاهدة لحظة استقبال محمد على باشا والى مصر لعبدالله باشا والى عكا، الذى أسره إبراهيم باشا، ووصلت السفينة به يوم 2 يونيو، مثل هذا اليوم، عام 1832.
 
كانت عكا تابعة للدولة العثمانية، لكنها كانت شبه مستقلة تحت حكم عبدالله باشا، وامتدت سلطته إلى بلاد فلسطين وقسم من الشام، وكانت هزيمته وأسره على أيدى إبراهيم باشا من أهم معارك إخضاع الشام للحكم المصرى تحت ولاية محمد على، حسبما يؤكد عبدالرحمن الرافعى فى كتابه «عصر محمد على»
يذكر «جيلبرت سينويه» فى كتابه «الفرعون الأخير.. محمد على» ترجمة عبدالسلام المودنى: «فى نهاية أكتوبر 1831 عبر جيش قوى من حوالى 25 ألف رجل سيناء إلى حيث المشروع السورى، الذى لم يغادر بال محمد على أبدا، فهو يريد هذه الأرض ويجب أن لا يمنعه شىء من الحصول عليها»، وتذكر الدكتورة لطيفة سالم فى كتابها «الحكم المصرى للشام 1831-1841»: «كان للشام إغراؤه الملح الذى يراوح محمد على بين الحين والآخر، فمنذ عام 1810 وهو يخطط للاستيلاء عليه لأسباب سياسية واقتصادية، وكانت لإبراهيم أسبابه، فقد أعلن مرارا وتكرارا الخط الذى يرغب الوصول فيه إلى النهاية باحتواء الجنس العربى فى إطار موحد شامل، وبناء دولة عربية مستقلة تكون ركيزتها مصر، لا تقتصر على المشرق ولكن يلحق بها غرب مصر حتى تونس، ورأى ضرورة العمل على إعادة الخلافة للعنصر العربى وإحيائها مرة أخرى على يديه، وفضله على العنصر التركى الذى وجد فيه الغباء والفوضى». 
 
تذرع محمد على برفض عبدالله طلبه بإعادة نحو 6 آلاف فلاح مصرى فروا من الشرقية إلى الأقطار السورية، هربا من السخرة والضرائب والخدمة العسكرية، وقال إنهم رعايا عثمانيون، يحق لهم أن يقيموا أينما شاءوا، فتوعده محمد على، وبدأ خطوته نحو حلمه السورى، وكتب إلى عبدالله بأنه قادم ليعيدهم جميعا يزيدون واحدا، وهو عبدالله باشا ذاته، حسبما يذكر «الرافعى».
 
انطلقت الحملة المصرية بقيادة إبراهيم باشا، ودخلت غزة وحيفا ويافا، وحاصرت عكا من نوفمبر 1831، ويذكر داود بركات فى كتابه «البطل الفاتح إبراهيم باشا وفتحه الشام 1832»: «فى 27 مايو 1832 بدأ هجوم المصريين عند الفجر على قلعة عكا من ثلاث جهات، وظهر العجز والملل على الحامية، وظهر الضجر والسآمة والقنوط على السكان، فأرسلوا إلى عبدالله بأن آوان التسليم قد حل، وأرسلوا إلى إبراهيم يطلبون منه العفو، فأجابهم بأنه لا يمس أحد بسوء إذا ألقى عبدالله والحامية والأهالى سلاحهم، وخشى عبدالله أن تفتك الحامية والأهالى به إذا حاول الفرار، فمكث فى داره حتى صباح اليوم التالى إلى أن أرسل إبراهيم حرسا يحرسه فى مجيئه إليه، وربط عبدالله منديلا فى عنقه دلالة على الاستسلام والخضوع».
 
يذكر بركات أنه حين دخل عبدالله على إبراهيم انحنى على الأرض، فتناوله إبراهيم بكلتا يديه وقال له: «أنا وأنت متساويان، وذنبك إلى لا يغتفر، ولكنك تجرأت على محمد على وهو أكبر حلما»، فرد عبدالله: «هذا حكم القدر»، وجامل إبراهيم خصمه كثيرا حتى أزال وحشته، وبعد تناول العشاء معه، هم بالانصراف إلى غرفة النوم التى أعدت له بمنزل إبراهيم، فقال إبراهيم:  «إنك يا عبدالله ستنام الليلة مرتاحا» فرد عبدالله:  «كراحتى فى كل ليلة مضت» ثم التفت إلى إبراهيم قائلا:  «لا تعاملنى يا باشا معاملة الحريم، فإن دفاعى يبرهن لك على الضد، وكل أخطائى إنى اعتمدت على الباب العالى «العثمانى» الذى لا يزيد شرفه فى نظرى عن شرف البنت المومس، ولو عرفت ذلك لاتخذت الحيطة ولما كنت اليوم ملقى بين يديك».
 
فى 30 مايو 1832 حملت سفينة حربية مصرية عبدالله إلى مصر، ويؤكد «بركات»، أن المدافع انطلقت حين وصلت يوم 2 يونيو، وأرسل محمد على إلى عبدالله يبلغه أنه ينتظره فى الديوان، فلما دخل مر بين صفين من القواصة بقيادة أحد الضباط، ودخل الديوان، فإذا بمحمد على واقف ينتظره، فانحنى أمامه طالبا العفو والغفران، وصافحه محمد على وطمأنه ثم جلس وأجلسه إلى جانبه، وأمر بتقديم القهوة والشبق له، وكان الجمهور حاضرا لرؤيته، فأمر محمد على الجمهور بالانصراف، واختلى بأسيره ثم صرفه إلى دار الضيافة.
 
يضيف «بركات»: «بعد وصول عبدالله إلى الإسكندرية وصل اتباعه وهم جمهور كبير، فأمر محمد على بإكرامهم وإنزالهم فى ضيافته، وأمر بإرسال خزانة عبدالله إليه مقفلة وجاءت على السفينة التى ركبها من حيفا، وفيها حلى وجواهر ونصف مليون قرش، وأمر بدفع مائتى ألف فرنك قيمة وصل سلمه إليه عبدالله، وكان ليونانى اسمه «قسطنطين أنجلو» من مدينة «صور» وكان ثمن مؤن وذخيرة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة